تهديدات غربية بعقوبات على روسيا بعيد إعلان "الجنائية" فتح تحقيق حول أوكرانيا ومتمردون يحتجزون 13 من مراقبي "منظمة الامن والتعاون"

Read this story in English W460

فتحت المدعية العامة في المحكمة الجنائية الدولية تحقيقا أوليا حول الجرائم التي ارتكبت قبل وخلال فترة سقوط الرئيس الاوكراني السابق فيكتور يانوكوفيتش، فيما يتصاعد التوتر الميداني شرق اوكرانيا حيث احتجز متمردو سلافيانسك سبعة من مراقبي منظمة الامن والتعاون في أوروبا.

وقالت المحكمة الجنائية في بيان ان "مدعية المحكمة الجنائية الدولية فاتو بنسودا قررت فتح تحقيق اولي حول الوضع في اوكرانيا بهدف تحديد (...) ما اذا توافرت المعايير الضرورية لفتح تحقيق (طويل)".

من جهته أعلن وزير الخارجية الالماني فرانك فالتر شتاينماير الجمعة في تونس ان الوقت يضغط لوضع حد لـ"الجنون" في اوكرانيا، في اشارة الى توتر الاوضاع في شرق هذا البلد.

وقال شتاينماير في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيريه الفرنسي لوران فابيوس والتونسي المنجي حامدي "ليس هناك كثير من الوقت لوضع حد لهذا الجنون".

من ناحيته، قال وزير الخارجية الفرنسي "على روسيا احترام سيادة الدول الاخرى، كما هي متمسكة بسيادتها".

وأضاف "هناك تصعيد في الجزء الشرقي من اوكرانيا. المانيا وفرنسا معا، نطلق دعوة للتهدئة".

ولاحقا اعلنت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الجمعة ان وزراء خارجية دول الاتحاد الاوروبي سيجتمعون "في اسرع وقت" لبحث عقوبات جديدة ضد روسيا في اطار الازمة الاوكرانية.

وقالت ميركل امام الصحافيين برفقة رئيس وزراء بولندا دونالد تاسك الذي استقبلته في برلين "لا يتعين علينا التفكير وحسب وانما ايضا درس عقوبات جديدة (...). ولهذا الغرض، سيجتمع في اسرع وقت ايضا وزراء الخارجية الاوروبيون".

كذلك اعلنت الرئاسة الفرنسية في بيان الجمعة ان الرئيسين الاميركي باراك اوباما والفرنسي فرنسوا هولاند والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل ورئيسي الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون والايطالي ماتيو رنزي "تطرقوا" الى امكانية فرض عقوبات جديدة ضد موسكو.

ميدانيا، أصيبت مروحية للجيش الاوكراني الجمعة باطلاق نار من قاذفة صواريخ بينما كانت متوقفة في مطار كراماتورسك في الشرق الانفصالي وجرح قائدها، كما اعلنت السلطات الاوكرانية.

واعلنت وزارة الدفاع في بيان ان "مروحية عسكرية من طراز ام آي-8 انفجرت في مطار كراماتورسك". واوضح المسؤول في اجهزة الاستخبارات الاوكرانية فاسيل كروتوف بحسب ما نقلت وكالة انترفاكس الاوكرانية، ان المروحية كانت جاثمة على الارض واصيب قائدها بجروح لكنه تمكن من الهرب.

وبلدة كراماتورسك المجاورة هي من المدن العديدة التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا في شرق اوكرانيا.

وفي سلافيانسك (شرق) معقل المتمردين الموالين للروس ، أعلن الانفصاليون الجمعة انهم لن يسلموا المدينة التي يحاصرها الجيش الاوكراني.

وقال زعيمهم فياتشيسلاف بونوماريف في مؤتمر صحافي "لن نسلم المدينة". واضاف "سنقاوم في حدود الممكن. المدينة تحت الحصار ونحن مستعدون للدفاع عنها".

واضاف: "كل (الجنود) على استعداد وهم يغلقون الطرقات، المدينة تحت الحصار ونحن مستعدون للدفاع عنها".

وتابع: "سنقاوم قدر الامكان".

وأفاد هذا العسكري السابق، أن الجيش الاوكراني يلجأ "الى تكتيك معهود" يتمثل في قطع مداخل المدينة التي يبلغ عدد سكانها 110 آلاف نسمة ثم في مرحلة ثانية يقوم بعملية "تطهير" من خلال ادخال "القوات الخاصة" اليها.

ولاحظ مراسل وكالة "فرانس برس"، أن القوات الاوكرانية اقامت سلسة من الحواجز مستخدمة مدرعات ومروحيات ورجال مجهزين جيدا خصوصا في شمال غرب وجنوب شرق المدينة.

واضحت الرئاسة الاوكرانية انها تريد "غلق سلافيانسك" بهدف منع المتمردين من ارسال تعزيزات. وتؤكد عدم رغبتها في شن هجوم جديد يمكن ان يسقط فيه ضحايا جدد.

من جهة اخرى، اكد فياتشيسلاف بونوماريف ان انصاره اسروا في الاجمال "اربعين جنديا من الجيش الاوكراني دخلوا اراضينا".

واكد انهم كانوا "بازياء مدنية" ولا يملكون "اسلحة" لدى اعتقالهم ملمحا بذلك الى ان مهمتهم كانت تتمثل في انشطة استخبارات او تخريب.

ولاحقا، أعلنت وزارة الداخلية الاوكرانية في كييف، ان متمردين احتجزوا الجمعة سبعة من مراقبي منظمة الامن والتعاون في أوروبا في بلدة شرق اوكرانيا.

وجاء في بيان للوزارة انه "بالقرب من مدخل مدينة سلافيانسك اوقف مجهولون حافلة تقل 13 راكبا من بينهم سبعة من ممثلي منظمة الامن والتعاون في اوروبا، وخمسة من ممثلي القوات الاوكرانية المسلحة وسائق العربة".

 واضاف البيان انه تم اقتياد الركاب الى مبنى الاجهزة الامنية المحتل في البلدة، وان المتمردين طالبوا بالتحدث الى "السلطات المعنية في روسيا الاتحادية".

ولم تؤكد المنظمة من مقرها في فيينا تلك المعلومات لوكالة "فرانس برس"، وقالت ان جميع اعضاء بعثتها الرئيسية المتواجدة في اوكرانيا موجودون.

الا انها قالت ان بعثة تحقق عسكرية غير مسلحة تابعة للمنظمة موجودة كذلك في البلاد تحت قيادة المانية.

وصرح رئيس بلدية سلافيانسك المعين ذاتيا فياشيسلاف بونوماريوف للصحافيين، ان "جاسوسا" كان على متن الحافلة.

واوضح "داخل الحافلة كان يوجد شخص يعمل لحساب رئيس هيئة الاركان الاوكرانية. وهو جاسوس".

ولدى سؤاله ما اذا كان ركاب الحافلة معتقلين، اجاب "لا اعرف. ان الموظفين في البلدية هم الذين يتعاملون مع هذه المسالة".

واثار احتجاز الموظفين السبعة غضبا ، حيث طالب وزير خارجية السويد كارل بلدت بـ"الافراج الفوري" عنهم.

وأعرب عن قلقة "البالغ"، موضحا ان احد المحتجزين هو مواطن سويدي.

من جهتها اعلنت وزيرة الدفاع الالمانية اورسولا فون دير ليان الجمعة ان انفصاليين مؤيدين لروسيا في شرق اوكرانيا قبضوا على 13 من مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا واحتجزوهم.

وقالت الوزيرة التي تؤدي حاليا زيارة لافريقيا ولبنان في رسالة صوتية بثتها وزارتها ان "الصورة لا تزال غير واضحة تماما لكن يبدو ان 13 من مراقبي منظمة الامن والتعاون في اوروبا تم توقيفهم، بينهم اربعة المان".

و في الوقت الذي يحاصر فيه الجيش الاوكراني انفصاليين مؤيدين لروسيا في مدينة سلافيانسك دون ان يشن هجوما عليهم، دعت روسيا الجمعة سلطات كييف الى ايقاف "كل عمل عسكري" في شرق اوكرانيا.

وقالت الخارجية الروسية في بيان: "ان روسيا تدعو الى وقف فوري لكل عمل عسكري وللعنف والى انسحاب القوات والتطبيق التام لاتفاق جنيف من قبل الجانب الاوكراني".

التعليقات 0