بعد عام على ازمة اوكرانيا روسيا والغرب يبحثان عن نافذة ثقة

Read this story in English W460

كسر ضم شبه جزيرة القرم ثم الصراع في شرق أوكرانيا، الثقة بين الغرب وروسيا ولكن برغم ان هذه المواجهة لم يسبق لها مثيل منذ العصر السوفياتي، لم تقطع الجسور كلها بين الطرفين.

"بكل بساطة لم تعد هناك ثقة"، حسبما يقول جودي ديمبسي من معهد كارنيغي في أوروبا، بعد مرور عام على بدء الصراع الذي خلف أكثر من ستة الاف قتيل.

وبحسب دبلوماسي في حلف شمال الاطلسي "لدى الروس تحريف حقيقي للقوانين الدولية. هذا يخلق مشكلة ثقة والوضع الان يسوده الغموض أكثر بكثير مما كان عليه خلال الحرب الباردة".

وقد رد حلف شمال الأطلسي على ضم شبه جزيرة القرم في اذار 2014، بقطع كل اشكال التعاون العملي مع الروس. ومنذ ذلك الحين منع المسؤولون الروس من الدخول الى مقر الحلف في بروكسل.

وعزز الحلف طلعاتها الجوية ودورياته في بحر البلطيق والبحر الأسود، وشكل ضمن قواته وحدات للتدخل السريع قادرة على الانتشار خلال بضعة أيام حال نشوب ازمة.

واتهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الحلف الاطلسي بالتدخل في صراع الشرق الاوكراني واعتبره "تدخلا اجنبيا"، من خلال ارساله كتائب من المتطوعين للقتال الى جانب الجيش الأوكراني و"احتواء روسيا".

واعترف بوتين مؤخرا بمشاركة القوات الخاصة الروسية في عملية ضم شبه جزيرة القرم، ولكنه ما زال ينفي اتهامات الغرب لموسكو بارسال قوات وأسلحة لمساعدة الانفصاليين الموالين لروسيا.

في تموز 2014، وبعد تحطم الطائرة المدنية الماليزية التي سقطت بصاروخ فوق مناطق النزاع في شرق أوكرانيا، اشهر الاتحاد الاوروبي كما الولايات المتحدة، سلاح العقوبات الاقتصادية التي تمنع المصارف والمؤسسات الدفاعية وشركات النفط من ان تتمول او تستثمر اوروبيا.

وبرغم انقساماتهم بين أنصار الخط المتشدد والبلدان الأكثر استيعابا لروسيا، وقف الأوروبيون في صف واحد. وقال ديمبسي ان "وحدتهم كانت لافتة فعلا (...) اعتقد ان بوتين لم يكن يتوقع ذلك".

ومنذ ذلك الحين، وبرغم ابعاد روسيا عن مجموعة الثمانية، بقيت قنوات الحوار السياسي مفتوحة، ولكن الاجتماعات القليلة المستوى الرفيع صارت حوار طرشان.

ويؤكد النائب الروسي كونستانتين كوسيتشيف المدعو  من صندوق مارشال الالماني في بروكسل "اقترحت روسيا خلال السنوات الماضية ان يقوم الحلف والاتحاد الأوروبي بشيء مشترك للحديث عن المشاكل، لكن الجواب كان: +لا شكرا+ وتم استبعاد روسيا من الحوار".

وهنا يؤكد فيفيين بيرتوسو من المعهد الفرنسي للعلاقات الدولية ان "الأميركيين تبنوا موقفا متطرفا في وجه روسيا. ومشروع إعادة اطلاق العلاقات (التي اعلنها اوباما في العام 2009) مات ودفن".

من غير المتوقع ان يرفع الاتحاد الاوروبي اي عقوبات عن روسيا قبل تنفيذ كامل بنود اتفاق السلام الذي تم توقيعه في مينسك في شباط الماضي.

لكن في أوروبا، حيث تكتسب العلاقات الاقتصادية مع روسيا اهمية كبرى، فهناك دعوات إلى مزيد من التعاون. قالت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي فيديريكا موغيريني مؤخرا "لم استسلم لفكرة اننا تجاوزنا مرحلة الحرب الباردة".

اكدت موغيريني "نحن جيران، والجغرافيا كالعائلة ولا يمكننا تغيير هذا"، مشيرة إلى أن الاتحاد الأوروبي كان "أكبر شريك تجاري ومستثمر في روسيا".وأشارت أيضا إلى "التعاون المثمر" في المحادثات النووية مع إيران، وأن الاتحاد الاوروبي تدخل في النزاع على الغاز بين كييف وموسكو.

هذا الموقف الواقعي موجود في ألمانيا ايضا، يقول بيرتوسو. "هناك انزعاج حقيقي من العلاقة المتوترة بين المستشارة الالمانية انجيلا ميركل وفلاديمير يوتين. ولكن بعيدا عن العقوبات، التبادل التجاري بين ألمانيا وروسيا لم ينخفض".

"ذوبان الجليد" لن يحصل الا "اذا قرر بوتين وقف الاتهامات وتقديم مبادرات" كما حذر ديبلوماسي أوروبي، لأنه "سيكون هناك دونباس دائما، هذا الصراع المجمد بيننا وبينهم".

التعليقات 0