الخيارات أمام اوكرانيا جميعها سيئة

Read this story in English W460

لا يزال امام الحكومة الاوكرانية عدد من الخيارات بعد ان اظهرت الانتخابات التي اجراها الانفصاليون انه لا حول لها ولا قوة امام التمرد الذي تدعمه روسيا. ولكن المشكلة هي ان جميع الخيارات سيئة. 

يرسم المحللون والمسؤولون سيناريو قاتما يواجه الحكومة الاوكرانية المدعومة من الغرب التي تفكر في كيفية الرد على تشديد المتمردين قبضتهم على منطقة دونباس الجنوبية الشرقية. 

وشكلت الانتخابات التي جرت الاحد ووافقت عليها موسكو رغم الضغوط الغربية الشديدة، احدث اضافة الى الشعور المتزايد بان مناطق المتمردين خرجت من سيطرة كييف بشكل نهائي. 

واصبح من المقبول التسليم بان استعادة مدن دونباس التي يسيطر عليها المتمردون مثل مدينتي دونتيسك ولوغانسك اصبح امرا خارج قدرة الجيش الاوكراني المحدود الامكانيات. 

والانفصاليون ليسوا قوة يستهان بها، حيث انها قوة تضم وحدات تشبه الجيش النظامي المدجج بالسلاح، حتى لو نفت موسكو الاتهامات الغربية بان هذه الوحدات هي في الحقيقة مؤلفة من جنود روس. 

واما بالنسبة لمنطقة القرم، التي ضمتها روسيا في اذار وتعتبر مركزا لوحدات كبيرة من الجيش الروسي، فانه من الاصعب ان تعود الى اوكرانيا. 

ان العديد من الاوكرانيين ليسوا على استعداد لخوض حرب شاملة، بحسب ما يرى غليب فايشيلنسكي نائب مدير شركة "جي اف كاي اوكرانيا" للتسويق ومركزها كييف. 

واضاف "اذا كنت تتحدث عن القتال الذي يشتمل على خسارة الاف الارواح من اجل استعادة هذه المناطق، فان هذه المسالة لا تحظى بالدعم. فالاوكرانيون ليسوا مثل الروس، وسيكون الاجماع ضد هذا الخيار". 

والخيار الاخر هو ان ينفض الاوكرانيون ايديهم تماما من المناطق التي يسيطر عليها المتمردون الموالون لروسيا. 

وهذا خيار يسمع له صدى في الجلسات الخاصة وعلى منابر الانترنت، مثل صفحة الفيسبوك الخاصة بالمحلل يوريي رومانينكو تحت هاشتاغ "اوقفوا تغذية دونباس". 

والفكرة ستكون السماح للمنطقة الشرقية ذات الميول الشيوعية بالانضمام الى روسيا كما يرغب الانفصاليون في النهاية. وستتحرر اوكرانيا بعد ذلك من التكاليف الباهظة المرتبطة بالمنطقة المضطربة، وستتفرغ للتحدي الرئيسي المتمثل بتطبيق اصلاحات اقتصادية وقانونية موالية للغرب. 

وتقول المحللة تاتيانا فيلاتوفا حول الانتخابات في مناطق المتمردين "لا داع للقلق .. الان نستطيع ان نتوجه الى اوروبا". 

وتضيف ان "قسما صغيرا من المجتمع" فقط يفضل ادارة ظهره للمشكلة. 

واظهر استطلاع اجرته شركة "جي اف كاي" في ايلول/سبتمبر ان 31 بالمئة من الاوكرانيين يؤيدون "السلام السيء" بما في ذلك التخلي عن بعض المناطق لروسيا، بينما فضل 45% مواصلة الكفاح. 

ومن المؤشرات الملموسة على ان الحكومة الاوكرانية مستعدة لقطع بعض العلاقات على الاقل مع الشرق هو اقتراح عدد من كبارا لمسؤولين في الايام الاخيرة بانهاء امدادات الغاز لمناطق المتمردين، ما سيضطرها الى اللجوء الى روسيا للمساعدة. وقال تاراس بيرزوفتس رئيس بيرتا للاتصالات في كييف "هذه التصريحات هي بالونات اختبار لامتحان روسيا .. روسيا لا تريد ان تنفق المال على دونباس". 

الا ان مسؤولا امنيا بارزا طلب عدم الكشف عن هويته صرح لوكالة فرانس برس "لا نستطيع التخلي عن دونباس .. سنبذل قصارى جهدنا لاستعادة السيادة على تلك المنطقة، ولكن الان لا نستطيع ان نفعل ذلك". 

ولكن ذلك يعني ان اوكرانيا ربما ستمر بمرحلة "النزاعات المجمدة" التي تعاني منها الدول المجاورة لها. 

فالمتمردون المدعومون من روسيا يسيطرون على ابخازيا واوسيتيا الجنوبية في جورجيا، بينما يحكم انفصاليون اخرون تدعمهم موسكو منطقة ترانسدنيستر في مولدوفا. 

اما اسوأ مخاوف الاوكرانيين فهي ان يكون الانفصاليون وروسيا التي تدعمهم يريدون حربا ساخنة وليس حربا مجمدة. 

اذ ان زعماء المتمردين يتحدثون علانية عن التخطيط لتوسيع مناطق سيطرتهم لتصل الى ميناء ماريوبول على البحر الاسود. كما يعتقد مسؤولون امنيون وجنود ان روسيا والجماعات الموالية لها يمكن ان تسيطر في النهاية على كامل الساحل لاقامة رابط بري مع منطقة القرم. 

فبدون هذا الرابط يواجه سكان القرم شتاء طويلا وباردا باعتمادهم على الطرق البحرية من روسيا للحصول على الامدادات، الا اذا ساعدتهم حكومة كييف. 

ويرى المسؤول الامني ان "الكثير يعتمد على ما اذا كانت كييف وروسيا يمكنهما ان تتفقا بشان الامدادات الى القرم وهو الامر الذي يبدو صعبا للغاية الان". 

واضاف "اذا تم التوصل الى اتفاق، فلن يحدث هجوم كبير قبل الربيع. اما اذا لم يتم التوصل الى اتفاق، وحاولنا ان نعزل القرم، فلن يكون امامهم اي خيار سوى الاندفاع الى الامام". 

وهناك الكثير من الاسئلة والقليل من الاجابات السهلة. 

وصرح مسؤول بارز في وزارة الخارجية لوكالة فرانس برس "اذا كانت هناك اية خطة فانها غير معروفة سوى لدائرة صغيرة من الناس في الادارة الرئاسية". 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

التعليقات 0