مسيحيو الشرق: من الخوف الى المنفى

تعود جذور المسيحيين في الشرق الى البدايات الاولى للديانة المسيحية حيث شكلوا مجموعات متنوعة جدا لكن يتم دفعهم اليوم الى سلوك طريق المنفى مع صعود التطرف الاسلامي والتهديدات الصادرة عن الحركات الجهادية خصوصا.

العراق

المسيحيون في العراق، ضمنهم عشرات الالاف الذين غادروا مواطنهم الاصلية الخميس بعد سيطرة المتطرفين الاسلاميين على عدة بلدات، مجموعة معرضة للتهديدات بشكل دفع باعداد كبيرة من افرادها الى مغادرة العراق في الاعوام الاخيرة.

وفي منتصف تموز الماضي، فرت الغالبية العظمى من المسيحيين من الموصل، ثاني مدن العراق، بعد تلقيهم انذارا من الدولة الاسلامية التي سبق وان احكمت قبضتها على المدينة في حزيران فضلا عن مناطق واسعة حولها في الشمال والشرق والغرب.

وبعد الاجتياح الاميركي العام 2003، بات العراق ساحة معركة بين المتمردين والقوات الاجنبية قبل ان يغرق في اوحال حرب طائفية، كما تعرض المسيحيون للعديد من الهجمات الدامية.

سوريا

يشكل المسيحيون في سوريا التي تعصف بها حرب اهلية مدمرة منذ اكثر من ثلاثة اعوام نسبة خمسة في المئة من السكان البالغ عددهم حوالى 22 مليون نسمة.

وبات النزاع الذي اودى بحوالى 170 الف شخص منذ اذار 2011 اكثر تعقيدا مع الصعود القوي للاسلاميين المتطرفين الذين سيطروا على شرق البلاد وبعضا من شمالها ما ادى الى صدامات دامية مع حلفائهم السابقين من المتمردين.

وتعرض الكاهن الايطالي باولو دالوليو الناشط في مجال الحوار بين الاديان والمكروه من النظام والمتطرفين الاسلاميين للخطف في تموز 2013. كما خطف مسلحون مطرانين للروم والسريان الاورثوذكس بالاضافة الى خطف العديد من الكهنة. وقتل مسلحون في نيسان الماضي راهبا هولنديا يسوعيا يعيش في حمص منذ عقود عدة.

مصر

تبلغ نسبة الاقباط الاورثوذكس في مصر عشرة في المئة من 85 مليون نسمة حيث يشكلون الطائفة المسيحية الاكبر عددا في الشرق الاوسط كما انهم بين الاقدم زمنيا لكنهم يعانون التهميش منذ اوقات مزمنة.

والاقباط هدف للاعتداءات والعنف منذ زمن، لكن الامور تفاقمت بشكل لا سابق له منذ الصيف الماضي عندما تعرضت عشرات الكنائس للهجمات انتقاما لعزل الرئيس الاسلامي محمد مرسي وللقمع الذي تعرض له انصاره.

لبنان

 البلد الوحيد في المنطقة الذي يتولى رئاسته مسيحي خلافا للدول الاخرى التي يرئسها مسلمون.

ورغم ان اعداد المسيحيين اللبنانيين تاتي في المرتبة الثانية بعد الاقباط المصريين، الا انهم يتمتعون بسلطات اقوى بكثير من هؤلاء. لكنهم فقدوا بعضا منها وباتوا اقلية على مر السنين.

الاراضي الفلسطينية

يعيش في الضفة الغربية المحتلة والقدس حوالى 50 الف مسيحي يتحدرون من المسيحيين الاوائل ويتمركزون خصوصا في بيت لحم ورام الله. لكن عددهم تضاءل في القدس الى ثمانية الاف فقط بعد ان كان 30 الفا العام 1948 عند قيام دولة اسرائيل.

اما في قطاع غزة، فان اعداد المسيحيين تتناقص بانتظام وخصوصا منذ سيطرة حركة حماس على القطاع العام 2007 وبات عددهم 1500 شخص فقط من اصل 1,8 مليون في غزة. كما انهم هدف لمجموعات اسلامية متطرفة.

ايران

يقر الدستور حقوق بعض الاقليات الدينية وضمنها المسيحيون لكن السلطات تعاقب بالاعدام كل من يرتد عن الدين الاسلامي بموجب الشريعة المطبقة في البلاد.

السعودية

ترفض المملكة التي تتبع المنهج الوهابي بشدة بناء الكنائس وممارسة المسيحيين الصلاة رغم وجود ملايين المسيحيين الاجانب وخصوصا من الدول الاسيوية.