"فَرملة" الحراك الحكومي اثر الانفجارات الارهابية

تراجعت حظوظ تشكيل الحكومة العتيدة في الايام القليلة المقبلة، نظراً لتصاعد حدة الخطاب السياسي واثر الانفجارين اللذين هزا لبنان في غضون أقل من أسبوع.

فقد أفادت مصادر مواكبة لعملية تأليف الحكومة، صحيفة "النهار"، الخميس، أن "امكانات ولادة تشكيلة حكومية في المدى القريب تلاشت بعد انفجار الضاحية الجنوبية".

ولفتت الى ان لبنان عاد الى المربع الاول للأزمة، حيث لا حلول وصارت الكلمة للتطورات الامنية بدلا من الجهود السياسية.

يُذكر أن تفجيراً انتحارياً ضرب حارة حريك في الضاحية الجنوبية عصر الخميس، ادى الى مقتل 4 على الاقل وجرح العشرات، وقد أتى بعد اقل من اسبوع على اغتيال الوزير السابق محمد شطح في ستاركو في وسط بيروت في 27 كانون الاول الفائت، والذي ادى الى مقتل 7 مدنيين وجرح العشرات ايضاً.

الى ذلك، شدد أوساط رئيس الجمهورية ميشال سليمان للصحيفة عينها، على أن ما يجري يؤكد أهمية قيام حكومة "قد لا تكون كفيلة بمنع التفجيرات الامنية، انما هي حاجة في المطلق".

واشارت الى أن "الاتصالات لا تزال قائمة بين القوى السياسية من اجل قيام حكومة جامعة واسقاط الشروط المتبادلة، والرغبة في قيام حكومة جامعة لا تزال قائمة والبحث عن وسيلة لاسقاط الشروط المتبادلة هو ايضاً قائم".

بدورها، نقلت صحيفة "الجمهورية"، عن مصادر واسعة الاطلاع أن "فرملة تلقائية" حصلت للملف الحكومي في انتظار ما ستحمله الأيام المقبلة من تطوّرات وانعكاسات على الوضع الأمني والسياسي في البلاد.

وجزمت المصادر بأن "الجو لم يعد يوحي بإمكان تأليف حكومة جديدة، في ظل الإستنفار الأمني الذي تشهده البلاد، خصوصاً بعدما بات الوضع مفتوحاً على شتى الاحتمالات السلبية والخطيرة التي تجاوزت كل الخطوط الحُمر".

ولفتت "الجمهورية" الى ان وتيرة الحراك السياسي ستتسارع باتجاه مختلف الافرقاء، عبر موفدين من سليمان وسلام، أو في لقاءات مباشرة.

يُذكر أنه وبعد استقالة حكومة نجيب ميقاتي في آذار الفائت، تم تكليف سلام تشكيل حكومة جديدة الا أن جهوده لم تنجح في ذلك، وتعهد الاستقالة بحال استقالة اي مكون من مكونات الحكومة. وفي حين تطالب قوى 14 آذار بحكومة حيادية تريد 8 آذار حكومة سياسية وقال رئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط أنه "لن يصوت على حكومة من لون واحد".