فرنسا: السلطة الاشتراكية محرجة بسبب مقتل متظاهر من انصار البيئة
Read this story in English
ادى مقتل شاب من انصار البيئة، في اول حادثة من هذا النوع منذ 1986 في فرنسا اثناء تدخل قوات الامن لتفريق تظاهرة، الى احراج الحكومة الاشتراكية التي تواجه اصلا احتجاجات متعددة الاشكال تتخللها احيانا اعمال عنف.
ورفض وزير الداخلية برنار كازنوف ان يكون الشاب قتل نتيجة "تجاوز" من قبل عناصر الشرطة، بينما تفيد العناصر الاولية للتحقيق التي كشفت الثلاثاء الى ان مقتل الشاب قد يكون ناجما عن قنبلة اطلقها عناصر الدرك. وطالب اليسار المتطرف في البرلمان باستقالة الوزير.
واكد الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الثلاثاء ان "كل الحقيقة" ستعلن حول مقتل ريمي فريس البالغ الحادية والعشرين من العمر والذي عثر على جثته ليل السبت الاحد في موقع مشروع لبناء سد مثير للجدل في جنوب غرب فرنسا حيث وقعت للتو حوادث بين متظاهرين ورجال درك.
ولفت رئيس الوزراء مانويل فالس الى ان الماساة وقعت في اطار "تظاهرات قاسية جدا".
ومقتل الشاب هو الاول في اطار تظاهرة قمعتها الشرطة في فرنسا منذ حادثة مالك اوسيكين الطالب البالغ الثانية والعشرين والذي ضربه شرطيون على متن دراجة نارية بالهراوة في السادس من كانون الاول 1986 في باريس على هامش تظاهرة ضد مشروع اصلاح جامعي.
ودعا هولاند الى ان يتحمل كل واحد "مسؤوليته" وندد ب"تصريحات تجاوزت الحد"، في حين شكك حلفاؤه السابقون في الحكومة من انصار البيئة بتصرف قوات الامن. واعلنت وزيرة الاسكان السابقة سيسيل دوفلو وهي من انصار الخضر ان مقتل ريمي فريس "فضيحة مطلقة" و"لطخة لا تمحى في عمل هذه الحكومة".
ووصف النائب الاوروبي جوزيه بوفيه ايضا وجود الشرطيين في موقع "لا يوجد فيه ما يستدعي الحماية"، بانه "استفزازي".
وانصار البيئة الذين تركوا الحكومة في نيسان بسبب خلافات حول الهجرة والامن، باتوا اكثر انتقادا للحكومة على الرغم من العمل على تبني مشروع قانون حول العملية الانتقالية في مجال الطاقة والذي يرمي خصوصا الى خفض مكانة النووي في فرنسا.
وشككوا ايضا بصوابية مشروع السد الذي يهدف الى ري اراض زراعية في سيرفنس (جنوب غرب) والذي سيؤدي بناؤه الى تدمير نظام بيئي هش. وهذا المشروع لجمع كمية 1,5 مليون متر مكعب من المياه يدعمه النواب المحليون وحظي بموافقة ممثلي الدولة. لكنه تعرض للانتقاد في تقرير خبراء بسبب كلفته وضخامته.
وموقع السد، على غرار مواقع اخرى مثيرة للجدل، جذب مختلف انواع الاحتجاجات من قبل ناشطين بيئيين او من اليسار المتطرف الذين يحترمون الشرعية حتى مجموعات ليبرالية او متشددة صغيرة.
والاثنين، تحولت عدة تظاهرات احتجاج على اثر وفاة ريمي فريس الى حوادث عنيفة كما حصل في نانت (غرب) حيث تم تحطيم واجهات زجاجية. وفي شباط، كانت المدينة التي كان رئيس بلديتها السابق الاشتراكي جان مارك ايرولت رئيسا لحكومة فرنسوا هولاند، مسرحا لاعمال عنف بعد تظاهرة نظمها معارضون لمشروع بناء مطار اقليمي في نوتر دام دي لاند.
وعلى الرغم من مشروع القانون حول العملية الانتقالية في مجال الطاقة والذي وضع بمساعدة انصار البيئة، اتهم الاشتراكيون بالبقاء اسرى منطق "انتاجية". وقالت الامينة الوطنية لحزب البيئة "اوروبا-بيئة الخضر" ايمانويل كوس ان سد سيرفنس "يلتقي مع منطق زراعة انتاجية مناهضة للبيئة وتجاوزها الزمن".
ورد المتحدث باسم النواب الاشتراكيين هوغ فوراج ان السد "قطع كل المراحل الديموقراطية، والاقلية ليست هي التي ستفرض على الغالبية هذا الموقف او ذاك".
والثلاثاء، تظاهر الاف الاشخاص في اميان (شمال) لدعم تسعة ناشطين في اتحاد المزارعين صدرت احكام بحقهم في ايار الماضي لايقاعهم بعض الاضرار في مزرعة لتربية المواشي. وحكم عليهم بعقوبات راوحت بين مجرد دفع غرامة مالية وخمسة اشهر سجنا مع وقف التنفيذ.
واذ بدات المزرعة العمل في منتصف ايلول، اراد مربو الماشية الصغار اعادة هذه المحاكمة لجعلها محاكمة "التصنيع الزراعي".