هدوء في بلدة فرغسن بعد اضطرابات جديدة
Read this story in English
يبدو ان الهدوء عاد الثلاثاء الى بلدة فرغسن في ولاية ميزوري بعد ليلة جديدة من الاضطرابات ذات الطابع العنصري اسفرت عن اصابة ستة اشخاص بالرصاص واعتقال 31.
ومنذ مقتل الشاب الاسود مايكل براون في التاسع من اب برصاص شرطي ابيض تشهد هذه البلدة اضطرابات واصبحت بؤرة للتوتر العنصري الذي يشهده المجتمع الاميركي.
وصباحا عاد الهدوء لكن انتشار القوى الامنية كان كثيفا في وسط البلدة. وقام متطوعون بتنظيف الشوارع ومحو اثار اضطرابات الليلة الماضية.
واطلقت عناصر مكافحة الشغب المدعومة بمروحية ومدرعة قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق المتظاهرين ليلا.
وقال رون جونسون المسؤول عن حفظ الامن ان متظاهرين واربعة عناصر امن اصيبوا بجروح.
واشار جونسون الى اصابة اربعة شرطيين في الموجة الجديدة من العنف، موضحا ان العديد من المتظاهرين وعددهم وصل الى حوالى 200، اتوا من مناطق اخرى مثل نيويورك وكاليفورنيا.
وقال جونسون ان الخطورة تكمن في الليل اذ يستطيع بعض مثيري الاضطرابات الاختفاء وسط الحشود ومن ثم خلق الفوضى. وتابع ان "عناصرنا تعرضوا لاطلاق نار كثيف" ولم يفتحوا النار او يستخدموا الغاز المسيل للدموع الا عند الضرورة.
وبالرغم من انتشار قوات الحرس الوطني في فرغسن صباح الاثنين الا انها بقيت بعيدة عن ساحة التوترات ولم تتدخل في مواجهة الشرطة للمتظاهرين.
ولم يفرض الاثنين اي حظر للتجول كما قال الحاكم جاي نيكسون مشددا على المهمة "المحدودة" للعسكريين الذين يفترض ان يحرسوا المقر العام للشرطة.
وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما انه سيرسل المدعي العام اريك هولدر الى فرغسن الاربعاء فيما اطلقت واشنطن تحقيقا في القضية.
واكد اوباما ان لا ضرورة لاستخدام القوة المفرطة من قبل الشرطة، واعتبر ان اللجوء الى الحرس الوطني يجب ان يكون "محدودا (...) ساراقب الامر شخصيا خلال الايام المقبلة لكي يكون عاملا مساعدا لا ان يؤدي الى تدهور الوضع في فرغسن".
واعلن رئيس بلدية المدينة جيمس نولز الثلاثاء انه "لاقامة حوار جديد" ستتخذ سلسلة تدابير منها دعم البرامج التي تشجع انخراط السود في صفوف الشرطة.
ومن اصل 50 شرطيا في البلدة حيث 67% من السكان من السود، ثلاثة فقط منهم من اصول افريقية.
واسفر مقتل براون غير المسلح في وضح النهار في حي سكني عن اندلاع اضطرابات في هذه البلدة التي تضم 21 الف نسمة.
وطلبت ثلاث عمليات تشريح من قبل السلطات المحلية والاسرة ووزير العدل لالقاء الضوء على ملابسات مقتل الشاب.
وانتشرت روايات عدة عما حصل فعليا لبراون حيث تحدثت مصادر في الشرطة عن محاولة الشاب اخذ سلاح الشرطي فيما اكد شهود عيان ان براون كان مستسلما حين تعرض لاطلاق النار.
وقالت صحيفة واشنطن بوست انه تم العثور على اثار الماريجوانا في جسد براون.
ونقلت وسائل اعلامية عن مسؤولين ان هيئة المحلفين في ميزوري قد تستمع لاقوال الشهود الاربعاء.
وحذر اوباما من فقدان الثقة بين السكان والشرطة في العديد من المدن والبلدات الاميركية وخصوصا التي تتواجد فيها الاقليات. وقال "في العديد من البلدات تكون فرص الشباب من الملونين للانتهاء في السجن او المثول امام المحكمة اكثر مما هي لدخول الجامعة او الحصول على وظيفة جيدة".
واكد بادن رئيس المحققين الطبيين السابق المرموق لمدينة نيويورك، انه لم يعثر على دليل على اي عراك بين براون والشرطي الذي زعم انه اصيب في الحادث، الا انه اضاف انه لم يفحص ويلسون.
وقال ان عدم وجود اي مسحوق بارود على جسد براون يشير الى ان فوهة المسدس كانت تبعد قدم او قدمين على الاقل - او ربما 30 قدما، عن الشاب القتيل.
واعتبر بنجامين كرامب محامي اسرة براون الثلاثاء لقناة ان بي سي ان الشرطة استخدمت "القوة المفرطة".
وصباح الثلاثاء اعلنت والدة القتيل ليسلي ماكسبايدن لقناة ان بي سي ان العدالة وحدها ستعيد الهدوء.