كاميرون يتوعد بعدم التسامح مع مثيري أعمال الشغب في بلاده

Read this story in English W460

تعهد رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "بعدم التسامح" مع مثيري أعمال الشغب في بلاده، فيما يدور خلاف بينه وبين الشرطة بعد تعيينه مستشارا أميركيا في اطار مساعيه لاتباع نهج متشدد مع مثيري أعمال الشغب.

وانتقد قادة الشرطة البريطانية قرار كاميرون تعيين القائد السابق لشرطة نيويورك بيل براتون مستشارا لدى الشرطة البريطانية لكي لا تتكرر أعمال العنف التي قتل فيها خمسة أشخاص، وقالوا أن أتباع سياسة نابعة من داخل بريطانيا سيكون أفضل.

وقال كاميرون الاحد لصحيفة "ديلي تلغراف" الاحد: "لم نتحدث بلغة التشدد وعدم التسامح بما فيه الكفاية، لكن الان أصبحت الرسالة أكثر وضوحا".

واثارة موجة من أعمال الشغب والنهب على مدى أربع ليال متواصلة الاسبوع الماضي في لندن وعدد من كبرى المدن الانكليزية موجة من الجدل في جميع أنحاء البلاد حول الاسباب وطريقة الرد على مثل هذه الاعمال، قبل عام من استضافة العاصمة للالعاب الاولمببية 2012.

واتهم كاميرون المحافظ بعض الناس بتعقيد تفسير الاجرام، الا أنه أقر بوجود عوامل اجتماعية مؤثرة مثل "العائلات المتفككة جدا والمضطربة"، مؤكدا على أهمية معالجتها.

وأيدت وزيرة الداخلية ثيريسا ماي كاميرون، وقالت أن الناس يرغبون في "العمل الحازم".

وقال براتون نفسه أنه يكره عبارة "عدم التسامح".

وكان براتون من المسؤولين الرئيسيين في التعامل مع النشاط الاجرامي، وأسهمت سياسته القائمة على "عدم التسامح اطلاقا" مع المخالفين للقانون في خفض معدلات الجريمة في نيويورك. كما ساهم في خفض مستوى الجرائم بعد اعمال الشغب التي دارت في لوس انجليس في 1992.

وكتب براتون في صحيفة "ميل اون صنداي" يقول "لا أحبذ اتباع سياسة عدم التسامح في أي بلد، فهي سياسة لا يمكن تحقيقها، وتوحي بأنك تستطيع أن تتخلص من مشكلة، وهذا غير واقعي".

وبدلا من ذلك أدرج براتون عددا من الاجراءت التي يمكن اتخاذها، ومن بينها فهم كيفية عمل العصابات واستخدام الاجراءات القانونية للحد من نشاطاتها.

الا أن رجال الشرطة الذي يشعرون بالغضب من خطط الحكومة خفض ميزانياتهم في اطار سياسة التقشف الحكومية، ومن اتهامات كاميرون لهم بالبطء في التحرك لوقف أعمال الشغب، لا يرغبون حاليا في الاستماع لتوجيهات وتوصيات من احد.

وصرح هيو اوردي رئيس جهاز قادة الشرطة البريطانية لصحيفة "اندبندنت اون صنداي" قائلا "لست واثقا من أنني أريد أن أعرف معلومات عن العصابات في منطقة في أميركا فيها 400 عصابة".

وأشار مفوض نيابة شرطة سكوتلانديارد تيم غودوين الى "التناقضات في المواقف بشأن مدى الصرامة التي يفترض أن تعتمدها الشرطة، خصوصا بعد المعلومات عن أخطاء في احتجاجات قمة العشرين في 2009.

وأوضح أن "وجهات النظر التي نسمعها الآن مختلفة قليلا عما كنا نسمعه منهم من قبل"، مشيرا الى أن "ضباط الشرطة المسؤولين سيقررون الاثنين ما اذا كانوا سيخفضون من أعداد رجال الشرطة المتنشرين في شوارع لندن"، والبالغ عددهم حاليا 16 الف شرطي.

واعتقل أكثر من 2140 شخصا حتى الان لعلاقتهم بأعمال الشغب، ووجهت التهم لنحو الف منهم.

واستمرت المحاكم في العمل على مدار الساعة للنظر الفوري في القضايا المتعلقة بأعمال الشغب التي نفذها أشخاص من خلفيات متعددة، وان كان خمسهم دون الـ18 من العمر.

ومثل أول متهمين أمام المحكمة الاحد لتوجه اليهما تهمة القتل.

و مثل جوشوا دونالد (26 عاما) وشاب يبلغ ال17 من العمر لم تكشف هويته لاسباب قانونية أمام محكمة برمنغهام بعد اتهامهما بقتل ثلاثة اشخاص بدهسهم، عندما كانوا يدافعون عن منطقتهم ضد اللصوص في ثاني أكبر المدن البريطانية.

وقتل هارون جيهان (20 عاما) وشازاد علي (30 عاما) وشقيقه عبد المظفر (31 عاما) صباح الاربعاء امام مدخل محطة وقود في برمنغهام بوسط انكلترا.

ووقف اكثر من 1500 شخص دقيقة صمت حزنا على القتلى، وذلك أثناء مسيرة سلمية في برمنغهام الاحد، حسب الشرطة.

وقال قائد شرطة ويست مدلاندز كريس سيمز انه دعي لالقاء كلمة في المسيرة، مما يظهر أن "الناس يعتبرون الشرطة جزءا من الحل وليس المشكلة" في المنطقة.

وافاد استطلاع للرأي نشرت نتائجه السبت، أن واحدا من كل بريطانيين اثنين يرى أن كاميرون لم يحسن التعاطي مع أعمال الشغب التي هزت بريطانيا هذا الاسبوع.

وقال 83 بالمئة من الاشخاص الذين شملهم الاستطلاع أنهم يعتقدون أن شبكات التواصل الاجتماعي مثل تويتر أو أجهزة خدمات الرسائل مثل بلاكبيري، ساهمت في أعمال العنف عبر السماح لمثيري الشغب بتنظيم أنفسهم بشكل أسهل.

وهنأ الرئيس الاميركي باراك اوباما في اتصال هاتفي كاميرون على طريقة تعامل بريطانيا مع مثيري الشغب.

وذكر متحدث باسم كاميرون أن "الرئيس اوباما اثنى على رئيس الوزراء وعلى ثباته هو وحكومته والشرطة البريطانية في التعامل مع اعمال الشغب الأخيرة".

التعليقات 3
Default-user-icon Edward (ضيف) 14:59 ,2011 آب 15

Its simple; Christianity was the morale code. Now its the media, which preaches aggression. You made your bed, now lay in it

Missing undefined 16:18 ,2011 آب 15

@edward: Religion is not necessarily the answer. Education and a socio-economic system that builds a viable social fabric that rewards those who abide by a moral code (not with financial return but rather things like increased quality of life due to increased stability) and punishes those who violate it can also work.

Thumb mrbrain 17:36 ,2011 آب 15

I tend to agree with Edward, in Europe, morale code was related to christinainity..For instance in Munich teh stores close at 8 PM ..Such decsion was taken to make people spend more times with their families...Still the prosperity of the society is related as well to economical development and education....
Cheers