محادثات رفيعة المستوى بين الكوريتين

Read this story in English W460

التقت الكوريتان الجمعة لاجراء محادثات على مستوى رفيع تهدف الى تعزيز اتفاق سمح في آب بتخفيف التوتر الذي كان يهدد بنزاع مسلح بين البلدين.

ويعد كل اتصال بين الدولتين المتنافستين اشارة ايجابية. لكن نظرا للقاءات السابقة، يتحفظ المحللون على ابداء تفاؤل مفرط في نتائج الاجتماع.

وقال رئيس الوفد الكوري الجنوبي هوانغ بو-جي وهو يصافح نظيره الشمالي جون جونغ-سو "لنقم بخطوة اولى اساسية لتمهيد الطريق لاعادة التوحيد وآمل ان تتم تسوية القضايا العالقة الواحدة تلو الاخرى".

ويعقد هذا الحوار على مستوى مساعدي وزراء منطقة كايسونغ الصناعية للكوريتين، الواقعة في كوريا الشمالية قرب الحدود. وتقرر مبدأ اللقاء في نهاية آب في اطار اتفاق تسوية تم التوصل اليه بهدف خفض التوتر الذي كان يهدد بمواجهة.

ولم تستغرق الجلسة الافتتاحية اكثر من ثلاثين دقيقة اجرى الوفدان بعدها مشاورات مع حومتيهما قبل استئناف المحادثات في المساء.

- اسقاط الحواجز -

وقال جون ان المحادثات التي استمرت في الماضي لاوقات متأخرة وحتى لايام، تشكل فرصة لتجاوز عقود من عدم الثقة والمواجهة. واضاف "لنسقط الحواجز ونردم الفجوة ونبني طريقا جديدا معا".

ويعتبر المحللون ان نتيجة ايجابية للقاء ستكون اتفاق الطرفين على مواصلة الحوار ويطلقان تصريحات تصالحية حول تعاون في المستقبل.

ورأى المحلل في معهد شيسونغ في سيول شيونغ سيونغ-شانغ ان "النتيجة هذه المرة يمكن ان يكون لها تأثير كبير على الطريق الذي ستسلكه العلاقات بين الكوريتين العام المقبل".

والمسألة الاكثر حساسية هي برنامج التسلح النووي لبيونغ يانغ. وقد تتطرق سيول هذه القضية لكن المحللين يرون ان الجانبين سيبحثان في اهداف اكثر سهولة.

وقال كيم كيون-شيك الاستاذ في جامعة الدراسات الكورية الشمالية في سيول ان "نزع السلاح النووي للشمال يجب ان يعد الهدف الاخير للحوار بين الكوريتين وليس شرطا مسبقا".

وقد اكد الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون امس ان بلاده تمتلك سلاحا هيدروجينيا في تصريحات شككت واشنطن وسيول في صحتها.

- اهداف مختلفة

ولم يوضع برنامج عمل لمفاوضات كايسونغ لكن لكل طرف اهدافا واضحة مع انهما ليسا بالضرورة على الموجة نفسها.

وتأمل بيونغ يانغ في استئناف الرحلات المنظمة للكوريين الجنوبيين الى منتجعها الجبلي كومغانغ. وقد علقت هذه الرحلات التي تعد مصدرا اساسيا للعملات الصعبة في 2008 بعد مقتل سائحة كورية جنوبية برصاص اطلقه جندي كوري شمالي اثر دخولها الى المنطقة العسكرية المحظورة في نزهة.

وتعتبر عودة السياح فرصة دعائية ثمينة لكيم جونغ اون الى جانب العائدات التي تدرها.

وقال نام سونغ يوك استاذ الدراسات الكورية الشمالية في جامعة كوريا ان "كيم جونغ اون يحتاج الى تغطية ثمن هدايا كوادر الحزب والمسؤولين السياسيين وعرض الثروة امام السكان". واضاف "انه يحتاج ايضا الى سيولة لانجاز مشاريع بناء جديدة".

وتريد سيول من جهتها ان يقبل الشمال بعقد لقاءات منتظمة للعائلات التي فرقها النزاع الذي كرس تقسيم شبه الجزيرة الكورية.

ولا تستطيع سوى قلة المشاركة في هذه اللقاءات القليلة رغم لائحة انتظار طويلة للكوريين الجنوبيين معظمهم من المسنين الذين يشعرون بيأس متزايد من امكانية لقاء اقربائهم الذين يعيشون في كوريا الشمالية.

وتعتبر رئيسة كوريا الجنوبية بارك غيون هي التي وصلت الى السلطة بوعد بتعزيز العلاقات مع الشمال، ان ابرام اتفاق حول العائلات سيشكل نجاحا كبيرا.

وهي تتحدث في اغلب الاحيان عن اعادة التوحيد لكن بدون ان تقترح شيئا حول خفض التوتر مع كوريا الشمالية.

وقال شيونغ ان "الوقت بات ضيقا" بالنسبة للرئيسة التي لم يتبق من ولايتها سوى سنتين، لمحاولة بناء ارث سياسي في العلاقات الثنائية.  

وكان اللقاء الاخير من هذا النوع خصص لسلسة من القضايا التي تهم الكوريتين وعقد قبل حوالى عامين.

وكان البلدان اللذان ما يزالان في حالة حرب تقنيا لانهما وقعا اتفاق هدنة بعد النزاع بينهما (1950-1953)، اتفقا على تنظيم محادثات على مستوى رفيع. لكن بيونغ يانغ تراجعت في اللحظة الاخيرة بسبب مسائل بروتوكولية.

وتأتي هذه المحادثات بينما واجهت كوريا الشمالية الخميس انتقادات حادة في مجلس الامن الدولي بسبب انتهاكات حقوق الانسان في جلسة عقدت للسنة الثانية على التوالي في هذا الشأن.

واكد رئيس المفوضية العليا لحقوق الانسان التابعة للامم المتحدة زيد بن رعد الحسين في بداية الاجتماع ان "ملايين الاشخاص ما زالوا يرون حقوقهم الاساسية ترفض" في هذا البلد الشيوعي.

التعليقات 0