18 قتيلا في برميل متفجر على حلب وقوى المعارضة ترفض لقاء بعثة دي ميستورا
Read this story in English
قتل 18 شخصا في برميل متفجر القته طائرة للنظام الخميس على حي خاضع لسيطرة المعارضة في مدينة حلب التي شهدت اشتباكات عنيفة في محيط مبنى المخابرات الجوية بعد يوم من فشل المقاتلين المعارضين في اقتحامه.
واعلنت القوى المعارضة في حلب ان الهجوم الذي خلف 34 قتيلا من الجانبين يشكل رسالة رفض للقاء لجنة المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا، في وقت اكد الائتلاف السوري المعارض ان رحيل الرئيس بشار الاسد ليس شرطا مسبقا لبدء مفاوضات.
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان في بريد الكتروني "استشهد 18 مواطنا على الأقل" تفحمت جثث ثمانية منهم "جراء قصف للطيران المروحي ببرميل متفجر على نقطة تجمع في حي قاضي عسكر" الخاضع لسيطرة المعارضة في شرق المدينة.
واوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان البرميل استهدف نقطة تجمع في الحي يقصدها الاهالي لبيع وشراء مادة المازوت.
ووقع القصف الجوي بعد يوم من مقتل تسعة مدنيين بينهم ثلاثة اطفال وامراة في قصف استهدف القسم الخاضع لسيطرة النظام في غرب المدينة.
كما تزامن مع "اشتباكات عنيفة" شهدها محيط مبنى المخابرات الجوية صباح اليوم، بحسب عبد الرحمن، بعد يوم من الهجوم الدامي الذي شنه مقاتلون معارضون فشلوا خلاله في اقتحام المبنى وقتل فيه عشرون عنصراً من القوات النظامية و14 من المهاجمين.
وقال مصدر سوري ميداني لفرانس برس ان اشتباكات اليوم اندلعت بعد "هجوم عنيف شنه الجيش منذ الصباح على مواقع المسلحين"، مشيرا الى ان هذا الهجوم اوقع "العديد من القتلى والجرحى" في صفوف المقاتلين المعارضين.
وفي هذا السياق، قال عضو الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية سمير نشار لفرانس برس ان التخطيط لهجوم مبنى المخابرات الذي يحاول المقاتلون المعارضون اقتحامه منذ اشهر "تطلب وقتا طويلا لكن تنفيذه امس (الاربعاء) يبعث برسائل واضحة الى النظام ودي ميستورا".
واوضح ان "هيئة قوى الثورة في حلب"، وهي تجمع رئيسي للمعارضة السياسية والعسكرية في المحافظة سبق وان اعلنت رفضها لمبادرة تجميد النزاع التي يطرحها الموفد الدولي، "قررت عدم لقاء بعثة دي ميستورا" المتواجدة حاليا في مدينة حلب.
واعتبر نشار ان الهجوم يعد "تقدما نوعيا في العمليات العسكرية للثوار وخصوصا ان المبنى يقع ضمن حدود المدينة حيث يحكم النظام سيطرته"، مشيرا الى ان "وصول الثوار الى مقر المخابرات خطوة كبيرة تهدد النظام في عقر داره".
ووقع الهجوم امس بعد يوم على وصول بعثة من الامم المتحدة الى حلب برئاسة مديرة مكتب دي ميستورا في دمشق خولة مطر لبحث تطبيق خطته.
وتقضي الخطة بتجميد القتال في حلب والسماح بنقل مساعدات والتمهيد لمفاوضات. وفيما رفضت القوى المعارضة في حلب المبادرة بشكلها الحالي قال دي ميستورا ان النظام السوري مستعد لوقف قصفه الجوي والمدفعي على حلب لمدة ستة اسابيع.
ولاقت مواقف دي ميستورا انتقادات من المعارضة. ولفت نشار في هذا الصدد الى "اخطاء عدة ارتكبها دي ميستورا من حيث افكاره وتصريحاته لا سيما تلك التي قال فيها ان (الرئيس السوري) بشار الاسد جزء من الحل".
وفي باريس، قال رئيس الائتلاف المعارض خالد خوجة، في مقابلة اجرتها معه فرانس برس، ان "هدفنا الاخير هو التخلص من الاسد، لكن هذا ليس شرطا مسبقا لبدء عملية (التفاوض). في المقابل من الضروري ان تؤدي هذه العملية الى نظام جديد وسوريا جديدة حرة".
وهذه المرة الاولى التي يعلن فيها رئيس الائتلاف بهذا الوضوح ان رحيل الاسد عن السلطة ليس شرطا لبدء الحوار.
في موازاة ذلك، اعلن خوجة ان الائتلاف يسعى الى الانفتاح على المجموعات المعارضة في الداخل. وقال "علينا ان نطبق استراتيجية جديدة ونطلق حوارا مع كل مجموعات المعارضة والشخصيات الراغبة في بناء سوريا جديدة تقوم على الحرية والقانون واحترام كل الطوائف".
وتوصل وفدان من الائتلاف وهيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي (من معارضة الداخل) الشهر الماضي الى تفاهم على مبادئ لتسوية سياسية للازمة خلال اجتماعات عقداها في باريس، الا ان هيئة التنسيق اعلنت في وقت لاحق انها لم تتبن هذه المبادئ بعدما قوبلت بالرفض من قبل بعض الاعضاء فيها.
ومن المتوقع ان يعقد في القاهرة يوم غد الجمعة اجتماع تنسيقي من اجل التحضير لمؤتمر موسع يعقد في القاهرة ايضا يوم 17 نيسان بين وفود معارضة من الداخل والخارج تشمل اعضاء في الائتلاف.