شباب ثورة 25 يناير ينددون بما يعتبرونه عودة للنظام الاستبدادي في مصر

Read this story in English W460

بعد ان كانوا محط الانظار لدورهم في اسقاط الرئيس الاسبق حسني مبارك في شباط عام 2011 اصبح بعض "شباب الثورة" الان في السجن بسبب "القمع" الذي تمارسه كما يقولون السلطات الحالية مستخدمة فيه وسائل النظام السابق.

فبعد ان قامت السلطات بقمع انصار الرئيس الاسلامي المعزول محمد مرسي قامت مؤخرا باعتقال بعض الشبان الليبراليين والعلمانيين الذين شاركوا في الثورة على مبارك وذلك لتنظيمهم تظاهرات في الشارع احتجاجا على قانون التظاهر الجديد.

وترى سالي توما المتحدثة باسم ائتلاف شباب الثورة ان "ثورة 25 يناير تتعرض لثورة مضادة: الشرطة والجيش اصبحا اقوى من السابق ووجوه عهد مبارك بدات تعود" الى الساحة وهو الراي الذي يشاركها فيه معظم النشطاء الشباب الذين شاركوا في هذه الانتفاضة الشعبية التي بدات في 25 كانون الثاني 2011 وانتهت بعد 18 يوما بالاطاحة بمبارك في 11 شباط من العام نفسه.

ففي منتصف كانون الاول الماضي تمت تبرئة الفريق احمد شفيق، اخر رئيس وزراء في عهد مبارك والذي خسر في انتخابات الرئاسة امام مرسي عام 2012، من قضية فساد ما يمهد لعودته الى الساحة السياسية. وبعد ايام قليلة ادان القضاء ثلاثة من ابرز نشطاء ثورة يناير هم احمد دومة واحمد ماهر ومحمد عادل بتنظيم تظاهرات غير مشروعة وحكم عليهم بالسجن ثلاث سنوات.

هذه الادانات كانت الاخيرة في سلسلة حالات التعرض لناشطي الثورة. ففي نهاية 2011 قمعت بعنف تظاهرات احتجاج ضد المجلس العسكري الذي تولى ادارة البلاد لمدة سنة بعد الاطاحة بمبارك وفي عام 2012 تعرض النشطاء لاعتداءات في عهد مرسي واخيرا لاعتقالات بعد عودة الجيش الى الحكم.

ومن هؤلاء المعتقلين الناشط البارز علاء عبد الفتاح الذي ترى خالته الكاتبة اهداف سويف ان "هؤلاء الشباب يحاكمون لانهم قاموا بالثورة".

واتهمت اهداف سويف السلطات بانها "تكذب" عندما تقول انها تريد تحقيق اهداف الثورة والعمل مع الشباب. وقالت ان "اقوالهم تتناقض تماما مع الواقع".

وتتحدث سالي توما وهي طبيبة امراض نفسيه في الخامسة والثلاثين عن "انقلاب" ليس على مرسي وانما على "الثورة".

ويوضح المحامي عمر امام المدافع عن حقوق الانسان ان "الجيش يملك من جديد كل السلطات" كما هو الحال في مصر، كما يقول، منذ 1954 عندما تولى جمال عبد الناصر السلطة.

واوضح ان "مبارك كان مجرد واجهة تم اسقاطها حتى تبقى السلطة. سنة رئاسة مرسي اتاحت اعادة خلط الاوراق. الاشخاص يتغيرون لكن السياسة وهياكل الدولة ما زالت كما هي".

واعتبر ان السلطات "استنفدت الحقوقيين والناشطين في الجري وراء المعتقلين في السجون والبحث عن الجثث في المشارح".

من جانبه قال الناشط احمد نجيب ان "اسقاط مبارك كان المرحلة الاسهل في الثورة. المطلوب الان اسقاط النظام وهذا لن يتحقق في يوم وليلة".

واضافة الى الضغوط البوليسية والقضائية تتهم سالي توما وسائل الاعلام المصرية كلها تقريبا ب"التشهير بشباب الثورة". وخلال ظهورها في برنامج تلفزيوني في تشرين الثاني الماضي تعرضت سالي توما لهجوم عنيف من المشاهدين الذين اتصلوا بالبرنامج والذين اتهموا الناشطين بالمسؤولية عن "عدم الاستقرار" في البلاد والعودة الى الماضي بدلا من الاهتمام بالمستقبل.

الماضي هو بالتحديد ما يسعى مصطفى قنديل وهو طالب يدير مقهى في القاهرة الى احيائه من خلال عرض الفيلم الوثائقي "الميدان" المرشح للاوسكار والذي يتتبع مسيرة خمسة من المتظاهرين منذ 25 يناير 2011 وحتى عزل مرسي في اول تموز 2013.

ويقول متنهدا "عام 2011 لم نكن منقسمين مثل اليوم: الشعب كله كان يطالب بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية".

وبعد العرض يحذر الناشط احمد ابراهيم قائد الجيش ووزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي لم يعد يخفي نيته على الترشح للرئاسة قائلا "اذا لم يحقق مطالب ثورة 2011 فان الناس سينزلون من جديد الى الشوارع".

ويقول امام ان عام 2011 شهد ولادة "اول جيل يقرر مواجهة دكتاتور" مضيفا "انهم لن يخافوا بعد الان من مواجهة دكتاتور اخر".

التعليقات 1
Default-user-icon Ambassador K P Fabian (ضيف) 20:11 ,2014 كانون الثاني 24

Egypt has proved that time travel is possible. The autocracy is back.
Is it the case that Egyptians need a pharoah ?
The deep state is deeply entrenched.It has three pillars: the Army, the Higher Judiciary,and the Mukhabarat.