تونس تعيد فرض حالة الطوارئ اثر تفجير حافلة للأمن الرئاسي وسط العاصمة و"داعش" يتبنى

Read this story in English W460

تشهد تونس حالة طوارئ وحظر تجوال ليلا في العاصمة اعادت السلطات فرضهما إثر تفجير استهدف حافلة كانت تقل عناصر من الامن الرئاسي وقتل فيه 13 شخصا، ما يشكل ضربة جديدة قاسية للبلاد بعد اعتداءي متحف باردو وفندق سوسة.

واوضحت وزارة الداخلية التونسية الاربعاء ان الاعتداء على حافلة الامن الرئاسي التونسي تم باستخدام عشرة كيلوغرامات من المتفجرات.

وتبنى تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف الاربعاء تفجير الحافلة. وقال في بيان نشره على الانترنت ان منفذ الهجوم "ابو عبد الله التونسي" تمكن "من الانغماس في حافلة تقل بعض عناصر الامن الرئاسي في شارع محمد الخامس وسط العاصمة التونسية، وعند وصوله الى هدفه فجر حزامه الناسف ليقتل قرابة العشرين" من عناصر الامن مضيفا "لن يهدأ لنا بال حتى يُحَكَّمَ شرع الله في تونس".

ونشر التنظيم صورة لشخص ملثم الوجه قال انه "ابو عبد الله التونسي المنغمس بحزامه الناسف على حافلة للأمن الرئاسي".

ويرتدي الشخص ما يبدو انه حزام ناسف، وهو يشير بسبابة يده اليمنى الى علامة الشهادة على الارجح.

واعلنت رئاسة الجمهورية في بيان الاربعاء ان "حصيلة ضحايا العملية الإرهابية بلغت 12 شهيدا و20 جريحا منهم 4 مدنيين (والبقية من عناصر الامن) بالإضافة إلى جثة أخرى يشتبه في كونها للإرهابي الذي نفّذ العملية".

وقالت وزارة الداخلية الاربعاء ان "ارهابيا" فجر الثلاثاء حافلة الامن الرئاسي باستخدام حزام ناسف يحوي عشرة كيلوغرامات من المتفجرات.

وأوردت الوزارة في بيان "العملية الإرهابية قد تمت بواسطة حزام ناسف" موضحة ان "المادة المتفجرة التي استعملت في العملية (..) هي مادة +سام تاكس+ وهي نفسها التي تم إستعمالها بالنسبة لبعض الأحزمة الناسفة التي وقع حجزها سنة 2014 والتي كانت مهربة من التراب الليبي".

واضافت "تعذر تحديد هوية الجثة رقم 13 باستعمال البصمات لافتقادها للأصابع، ويجري العمل على تحديد الهوية باستعمال تقنيات التحليل الجيني" قائلة "يشتبه أن تكون (الجثة) للإرهابي الذي نفذ عملية التفجير".

وسبق لتنظيم الدولة الاسلامية تبني هجومين دمويين في تونس هذا العام.

وسيتواصل العمل بحظر التجوال الليلي الى اجل غير مسمى بحسب وزارة الداخلية.

- تطبيق صارم لحظر التجول -واعلنت الحكومة في بيان الاربعاء انها قررت "إحكام تجسيم حالة الطوارئ بحذافيرها وحظر التجول وإعلان حالة التأهب القصوى وتعزيز تواجد الوحدات العسكرية في المواقع الحساسة وتكثيف حملات مراقبة نقاط دخول المدن والخروج منها ومداهمة الأماكن المشبوهة".

واضافت انه سيتم "تطبيق قانون مكافحة الإرهاب ومنع غسل الأموال على كل من يقوم بتمجيد الإرهاب وتبييضه والدعاية له بصفة مباشرة أو غير مباشرة".

وكانت تونس رفعت في الثاني من أكتوبر الاول الماضي حال الطوارئ التي كانت فرضتها في الرابع من تموز إثر مقتل 38 سائحا اجنبيا في هجوم استهدف يوم 26 حزيران 2015 فندقا في ولاية سوسة (وسط شرق) وتبناه تنظيم الدولة الاسلامية.

وقبل ذلك، خضعت تونس لحال الطوارئ منذ 14 كانون الثاني 2011 تاريخ الاطاحة بالرئيس المخلوع زين العابدين بن علي الذي هرب في اليوم نفسه الى السعودية، وحتى آذار 2014.

وجاء هجوم سوسة اثر مقتل شرطي تونسي و21 سائحا اجنبيا في هجوم مماثل استهدف في 18 آذار الماضي متحف باردو الشهير وسط العاصمة تونس وتبناه ايضا تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال رئيس الحكومة الحبيب الصيد في تصريح صحافي الاربعاء ان تفجير الثلاثاء وقع "في قلب مدينة تونس وعلى بعد مئتي متر من مقر وزارة الداخلية"، معتبرا ان الهدف منه "زعزعة استقرار الدولة وضرب مؤسسة رئاسة الجمهورية وخاصة الامن الرئاسي المكلف بحراستها وحراسة مجلس نواب الشعب ومقر الحكومة".

واضاف "العملية حصلت في قلب مدينة تونس ليظهروا (منفذوها) انهم يستطيعون القيام بعمليات في اي مكان".

ولاحظ ان مواطنين لم يحترموا حظر التجوال الليلي الذي تم فرضه منذ الثلاثاء في العاصمة تونس قائلا ان السلطات ستقوم بداية من الليلة بتفعيله "بكل صرامة".

- رفع مستوى الامن بمطار تونس -ويعقد "المجلس الاعلى للأمن الوطني" الذي يضم القيادات العسكرية والامنية في البلاد اجتماعا برئاسة الباجي قائد السبسي الذي اعلن في خطابه الثلاثاء ان الاجتماع سيتخذ "القرارات الضرورية لمواجهة هذه الحالة".

واعلنت وزارة النقل في بيان "رفع مستوى الامن بالموانئ البحرية التجارية الى المستوى الثاني بما يعني تشديد مراقبة المنافذ على الاشخاص والعربات والبضائع واتخاذ الاحتياطات اللازمة للتصدي لكل محاولات الاختراق مع ضمان تواصل الحركة التجارية بالموانئ".

وقالت انها قررت منع غير المسافرين من دخول بهو مطار تونس-قرطاج الدولي في العاصمة.

ويسود توتر شديد في العاصمة اثر الاعتداء الاخير. وشكا صحافيون من تعرضهم للاعتداء على ايدي القوى الامنية. 

واعلنت نقابة الصحافيين التونسيين في بيان ان قوات الامن اعتدت بشكل "همجي" الثلاثاء على صحافيين ومصورين كانوا يقومون بعملهم قرب المكان الذي حصل فيه التفجير، وأن بعضهم "تلقى اسعافات في المستشفى".

وبعد الاطاحة مطلع 2011 بنظام الرئيس المخلوع زين العابدين بن علي، تصاعد في تونس عنف جماعات جهادية مسلحة خططت بحسب السلطات الى تحويل تونس الى "أول إمارة اسلامية في شمال افريقيا".

ومنذ نهاية 2012 قتل عشرات من عناصر الامن والجيش في هجمات وكمائن تبنت اغلبها "كتيبة عقبة بن نافع" الجماعة الجهادية الرئيسية في تونس والمرتبطة بتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي.

التعليقات 0