عاصم عمر زعيم الفرع الجديد للقاعدة في شبه القارة الهندية
Read this story in English
زعيم الفرع الجديد لتنظيم القاعدة في شبه القارة الهندية الباكستاني عاصم عمر، هو منظر كلف فتح "جبهة جديدة" في اسيا في وقت يتراجع فيه نفوذ تنظيم بن لادن امام اتساع نفوذ تنظيم الدولة الاسلامية في سوريا والعراق.
واعلن تنظيم القاعدة الاربعاء عن انشاء فرع جديد له لتولي "الجهاد" في قلب شبه الجزيرة الهندية وحتى دول جنوب اسيا حيث توجد اقليات مسلمة، يتزعمه عاصم عمر.
لكن لا يعرف الكثير عن هذا الرجل باستثناء عظاته على الانترنت ودعوته الى "الصحوة الاسلامية".
والملا عاصم عمر الذي قد يكون اسما مستعارا، يقرأ الباشتو، لغة شعب الباشتون الذي يشكل قاعدة حركة طالبان. وهو يقرأ ويكتب الاوردو وهي اللغة الوطنية في باكستان وقريبة من لغة الهندي الهندية.
ويظهر عاصم عمر معتمرا عمامة سوداء وبلحية كثة، في اشرطة فيديو للقاعدة وحركة طالبان باكستان التي تضم فصائل اسلامية مسلحة تحارب حكومة اسلام اباد المتهمة بدعم الحرب الاميركية "على الارهاب" وبعدم تطبيق الشريعة.
وينتشر عناصر طالبان باكستان في شمال غرب البلاد وفي احياء كراتشي (جنوب) وايضا في ولاية البنجاب على الحدود مع الهند التي تتعرض لهجمات مقاتلين باكستانيين محليين.
وبعد اندونيسيا وباكستان، تعد الهند ثالث بلد يضم اكبر عدد مسلمين في العالم مع اكثر من 140 مليونا، لكن المسلمين الهنود لم يتأثروا بالدعوة الى الجهاد التي اطلقها تنظيم القاعدة وحلفاؤه.
والعام الماضي تساءل عاصم عمر في شريط فيديو بالاوردو نشرته القاعدة على الانترنت "لماذا المسلمون في الهند غائبون تماما عن الجهاد؟" داعيا الشباب المسلم الهندي الى اظهار "شرف" و"حماسة" لكي تقود الاقلية المسلمة مجددا الهند وليس الغالبية الهندوسية.
واضاف "لا تجبروا الكفار على الشهادة (اعتناق الاسلام) هم من يقرر اذا رغبوا في ان يصبحوا مسلمين او الاستمرار في ديانتهم القديمة. لكن بما ان هذا الكون لله فمن الضروري ان يقام فيه نظام الله".
وفي خطب اشار فيه باسهاب الى الحكم المغولي المسلم في الهند من القرن السادس عشر الى نصف القرن التاسع عشر والخلافة العثمانية، دعا عاصم عمر الى "التجديد" الاسلامي في الهند في وقت يسيطر فيها متطرفون اسلاميون على مناطق باكملها في العراق وسوريا.
لكن خارطة الشرق الاوسط تغيرت سريعا في الاشهر الاخيرة واصبح هناك عدد متزايد من المسلحين الاسلاميين المتطرفين الذين يعلنون مبايعتهم لتنظيم "الدولة الاسلامية" الذي ينشر الرعب في مناطق واسعة من سوريا والعراق، ويوزع منشورات بلغة الباشتون في باكستان وافغانستان المعقل التاريخي لما يعرف بالجهاد العالمي، اكثر منه لتنظيم القاعدة.
وقال رحيم الله يوسف ضائي الاخصائي في التيار "الجهادي" المحلي لوكالة فرانس برس "ليست المرة الاولى التي يحاول فيها تنظيم القاعدة الانتشار في الهند...انها محاولة جديدة تعود الى تراجع الدعم للقاعدة في العراق وسوريا ومناطق اخرى. بالتالي يحاولون انشاء جبهة جديدة".
واضاف "انها خطوة تنم عن يأس. بدلا من التركيز على الشرق الاوسط والدول العربية يراهنون على منطقة لا وجود لهم فيها".
من جهته قال المحلل الامني الباكستاني امير رنا "لم يشنوا اي عمل ارهابي على الاراضي الهندية حتى الان. يقولون انهم يريدون القيام بذلك لكن لا يأخذهم احد على محمل الجد حتى الان".
واكد انه حتى في الهند فان رسالة تنظيم "الدولة الاسلامية" تطغى على رسالة القاعدة بين القلة النادرة من المسلمين الاخذين في التشدد.