الاتحاد الاوروبي يهدد موسكو بعقوبات جديدة فيما العنف مستمر في اوكرانيا
Read this story in English
يتواصل تفاقم الازمة الاوكرانية الثلاثاء مع تهديدات بفرض عقوبات اوروبية جديدة على روسيا واتهامات الامم المتحدة الى المتمردين وتصاعد الحرب الكلامية بين روسيا والحلف الاطلسي فيما المعارك مستمرة مع خلاف كامل بين موسكو والغربيين.
واعلن الاتحاد الاوروبي الثلاثاء انه ينظر في فرض عقوبات جديدة على روسيا بسبب "مسؤوليتها" في "تدهور الوضع في شرق اوكرانيا" حيث انهارت الهدنة التي تم التوصل اليها مطلع كانون الاول في الاسابيع الاخيرة.
وطلب رؤساء الدول والحكومات الاوروبية من وزراء الخارجية الذين سيجتمعون الخميس "تقييم الوضع والنظر في اي تحرك مناسب خاصة فرض عقوبات" كما جاء في بيان استثنائي تم تبنيه فيما لم يلتق موقعوه.
ورغم ان طبيعة العقوبات الجديدة لم تعرف بعد بدقة الا انها قد تزيد من تفاقم الوضع الاقتصادي في روسيا التي خفضت الوكالة الاميركية ستاندارد اند بورز درجة دينها السيادي الى الفئة "غير الاستثمارية" او "العاطلة" باللغة الاقتصادية.
وقد شدد الاتحاد الاوروبي لهجته بعد التصعيد في اعمال العنف في شرق اوكرانيا الانفصالي الموالي لموسكو حيث تتهم كييف والغربيون روسيا بدعم الانفصاليين عسكريا.
وصدم الغرب خصوصا بعمليات قصف المتمردين السبت لمدينة ماريوبول الاوكرانية حيث قتل ثلاثون مدنيا واصابة نحو مئة اخرين بجروح.
وكان مسؤول كبير في الامم المتحدة اتهم الاثنين المتمردين باستهداف المدنيين "عن عمد". وقال جيفري فلتمان مساعد الامين العام للامم المتحدة "ان ماريوبول تقع خارج منطقة النزاع. والاستنتاج الذي يمكن ان نستخلصه هو ان اولئك الذين يطلقون هذه القذائف استهدفوا عن عمد مدنيين".
وهذا المرفأ الاستراتيجي الواقع على ضفاف بحر ازوف هو اخر مدينة كبيرة في الشرق الاوكراني لا تزال تحت سيطرة كييف، وقد يسمح سقوطها في ايدي الانفصاليين الموالين لموسكو في اقامة جسر بري بين روسيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في اذار الماضي.
وان لم تستهدف ماريوبول بهجمات جديدة منذ السبت فان اعمال العنف مستمرة في نقاط اخرى على خط الجبهة حيث قتل عشرة اشخاص في الاجمال بينهم تسعة جنود في خلال اربع وعشرين ساعة بحسب كييف.
واطلق الانفصاليون القذائف 120 مرة على المواقع الاوكرانية في نحو ثلاثين بلدة كما اكد الناطق العسكري الاوكراني فلاديسلاف سيلزنيوف.
واضاف ان العدد الاكبر من الهجمات سجل بالقرب من مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية التي تعتبر مفترقا هاما لخطوط سكك الحديد على مسافة نحو خمسين كيلومترا الى شمال شرق دونيتسك. واشارت وسائل اعلام اوكرانية عدة الى مخاطر تطويق للعديد من القوات الاوكرانية في هذا الموقع.
وبالرغم من الوضع الملح تبدو عملية السلام التي تسمح بايجاد حل لهذا النزاع الذي خلف اكثر من خمسة الاف قتيل منذ بدايته في نيسان، في طريق مسدود.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تحدى صراحة الغرب امس الاثنين متهما حلف شمال الاطلسي باستخدام الجيش الاوكراني "كفرقة اجنبية" ل"احتواء" روسيا.
وقال بوتين في مدينة بطرسبورغ "انه ليس جيشا بل فرقة اجنبية في الحالة الراهنة، فرقة اجنبية للحلف الاطلسي".
واسرع الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبيرغ في الرد قائلا ان ذلك "لا معنى له" مضيفا "لا يوجد فرقة للحلف الاطلسي فالقوات الاجنبية في اوكرانيا هي روسية".
وفي محاولة لتهدئة التوترات تحادث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند "القلق جدا" عبر الهاتف مساء الاثنين تباعا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والمستشارة الالمانية انغيلا ميركل كما اعلن الاليزيه لوكالة فرانس برس.
واوضح القصر الرئاسي الفرنسي ان هولاند شدد على "ضرورة الاسراع في وقف الاعتداءات وانهاء هذا الوضع المأساوي" لكن بدون ان يشير الى تقدم في المفاوضات.