الحكومة تتابع ملف "الطائرة الجزائرية" وسلام يطلب مساعدة فرنسا بالتعرف على الضحايا اللبنانيين

تتابع السلطات اللبنانية ملف الطائرية الجزائرية التي سقطت في مالي منذ يومين والتي ذهب ضحيتها 116 شخصا بينهم 19 لبنانيا.

وفي اطار المتابعة لقضية اللبنانيين الذين كانوا على متنها، اتصل السبت رئيس الحكومة تمام سلام بالرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، مقدما له التعازي بضاحايا الحادث الفرنسيين، طالبا منه "مساعدة فرنسا في التعرف على جثث الضحايا اللبنانيين تمهيدا لنقلها الى لبنان"

بدوره، قدم هولاند تعازيه الى لبنان حكومة وشعبا، مؤكدا "استعداد بلاده الكامل للمساهمة في تسهيل نقل جثامين الضحايا اللبنانيين"، موضحا أن "ظهور نتائج فحوص الحمض النووي تمهيدا للتعرف على الجثث، يحتاج الى بضعة أيام، يبدأ بعدها اعداد الجثامين تمهيدا لنقلها الى وجهتها النهائية".

وشكر سلام هولاند على "تجاوبه الذي يعكس دعم فرنسا الدائم للبنان، ووقوفها الى جانبه في اللحظات الصعبة"، مؤكدا "حرصه على العلاقات اللبنانية- الفرنسية، ووجوب تعزيزها في جميع المجالات".

كذلك، تداول سلام هاتفيا، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري في آخر المعطيات المتعلقة بحادثة الطائرة، وما تقوم به الحكومة اللبنانية من جهود، وتم التوافق على ضرورة تسريع انتقال الوفد الرسمي اللبناني الى مالي، لمواكبة التحقيقات واجراءات التعرف على الجثث".

وكان هذا الموضوع مدار بحث ايضا بين سلام ووزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، إذ طلب سلام منه "التواصل مع السلطات الفرنسية وسلطات مالي لتسريع سفر الوفد اللبناني، لكي يكون الى جانب ابناء الجالية اللبنانية، ويتولى مع الجهات المختصة متابعة عملية التعرف على جثث الضحايا تمهيدا لاعادتها الى لبنان".

وفي هذا الإطار، بحث باسيل مع نظيره الفرنسي لوران فابيوس موضوع الطائرة، واستعرضا معا الإجراءات التي اتخذتها كل من وزارتي الخارجية في بيروت وباريس بهذا الشأن.

ووضع فابيوس جميع إمكانيات دولته بتصرف الدولة اللبنانية لتسهيل عملها بحسب الوكالة الوطنية للاعام فيما شكره باسيل على "هذه اللفتة الإنسانية وعلى ما تقدمه فرنسا بهذا الخصوص".

كما تواصل باسيل هاتفيا مع نظيره المالي عبدالله ديوب وشكره على ما تقوم به دولته من إجراءات لتسهيل عمليات فرق الطوارئ التي انضم إليها منذ يوم أمس الجمعة سفير لبنان في السنغال خليل الهبر، على أن يتبعه الوفد الرسمي اللبناني خلال الساعات المقبلة.

وأكد جميع الرسميين الذين تواصل معهم باسيل استبعادهم سقوط الطائرة نتيجة عمل إجرامي، مرجحين سقوطها بسبب عطل فني أو تقني دون إغفال عامل العاصفة الرملية.

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين كلفت فور تبلغها خبر الحادثة، سفاراتها في الدول المعنية التدقيق بالمعلومات وإجراء الاتصالات اللازمة مع السلطات المحلية، خصوصا مع أبناء الجالية الذين أصيبوا بفقدان اهلهم.

وشكلت الخارجية بالتنسيق مع رئيس الحكومة وفدا للانتقال إلى مالي لمتابعة الإجراءات الطارئة مع السلطات المحلية لمواكبة عمل خلية الأزمة المتواجدة ه

كما باشرت الفرق المختصة، قبل مغادرة الوفد من بيروت، بأخذ عينات من الحمض النووي لأقارب الضحايا تمهيدا لمقارنتها مع الحمض النووي للجثامين في مالي.

وتقوم الوزارة بتسهيل الإجراءات الإدارية والقنصلية المتعلقة بسفر الإعلاميين إلى باماكو، عاصمة مالي. ولكن الظروف الأمنية الصعبة التي تشهدها مالي لا تسمح للوزارة أن تأخذ على عاتقها تنقل الصحافيين داخل الأراضي المالية.

والطائرة التي استاجرتها الخطوط الجزائرية مع طاقمها من شركة سويفت اير الاسبانية كانت اقلعت من واغادوغو عاصمة بوركينا فاسو باتجاه العاصمة الجزائرية ليل الاربعاء الى الخميس. وتحطمت بعد 50 دقيقة من اقلاعها في مالي.

وسقطت الطائرة في منطقة نائية شرق مالي، على الحدود مع بوركينا فاسو ويصعب الوصول إليها، وهي تبعد مسافة 120 كلم عن مدينة غاو، حيث من المتوقع أن تنقل الجثامين في مرحلة أولى قبل نقلها إلى باماكو بحسب سفير لبنان في مالي.

ولم ينج اي من ال 118 شخصا الذين كانوا في الطائرة وبينهم فرنسين ومواطنين من بوركينا فاسو ولبنانيين وجزائريين إضافة الى أفراد الطاقم الاسبان الستة اضافة الى مواطني دول اخرى.

وتقوم سلطات مالي بالتعاون مع فريق فرنسي بهذه العملية الدقيقة. وأفاد السفير بحسب الوكالة الوطنية نقلا عن خبراء الطيران استبعادهم سقوط الطائرة نتيجة أعمال أمنية أو إرهابية.

وبعد العثور على الصندوق الاسود الاول أمس الجمعة، عثر خبراء في بعثة الامم المتحدة في مالي السبت نشروا في منطقة تحطم طائرة مستاجرة من الخطوط الجزائرية في شمال مالي، على الصندوق الاسود الثاني للطائرة، بحسب ما اعلنت السبت المتحدثة باسم البعثة راضية عاشوري.

م.ن.