روسيا توقف امدادات الغاز الى اوكرانيا بعد فشل المفاوضات

Read this story in English W460

اوقفت روسيا الاثنين امدادات الغاز الى اوكرانيا بعد فشل مفاوضات اللحظة الاخيرة في انهاء الخلاف بشان الديون الذي يهدد بعرقلة الامدادات الى ارووبا للمرة الثالثة في خلال عقد من الزمن.

واستضافت اوكرانيا مفاوضات اللحظة الاخيرة على امل التوصل الى اتفاق بخصوص الشق المتعلق بالطاقة الذي يشكل موضوعا خلافيا مع موسكو فيما تواجه البلاد تمردا عنيفا مواليا لروسيا في مناطقها الشرقية.

وتعرضت كييف لضربة اخرى الاثنين عندما احتل انفصاليون موالون لروسيا مسلحون ببنادق الكلاشنيكوف مبنى البنك المركزي في دونيتسك، كبرى مدن منطقة شرق اوكرانيا، في مسعى للسيطرة على امواله.

وقال عملاق النفط الروسي غازبروم انه نقل اوكرانيا الى نظام الدفع المسبق في الساعة 06:00 تغ، في خطوة توقف فعليا كافة الشحنات لان كييف لم تحول اي اموال الى موسكو لقاء شحنات غاز مستقبلية.

وقال وزير الطاقة الاوكراني يوري برودان في اجتماع حكومي "لقد ابلغنا بان امدادات الغاز الى اوكرانيا اوقفت، ويتم فقط ارسال الكميات المطلوبة للوصول الى دول اوروبية" مضيفا ان اوكرانيا "ستضمن امدادات الغاز المرسلة الى اوروبا".

ووصف رئيس الوزراء ارسيني ياتسنيوك وقف الامدادات بانه "مرحلة اخرى من الاعتداء الروسي على الدولة الاوكرانية".

وقالت غازبروم انها ابلغت اوروبا بشأن اضطرابات محتملة في شحنات الغاز ولجأت الى هيئة التحكيم الدولية في ستوكهولم لاستيفاء ديون غاز بمبلغ 4,5 مليار دولار (3,3 مليار يورو).

وكانت كييف رفعت دعوى ضد غازبروم لدى نفس المحكمة في ستوكهولم لاستعادة دفعة زائدة تقدر بستة مليارات يورو (4,4 مليارات يورو).

ويقول المحللون ان لدى اوكرانيا ما يكفي من الغاز لاشهر الصيف وبانه من غير المرجح استمرار توقف الامدادات حتى بدء فصل الشتاء.

وقال بنك في.تي.بي كابيتال للاستثمارات ان "اوكرانيا قادرة على تغطية استهلاك الغاز في الصيف من انتاجها الخاص للغاز".

واندلعت "حرب الغاز" الثالثة بين روسيا واوكرانيا منذ 2006، عندما قامت روسيا بزيادة اسعارها بمقدار الضعفين تقريبا في اعقاب تمرد عنيف اخرج كييف من المحور التاريخي للكرملين للمرة الاولى.

وتحصل اوكرانيا على نصف امداداتها من الغاز من روسيا ويعبر في اراضيها 15 بالمئة من الوقود المستهلك في اوروبا، ما دفع المفوض الاوروبي لشؤون الطاقة غونتر اوتينغر الاثنين الى التدخل بشكل عاجل لحل الخلاف.

ووعد برودان الاثنين الطرفين "ضمان حاجات المستهلكين الاوكرانيين من الغاز وعبور الغاز الى دول اوروبية".

وقال اوتينغر ان المشكلات بالنسبة الى اوروبا لن تبدأ على الارجح قبل ان تستهلك اوكرانيا احتياطيها من الغاز.

وقال اوتينغر في فيينا  "في الاسابيع المقبلة لن تكون هناك مشاكل، سنتلقى الكميات المعتادة من الغاز" لكن اذا بدأت اوكرانيا تسحب من الاحتياطي "فسنواجه مشكلة في حال كان الشتاء قاسيا".

وقالت المفوضية الاوروبية ان اوتينغر عرض اتفاق تسوية ينص على ان تدفع اوكرانيا 385 دولار لكل الف متر مكعب من الغاز --وهو سعر اقترحه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين -- في الشتاء وتخفيضه الى 300 دولار "او بضع دولارات اضافية" في اشهر الصيف.

وقالت المفوضية الاوروبية في بيان "ان الجانب الاوكراني كان على استعداد لقبول ذلك لكن الشركاء الروس ليسوا مستعدين حاليا".

ويهدد هجوم المتمردين الموالين لروسيا على البنك المركزي في دونيستك بحرمان كييف من السيطرة على اموال هذه المنطقة الصناعية الحيوية.

وقال اولكسندر ماتيوشين احد المسلحين وهو يرتدي لباسا عسكريا وسترة واقية من الرصاص امام المبنى الذي خرج منه موظفو المصرف لوكالة فرانس برس، "ان اجتماعا يعقد حاليا لاخضاع البنك المركزي ووزارة الضرائب والخزانة لجمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد.

واضاف "لا نريد بعد الان دفع ضرائب الى كييف، بل نريد الاحتفاظ بها لنا".

وتشهد منطقتا دونيتسك ولوغانسك في شرق اوكرانيا منذ اذار حراكا انفصاليا مسلحا مواليا لموسكو. ويشن الجيش الاوكراني فيهما منذ 13 نيسان عملية عسكرية اوقعت حتى الان اكثر من ثلاثمئة قتيل.

التعليقات 0