مجلس الشيوخ في الفيليبين يتهم واشنطن بالتورط في عملية فاشلة لمكافحة الارهاب
Read this story in English
أكد مجلس الشيوخ الفيليبيني في تقرير نشر اليوم الثلاثاء ان الولايات المتحدة لعبت دورا "مهما" في عملية غير متقنة لمكافحة الارهاب في الفيليبين انتهت بمقتل 44 عنصرا من فرقة التدخل في الشرطة خلال اشتباكات مع متمردين اسلاميين.
وادخلت الحملة ادارة الرئيس بنينيو اكينو في ازمة سياسية وعرضت للخطر جهود انهاء حوالى عقد من تمرد حركة اسلامية انفصالية.
وقالت العضو في مجلس الشيوخ غرايس بو للصحافيين اثناء كشفها عن نتائح تحقيق للجنة في المجلس حول المداهمة في 25 كانون الثاني، ان "موظفين اميركيين لعبوا دورا في التدريب قبل العملية وفي مراقبة سيرها".
واضافت بو ان "اللجنة وجدت ان الولايات المتحدة شاركت بشكل كامل" في العملية، مشيرة الى انها "زودتها بالمعدات والتدريب والمعلومات الاستخبارية".
وكان الهدف من العملية القاء القبض او قتل رجلين على لائحة الولايات المتحدة لاخطر الشخصيات "الارهابية". ويعيش الرجلان بين المتمردين الاسلاميين في المناطق الزراعية في جنوب الفيليبين.
وقتل ذو الكفل بن خير الماليزي الجنسية والذي وضعت مكافأة قيمتها خمسة ملايين دولار مقابل القاء القبض عليه، خلال العملية. الا ان الفيليبيني عبد الباسط عثمان نجح بالفرار اذ حاصر المتمردون فرقة التدخل الفيليبينية وقتلوا 44 من عناصرها.
واظهر تحقيق سابق في الشرطة حصول عدد من الاخطاء التكتيكية ادت الى حصول المجزرة بحق فرقة التدخل.
وقال تقرير مجلس الشيوخ ان اكينو "يجب ان يتحمل مسؤولية" مقتل عناصر فرقة التدخل. واثار التقرير ايضا تساؤلات بشأن مصداقية الولايات المتحدة حليفة الفيليبين عسكريا، والتي رفضت حتى الآن تحديد دورها في العملية.
احضر ثلاثة اميركيين مجهولين الى مقر الجيش خلال العملية، ما اثار توترا في وقت حساس جدا مع قيادة الجيش الفيليبيني، بحسب التقرير.
واضاف التقرير ان "احد الاميركيين وجه امرا للجنرال ادموندو بانغيلينان لاطلاق المدفعية. الا ان بانغيلينان رفض وقال له: لا توجه الي امرا بما علي فعله. انا القائد هنا".
ولم يرغب متحدث باسم السفارة الاميركية في مانيلا التعليق على تقرير مجلس الشيوخ.
وتزود الولايات المتحدة الفيليبين بالتدريبات العسكرية والمعلومات الاستخبارية في اطار جهود مكافحة الارهاب.
ولا يمكن للولايات المتحدة التدخل مباشرة في القتال وفقا لبنود تحالف بين البلدين. وفي هذا الصدد قالت بو انه ليس هناك اي دليل على تورط الولايات المتحدة في القتال.
لكنها اشارت بعدما تحدثت عن التدريبات والمعدات والمعلومات الاستخبارية، الى قلق من النفوذ القوي للولايات المتحدة على جهاز الشرطة الوطنية في الفيليبين.
وقالت ان "ما حصل يثير تساؤلات عما اذا كانت قيادة الشرطة الوطنية الفيليبنية ستوافق على الدخول في عملية خطرة ومجازفة من هذا النوع من دون الحصول على دعم الولايات المتحدة ومن دون المكافأة من خمسة ملايين دولار".
وتراجعت شعبية اكينو الى ادنى مستوياتها منذ وصوله الى الحكم في العام 2010 بسبب تلك العملية غير المتقنة، وفق استطلاع للرأي اجرته مؤسسة "نبض آسيا" ونشر الثلاثاء.
وتراجعت شعبيته الى 38 في المئة في الاسبوع الاول من شهر آذار مقابل 59 في المئة في تشرين الثاني.
وتنتهي ولاية اكينو منتصف العام المقبل ولا يسمح له الدستور بالترشح لدورة رئاسية ثانية. الا انه من شأن التراجع في شعبيته ان يضعف قدرته على الحصول على دعم من الكونغرس لتمرير مبادراته، كما ان يؤثر على فرص نجاح المرشح الرئاسي الذي يدعمه.
ويسعى اكينو الى التوصل الى اتفاق سلام مع اكبر مجموعة تمرد في البلاد، جبهة تحرير مورو الاسلامية، لينهي نزاعا اودى بحياة عشرات الآلاف منذ سبعينات القرن الماضي.
الا ان العملية الاخيرة تهدد نجاح عملية السلام، اذ ان الكونغرس جمد عقد جلسات لبحث القانون المقترح حول تطبيقها.