بان كي مون في جوبا لدفع مفاوضات السلام والمعارك متواصلة في بنتيو
Read this story in English
وصل الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الثلاثاء الى جنوب السودان ليدعو الى وضع حد لحرب دموية متواصلة منذ حوالي خمسة اشهر رافقها تحذيرات من حصول ابادة جماعية ومجاعة.
وتأتي الزيارة في وقت تشهد مدينة بنتيو النفطية شمالا معارك شرسة بين القوات الحكومية والمتمردين.
وتعتبر الزيارة محاولة جديدة لدفع المتنازعين الى وقف اطلاق النار بعد حوالي خمسة اشهر من القتال الدامي بين القوات الحكومية الموالية للرئيس سلفا كير المنتمي الى قبيلة الدينكا والمتمردين بزعامة نائبه السابق رياك مشار من قبيلة النوير.
واكد بيان للامم المتحدة وصول الامين العام الى العاصمة جوبا في زيارة تستمر يوما واحدا فقط. واضاف ان "الامين العام دعا مرارا القيادات للتوصل الى حل سياسي، ولوضع حد فوري للعنف الذي اسفر عن معاناة الكثيرين من المدنيين الابرياء".
واتهم الطرفان بارتكاب مجازر على اساس اتني والقيام بعمليات اغتصاب وتجنيد آلاف الاطفال.
وتاتي زيارة بان كي كون بعد عدة ايام على مغادرة وزير الخارجية الاميركي جون كيري جوبا حيث حصل على وعود من كير لعقد لقاء مباشر مع مشار.
وبرغم التهديدات بفرض عقوبات على المعنيين في حال استمرار القتال، شنت القوات الحكومية السبت هجوما واسعا للسيطرة على مدن من ايدي المتمردين، ونجحت في استعادة مدينة الناصر احدى اهم قواعد المتمردين على مقربة من الحدود الاثيوبية، واجبرت بذلك مشار على الفرار باتجاه الغابات على الحدود الاثيوبية.
والاثنين عاد وجدد كيري تحذيره لطرفي النزاع من "عواقب خطيرة" اذا لم يحترما تعهداتهما بوقف اطلاق النار.
ومن المفترض ان يلتقي بان بالرئيس كير، كما بقياديي مجموعات من النازحين اللاجئين الى قواعد الامم المتحدة. ويتخوف هؤلاء من مغادرة القواعد الاممية خشية التعرض لاعتداءات، برغم ان القواعد نفسها هوجمت مرات عدة.
والمرة الاخيرة التي زار فيها بان جنوب السودان كانت اثناء الاحتفالات بالاستقلال عن السودان في تموز/يوليو 2011 بعدما صوت الجنوبيون على الانفصال اثر حرب اهلية طويلة مع الخرطوم.
وتزامنت زيارة بان الثلاثاء مع استمرار المعارك في محيط مدينة بنتيو، عاصمة ولاية الوحدة النفطية، بعد اربعة ايام على شن القوات الحكومية لحملة واسعة تهدف الى استعادتها.
وقال وزير دفاع جنوب السودان كيول مانيانغ لوكالة فرانس برس ان القوات الحكومية تسيطر على وسط المدينة، فيما تدور المعارك الشرسة في القرى المحيطة على بعد حوالي خمسة كيلومترات منها.
وشن المتمردون هجوما واسعا الاثنين، الا أن مجموعات المسلحين "صّدت بعد ثمانية ساعات من المعارك"، وفق مانيانغ.
وتشمل صفوف المتمردين منشقين عن القوات الحكومية ومقاتلين آخرين، فضلا عن ميليشيا "الجيش الابيض"، التي يدهن عناصرها اجسادهم بالرماد الابيض.
وحذرت منظمات الاغاثة من ان جنوب السودان على حافة اسوأ مجاعة في افريقيا منذ الثمانينات، في حين تحدث كل من كيري والامم المتحدة في نهاية نيسان/ابريل من مخاطر حصول ابادة جماعية.
وما بدأ كخلاف سياسي بين كير ونائبه السابق مشار تحول الى حرب وضعت قبيلة الدينكا في مواجهة قبيلة النوير. واندلع النزاع في 15 كانون الاول/ديسمبر الماضي بعدما اتهم كير نائبه السابق بمحاولة الانقلاب. وعمد مشار بعد ذلك الى الهرب ليقود حركة تمرد متهما كير بشن حملة تطهير ضد منافسيه.
وادت المعارك الى مقتل عشرات الاف، في غياب حصيلة محددة للضحايا، فضلا عن تشريد اكثر من مليون شخص. ولجأ اكثر من 78 الف مدني جنوب سوداني الى ثماني قواعد للامم المتحدة خوفا من تعرضهم للقتل.
وبرغم المعارك الاخيرة فان جوبا كررت تاكيدها على المضي قدما في مفاوضات السلام في العاصمة الاثيوبية اديس ابابا، والتي توصلت الى اتفاق وقف اطلاق نار في 23 كانون الثاني/يناير الا انه لم ينفذ فعليا على الارض.
وشدد مانيانغ على ان المحادثات قد تحصل "في اقرب وقت ممكن"، بالرغم من انه على مشار تأكيد مشاركته، وهو الذي لم يصدر عنه اي شيء منذ فراره بعد حملة القوات الحكومية السبت.