قلعة بام في إيران "لن تعود كما كانت"

Read this story in English W460

تعمل السلطات الايرانية على اعادة ترميم قلعة بام الشاهدة على التاريخ الفارسي، والتي أتى عليها زلزال عام 2003، لكن المسؤولين يؤكدون عشية الذكرى العاشرة للزلزال ان “القلعة لا يمكن ان يعاد بناؤها كما كانت”.

وتقع هذه القلعة على بعد الف كيلومتر جنوب شرق طهران، وهي شاهدة على تاريخ المنطقة منذ ما قبل الاسلام، اذ ان تاريخ بنائها يعود الى الالفية الثالثة قبل الميلاد.

وفي السادس والعشرين من ديسمبر 2003، ضرب زلزال عنيف بقوة 6.3 درجة هذه المنطقة فأتى على هذه القلعة.

وبعد عشر سنين، اعيد بناء جزء صغير منها، وما زالت الورشة مستمرة.

ويقول افشين ابراهيمي المسؤول عن اعمال الترميم في منظمة التراث الثقافي الايراني “نحن لا نسعى الى اعادة بناء القلعة على النحو الذي كانت عليه تماما قبل الزلزال، فهذا الامر لا يمكن تحقيقه”.

ويضيف “الزلزال هو جزء من تاريخ المنطقة ايضا” مؤكدا ان “بعض الاجزاء من القلعة سيعاد بناؤها بشكل مختلف، واجزاء اخرى ستبقى على ما كانت عليه”.

ويعمل في هذه الورشة يوميا 130 شخصا، من بينهم عشرون متخصصا ايرانيا واجنبيا من اليابان وفرنسا وايطاليا والمانيا.

وقد ساهمت اليابان من خلال منظمة اليونسكو بمعدات وتجهيزات خاصة وصلت قيمتها الى نصف مليون دولار.

ويقول ابراهيمي “بات لدينا افضل التجهيزات في العالم”.

ويعمل الخبراء اليابانيون مستندين الى خرائط ثلاثية الابعاد، اما الفرنسيون والايطاليون فيدرسون امكانية صناعة الطوب من الوحل الجاف والاسمنت ليكون اكثر مقاومة للزلازل.

ويقول ابراهيمي “العمل هنا لن ينتهي، اذا هطل المطر واصاب احد الجدران يتعين علينا ان نعيد العمل فيه”.

ولا تقتصر نتائج هذه الاعمال على السياحة او الحفاظ على التراث فحسب، بل ان لها اثارا ايجابية على نفسية السكان الذين اصيبوا بالذعر بعد ذلك الزلزال الذي اودى بحياة ما بين 26 الف نسمة و32 الفا، بحسب التقديرات.

ويرى ابراهيمي “ان رؤية القلعة وهي تقوم مجددا له اثر نفسي كبير، ان هذا المشروع ليس مجرد ورشة تجديد وترميم”.

كما ان هذا المشروع سيكون له اثار ايجابية على توافد السياح، الذين يأمل ابراهيمي ان يقيموا لوقت اطول في بام حيث يقع 150 موقعا اثريا يجري العمل على تأهيلها بعدما ظل معظمهما غير معروف.

واعرب حاكم المدينة حسين زينول في حديث لوكالة فرانس برس عن “رضاه” لسير الاعمال “التي ينبغي ان تسير بهدوء وتأن”.في يونيو الماضي، سحبت منظمة اليونسكو هذه القلعة من قائمة المواقع المهددة، معتبرة انها باتت في وضع آمن.

ويقول حسين زينول “انه شرف كبير لبام” لانه يظهر “فاعلية الاجراءات المتخذة لاعادة ترميم القلعة”.

ويأمل سكان بام ان ينعكس ذلك ايجابا على الحركة السياحية في مدينتهم، والتي تضررت كثيرا بسبب الزلزال.

ويقول اكبر بنجاليزاده وهو مالك فندق صغير دمره الزلزال واعاد بناءه “نحن نستقبل 10 نزلاء في الاسبوع، مقابل 20 يوميا قبل الزلزال”.

ويضيف “أحلم باليوم الذي ارى فيه عشر حافلات للسياح تركن امام القلعة”.

التعليقات 0