اسبوع حاسم لمستقبل اوكرانيا مع استئناف مفاوضات السلام في مينسك
Read this story in English
يبدأ الاثنين اسبوع حاسم لمستقبل اوكرانيا مع اول مفاوضات سلام منذ ثلاثة اشهر بين المتمردين وموفدي كييف ودخول هدنة حيز التنفيذ في شرق البلاد الموالي للروس حيث قتل 11 مدنيا في نهاية الاسبوع الماضي.
وفي سياق عملية التنازع بين روسيا والغربيين، شنت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل هجوما على موسكو واتهمتها "بالتسبب بصعوبات" لجيرانها وفي مقدمتهم اوكرانيا التي تواجه منذ ثمانية اشهر حركة تمرد مسلحة موالية للروس قالت كييف والدول الغربية ان روسيا تدعمها عسكريا.
وميركل التي تعتبر بالتاكيد المسؤول الاوروبي الذي يحظى باكبر احترام لدى فلاديمير بوتين، دافعت عن العقوبات الغربية على روسيا، معتبرة انها الحل "الصائب" على الرغم من الاضرار الجانبية التي لحقت بالاقتصادات الاوروبية.
وتتحرك المستشارة وهي في مقدمة من يبذل الجهود الدبلوماسية الاوروبية في الملف الاوكراني، بالتشاور مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند الذي قام بمحاولة السبت اثناء زيارته الى موسكو لاستئناف الحوار مع الرئيس الروسي.
والرئيس الفرنسي، وهو اول رئيس غربي يزور روسيا منذ بداية الازمة الاوكرانية التي اثارت اخطر التوترات في العلاقات بين روسيا والغرب منذ نهاية الحرب الباردة، ذكر نظيره الروسي بان الوقت يضيق وبات الوضع يتطلب "نتائج" لا مجرد احراز "تقدم" في الملف.
ولاحت بوادر أمل في حل النزاع السبت بعد اعلان الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو "اتفاقا مبدئيا" حول مفاوضات سلام جديدة الثلاثاء في مينسك، تتزامن مع بداية تطبيق هدنة مفاجئة في الشرق اكدها المعسكران.
ووعد القادة المتمردون باحترام الهدنة الجديدة، لكن شكوكا لا تزال تحوم حول موعد استئناف المفاوضات في مينسك لان البعض تحدث عن الثلاثاء والبعض الاخر عن موعد لاحق خلال الاسبوع.
وتهدف هذه المباحثات الى تحريك عملية السلام التي بدات في ايلول في عاصمة بيلاروسيا بمشاركة قادة حركة التمرد وممثلي روسيا ومسؤولي منظمة الامن والتعاون في اوروبا وادت الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي لم يلق احتراما كافيا في نهاية المطاف واصبح مجرد حبر على روق.
وقال بوروشنكو ان ذلك الاتفاق سيكون "قاعدة لتسوية سلمية" للنزاع. ودعا ايضا الى اجتماع مجموعة الاتصال حول اوكرانيا "في اقرب وقت ممكن" لتطبيق وقف اطلاق النار الجديد.
واذا احترمت الهدنة الجديدة التي قررها الطرفان، فانه يتعين على المعسكرين لاحقا التموضع وراء خط تماس في مهلة ثلاثين يوما قبل سحب اسلحتهم الثقيلة من الجبهة.
ويجب النظر الى هذا المبادرات التي ليست الاولى، بحذر لان الطرفين اعتادا على انتهاك الهدنة بسرعة فور التوقيع عليها. حتى ان المعارك بين المتمردين والجيش الاوكراني لم تتراجع حدتها خلال نهاية الاسبوع مخلفة 11 قتيلا مدنيا على الاقل.
وفي دونيتسك، معقل الانفصاليين الموالين لروسيا، استمر القصف حتى مساء الاحد قبل ان يسود الهدوء ليلا وصباح الاثنين. وما زال مطار دونيتسك الذي اصبح اليوم خرابا النقطة الاكثر سخونة في المعارك.
ولم يقتصر النزاع المسلح في الشرق على الخسائر البشرية فقط، لكنه نال ايضا من اقتصاد اوكرانيا التي اصبحت تواجه، اضافة الى الازمة الخطيرة، تدهور سعر صرف عملتها وفسادا مزمنا.
ويصل وفد من صندوق النقد الدولي، وهو اكبر الجهات الدائنة لاوكرانيا، الثلاثاء الى كييف ليناقش مع الحكومة الجديدة تطبيق اجراءات واسعة لاعادة الهيكلة الاقتصادية.
والصندوق الذي وعد السلطات بمساعدة مالية قيمتها 27 مليار دولار، يطالب اوكرانيا خصوصا باتخاذ اجراءات تثير الاستياء الشعبي مثل زيادة سعر الطاقة وخفض النفقات الاجتماعية.
ووعد وزيرا الاقتصاد والمالية الجديدان الليتواني ايفاراس ابرومافيسيوس والاميركية ناتالي جاريسكو منذ الان ب"اكثر الوسائل تشددا" من اجل انجاز هذا العمل.