إتفاق على اجراءات دخول القافلة الروسية الى اوكرانيا
Read this story in English
توصلت روسيا واوكرانيا مساء السبت الى اتفاق حول اجراءات دخول قافلة المساعدة الانسانية الروسية التي ما تزال متوقفة على مسافة كيلومترات من الحدود الاوكرانية في حين دعا الرئيس الفرنسي كييف الى "ضبط النفس".
واعلن ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر ان روسيا واوكرانيا توصلتا الى اتفاق حول اجراءات عبور قافلة المساعدات الانسانية الروسية، لكنه اكد ان الضمانات الامنية ما تزال غير كافية .
ويتعين على كييف الموافقة على دخول القافلة التي لم تخضع للتفتيش بعد، وذلك قبل ان يتم توزيعها بواسطة الصليب الاحمر للسكان في شرق اواكرانيا الذي دمرته معارك مستمرة منذ اربعة اشهر بين القوات الموالية لاوكرانيا وانفصاليين مقربين من روسيا.
وقال باسكال كوتا، ممثل اللجنة الدولية للصليب الاحمر في روسيا، ان "الحكومتين اتفقتا على طريقة تنفيذ عملية تفتيش القافلة".
واضاف ان الصليب الاحمر ينتظر"الضمانات الامنية وهي العامل الاساسي الذي نفتقده حاليا".
وتابع كوتا ان موسكو وكييف "توصلتا الى اتفاق حول الية تفتيش البضائع" مشيرا الى ان التفتيش سيكون في الموقع الحدودي في دونتيسك وهي بلدة روسية على الحدود تحمل الاسم ذاته لمعقل المعارضة في شرق اوكرانيا.
وقال "ننتظر الان الضوء الاخضر من كييف لدخول البضائع وبامكاننا البدء بالعملية فور الحصول عليه" موضحا ان الصليب الاحمر "تلقى لائحة شاملة" بما تحمله شاحنات قافلة الاغاثة الروسية.
وواجهت القافلة مشاكل منذ انطلاقها من قاعدة عسكرية الثلاثاء قرب موسكو بسبب اشتباه اوكرانيا والدول الغربية بانها تشكل غطاء لتدخل عسكري روسي خصوصا وانهم يتهمون موسكو بتسليح المتمردين.
وكان الكسندر زخارتشينكو رئيس "جمهورية دونيتسك الشعبية" المعلنة من جانب واحد، قال ان معقل دونيتسك المتمرد "يعيش وضعا انسانيا مقلقا، والمساعدة التي ارسلتها لنا روسيا ولم نتسلمها بعد، نحتاج اليها كثيرا مثل الاوكسيجين".
واضاف "ليس الجيش الاوكراني وحده الذي لا يريد ان نحصل على المساعدة الانسانية ويمنع وصولها، بل في الحقيقة (...) تمنعها الحكومة الاوكرانية نفسها عبر وضع كل العقبات المتاحة".
وكانت حوالى 300 شاحنة روسية تحمل 1800 طن من المساعدات الانسانية حسب موسكو، لا تزال متوقفة في كامينسك شاختينسكي على مسافة ثلاثين كيلومترا عن مركز دونيتسك الحدودي في شرق اوكرانيا، كما ذكر صحافيون من وكالة فرانس برس. ما يعني انها لم تتقدم مطلقا.
وقال متحدث عسكري اوكراني ان 41 من عناصر حرس الحدود الاوكراني و18 جمركيا وصلوا الى دونيتسك لتفتيش الشاحنات لكنهم لم يبدأوا بعد بانتظار وثائق من اللجنة الدولية للصليب الاحمر التي يفترض ان تتولى توزيع المساعدات.
وصرح مسؤول في وازرة الاوضاع الطارئة الروسية ان موسكو ارسلت الى الجمارك الاوكرانية بيانا عن محتوى الشاحنات. واوضح مندوب منظمة الامن والتعاون في اوروبا في المكان، بول بيكار من جانبه ان اجتماعا بين اجهزة الجمارك الروسية والمندوبين الاوكرانيين عقد صباح السبت، ولم يقدم مزيدا من التفاصيل.
وفي دونيتسك حيث اقتربت المعارك من وسط المدينة في الايام الاخيرة، واصل الجيش الاوكراني هجومه السبت مستعيدا بلدة دانيفكا من المتمردين على مسافة 45 كلم شمال شرق دونتيسك كما تعرضت ضاحية ماكييفا في هذه المدينة الى قصف عنيف.
وادت عمليات القصف والانفجارات ليل الجمعة السبت الى مقتل اربعة اشخاص وفق السلطات المحلية.
وفي لوغانسك التي يحاصرها الجيش الاوكراني، تحدثت منظمة هيومن رايتس واتش السبت عن وضع انساني "صعب جدا"، فيما تفتقر المدينة الى الماء والكهرباء وشبكة الهاتف منذ اسبوعين. وتقول السلطات المحلية ان عمليات قصف كثيف حصلت خلال الليل، ثم اندلعت حرائق في المدينة.
وانتقدت المنظمة غير الحكومية ايضا استخدام الطرفين الاسلحة الثقيلة في المناطق المأهولة والتي اسفرت عن مقتل عشرات المدنيين في الايام الاخيرة. ودعت واشنطن الخميس كييف الى "ضبط النفس" لخفض عدد الضحايا بين المدنيين.
واتهمت موسكو من جانبها كييف التي ارسلت شاحناتها المحملة بالمساعدة الى الشرق، بأنها تريد تخريب عمليتها الانسانية. واكدت وزارة الخارجية الروسية ان "التكثيف الوحشي للعمليات العسكرية" الاوكرانية في المنطقة التي ستسلكها القافلة الروسية "يهدف بكل وضوح الى قطع الطريق المتفق عليه مع كييف".
وازداد التوتر الدولي ايضا بعدما اكدت اوكرانيا الجمعة انها "دمرت" قسما من رتل للمدرعات الروسية التي دخلت امس اراضيها الامر الذي نفته موسكو.
ودعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند مجددا روسيا الى التعهد باحترام وحدة اراضي اوكرانيا، مطالبا في الوقت نفسه سلطات كييف ب"ضبط النفس والدقة" في العمليات العسكرية الجارية، كما اعلنت الرئاسة الفرنسية.
وفي لقاء مع رئيس المفوضية الاوروبية جوزيه مانويل باروزو، اعرب الرجلان عن "قلقهما حيال الوضع في مناطق شرق اوكرانيا".
وذكر هولاند بأن "على روسيا التعهد باحترام وحدة اراضي اوكرانيا ودعا اوكرانيا الى ضبط النفس والدقة في العمليات العسكرية الجارية ضد الانفصاليين".
واكد هولاند وباروزو من جهة اخرى على "ضرورة الاسراع في تقديم المساعدة الانسانية العاجلة وتأمين حاجات الناس في شرق اوكرانيا".
وقالت الرئاسة الفرنسية "من الضروري توفير ظروف ايصالها (المساعدات الانسانية) واستئناف عملية سياسية حقيقية. وما زالت فرنسا مستعدة لعقد قمة جديدة لدعم هذه العملية. واجتماع وزراء الخارحية الفرنسي والالماني والاوكراني والروسي المقرر الاحد يمكن ان يكون خطوة اولى نحو هذا اللقاء".
كما دعت واشنطن موسكو الى وقف "استفزازاتها"، فيما حض وزراء خارجية الاتحاد الاوروبي روسيا على "وقف كل اشكال الاعمال العسكرية على الفور".
وفي مسعى لوقف التصعيد، سيعقد اجتماع بين وزير الخارجية الاوكراني بافلو كليمكين ونظيره الروسي سيرغي لافروف الاحد في برلين، في حضور وزيري الخارجية الفرنسي والالماني.