بدء تطبيق اتفاق وقف القتال في جنوب السودان متوقع السبت
Read this story in English
من المتوقع ان يبدأ السبت تطبيق اتفاق لوقف اطلاق النار تم الاتفاق عليه بين حكومة جنوب السودان ومتمردين لانهاء خمسة اشهر من المعارك الدامية دفعت بالبلاد الى شفير الابادة والمجاعة.
والتقى رئيس جنوب السودان سالفا كير ونائبه السابق رياك مشار، اللذان تتحارب قواتهما منذ منتصف كانون الاول 2013، الجمعة في اديس ابابا وتصافحا وصلى الرجلان سويا "واتفقا على وقف كافة الاعمال العدائية فورا في غضون 24 ساعة".
وينص التعهد الذي وقعه كير ومشار على انهما "اتفقا على ان تشكيل حكومة انتقالية يوفر افضل الفرص لشعب جنوب السودان" تمهيدا لاجراء انتخابات جديدة لم يحدد تاريخها، بحسب ما اوضح سيوم ميسيفين، وزير الخارجية الاثيوبي السابق وأحد المفاوضين الرئيسيين في السلطة الحكومية للتنمية في شرق افريقيا( ايغاد).
وينص الاتفاق ايضا على "فتح ممرات انسانية (...) والتعاون مع الوكالات الانسانية والامم المتحدة بغية ايصال المساعدات الانسانية الى كل المناطق في جنوب السودان" بحسب ميسفين.
ولم يدل المسؤولون العسكريون في الجانبين باي تصريح قبل بدء تطبيق الاتفاق.
وتعرض كل من كير ومشار لضغوط دبلوماسية كبيرة بينما عبرت واشنطن والامم المتحدة عن قلقهما من خطر وقوع "ابادة" و"مجاعة". وتحدثت البعثة المحلية للامم المتحدة الخميس عن مؤشرات جدية الى "جرائم ضد الانسانية" ارتكبها الجانبان، واحصت فظائع رات فيها المفوضة العليا للامم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي الجمعة "مؤشرات عديدة لابادة".
واعتبرت منظمة العفو الدولية في تقرير اخير لها انه "كلما طال امد الخصومات العرقية وتعمقت، كلما تفتت جنوب السودان ما يجعل من تحقيق المصالحة والسلام اكثر صعوبة".
وكان وزير الخارجية الاميركي جون كيري دعا رئيس جنوب السودان ونائبه السابق في بداية ايار الى تكثيف الجهود لوقف المعارك والتجاوزات مهددا بفرض عقوبات محددة.
وقال كيري في بيان "الرحلة الصعبة على طريق طويل تبدأ الان والعمل يجب ان يستمر". وحث كيري "الزعيمين على القيام باجراءات فورية لضمان تطبيق هذا الاتفاق بالكامل، والتزام المجموعات المسلحة في كلا الطرفين بشروط الاتفاق".
وقال المتحدث باسم جيش جنوب السودان فيليب اغوير لوكالة فرانس برس ان اتفاق الهدنة يبدو مطبقا.
وقال "المعلومات لدي تفيد انه لم تقع اي مناوشات اليوم. المتمردون تحت امرة مشار، ومشار هو من اعلن الحرب ضد الحكومة" معربا في الوقت ذاته عن مخاوف "من قوى اخرى ليست تحت امرة مشار".
وقالت وكالة الاغاثة البريطانية اوكسفام، احدى الوكالات العديدة التي تعمل في المناطق الاكثر تضررا ان الاتفاق "تقدم في محله بعد اشهر من الامال الضائعة".
وقالت سيسيليا ميلان رئيسة اوكسفام في جنوب السودان "المدنيون الذين يعانون في هذا النزاع الدامي بحاجة الى ثقة كاملة بامكانية عودتهم الى ديارهم دون ان يخافوا من العنف".
وقالت نافي بيلاي ان على الزعيمين ان "يوقفا القتل قبل ان تأتي النار التي اشعلاها على احراق البلاد باسرها".
وكان جنوب السودان يأمل عند استقلاله في طي صفحة واحدة من اطول واكثر الحروب دموية في افريقيا جرت من 1983 الى 2005 بين الخرطوم وحركة التمرد الجنوبية التي باتت تحكم في جوبا.
لكن النزاع الجديد الذي اندلع في كانون الاول اودى بحياة الآلاف ان لم يكن عشرات الآلاف من الاشخاص ودفع اكثر من 1,2 مليون شخص الى النزوح.
والى جانب المنافسة السياسية بين كير ومشار، تظهر عداوات قديمة بين قبيلتي الدينكا والنوير اللتين ينتميان اليهما. ورافقت المعارك مذابح واعمال وحشية بحق مدنيين من قبل الجانبين.