شيمون بيريز من أول وزير أقر خطط الاستيطان الى داعية للسلام
Read this story in English
الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز الذي ينتخب البرلمان الاسرائيلي (الكنيست) الثلاثاء خليفته، هو آخر من بقي من جيل "الاباء المؤسسين" للدولة العبرية، وكان من صقور حزب العمل قبل أن يصبح داعية سلام.
يغادر بيريز منصبه في نهاية تموز قبيل اتمامه الحادية والتسعين من عمره.
ومنصب الرئيس في اسرائيل فخري فيما السلطات التنفيذية في يدي رئيس الوزراء. لكن الرئيس يسمي بعد الانتخابات التشريعية الشخصية المكلفة تشكيل ائتلاف حكومي.
وكشف بيريز الذي يعتني بصحته ويحافظ على نشاطه رغم تقدمه في السن، مرة ان سر عمره المديد يكمن في ممارسة الرياضة وتناول كمية قليلة من الطعام وشرب كأسين من النبيذ الجيد يوميا.
انتخب بيريز رئيسا في عام 2007، ولم يتردد في تجاوز الطابع الفخري لمنصبه وبدا احيانا المعارض الوحيد لرئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو.
ولا يتردد بيريز في التعبير عن رايه في موضوعات حساسة مثل عملية السلام والعلاقات الاستراتيجية مع الحليف الاميركي او البرنامج النووي الايراني.
والشهر الماضي اتهم نتانياهو بتعطيل التوصل الى اتفاق سلام العام 2011 تم التفاوض في شانه سرا مع الفلسطينيين.
كما اعلن انه التقى في العام نفسه الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي وصفه "بشريك السلام".
وفي ضوء مواقفه هذه، اكتسب بيريز صفة "الرجل الحكيم" وسمعة عالمية ميزته عن نتانياهو الذي يعاني عزلة دولية متزايدة.
ويهوى بيريز استقبال نجوم العالم في مجالات العلوم والثقافة والرياضة مثل فريق برشلونة لكرة القدم الذي زار اسرائيل والاراضي الفلسطينية العام الماضي لتعزيز السلام بين الجانبين.
وبيريز من الشخصيات التاريخية في حزب العمل، الحزب المؤسس لدولة اسرائيل، غير انه لم يتردد في التخلي عن هذا الحزب للانضمام الى كاديما الذي اسسه ارييل شارون موضحا ان الحزب الجديد الوسطي يهدف الى تشجيع السلام وهو هدف حياته على ما يؤكد.
واغتنم بيريز تلك الفرصة لتكريم ذكرى ديفيد بن غوريون مؤسس الدولة العبرية الذي التقاه في الخامسة والعشرين من العمر عندما استوقفه ليقله في سيارته ورعاه واطلقه في السياسة.
وقال وقد بات في خريف حياته مبررا انتقاله من صفوف العماليين الى الحزب الوسطي الجديد "تعلمت من استاذي ديفيد بن غوريون ان افضل الدولة دوما على الحزب".
تولى بيريز جميع الحقائب الوزارية تقريبا من الخارجية والدفاع والمالية والاعلام والمواصلات الى الاندماج وغيرها.
كما تولى مرتين راسة الوزراء.
وقد صنف من بين "صقور" حزب العمل، ووافق حين كان وزيرا للدفاع في السبعينات على بناء اولى المستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة عندما كان وزيرا للدفاع في السبعينات.
غير انه انتقل فيما بعد الى صفوف "الحمائم" ولعب دورا حاسما في ابرام اتفاقات اوسلو مع الزعيم الفلسطيني التاريخي ياسر عرفات في 1993، فيما كان اسحق رابين رئيس الوزراء آنذاك يشكك بقوة في العملية.
وتكريما لدوره هذا، منح بيريز الذي دعا لفترة طويلة الى "شرق اوسط جديد" يعمه السلام والازدهار، جائزة نوبل للسلام في 1994 بالاشتراك مع رابين وعرفات.
وبرهن بيريز خلال حياته على صمود سياسي في مواجهة كل محنة. وقد سجل رقما قياسيا في الهزائم في الانتخابات التشريعية في 1977 و1981 و1984 و1988 و1996، ما جعله يوصف ب"الخاسر الابدي".
غير انه نهض بعد كل هزيمة مؤكدا في كل مرة انه ما زال في وسعه خط فصول جديدة في سجله الحافل.
ولد بيريز في فيشنيفا في بولندا في الثاني من اب1923 وهاجر الى فلسطين وهوفي الحادية عشرة.
وبعد إعلاندولة اسرائيل، عين وهو في التاسعة والعشرين مديرا عاما لوزارة الدفاع بعد لقائه بن غوريون.
ويقول خبراء اجانب انه "مهندس" البرنامج النووي الاسرائيلي الذي جعل الدولة العبرية القوة النووية الوحيدة ولكن غير المعلنة في الشرق الاوسط.
ودفعت شعبية بيريز المعلقين الى التساؤل عن خطوته السياسية التالية بعد مسيرة استمرت لاكثر من 65 عاما.
بينما اكد المعلق ناحوم بارنيا ان "شيمون بيريز كان رئيسا هاما بفضل مكانته الخاصة لدى العواصم العالمية بالاضافة الى استرداد كرامة اسرائيل بعد موشيه كتساف" الذي يقضي حكما بالسجن بتهمة الاغتصاب.