أزمة الرئاسة رهينة التطورات الاقليمية والدولية والمرشحون يُعوِّلون على الخارج

ستبقى الازمة الرئاسية في "الثلاجة" طالما الميادين الاقليمية لم تقارب الحسم، فيما يعول المرشحين على دور الاطراف الاقليمية والدولية في ظل عدم التوافق.

و قالت مصادر ديبلوماسية لـصحيفة "الجمهورية" أنْ "لا شيء متوقّعاً على جبهة الاستحقاق الرئاسي في المديَين المنظور والقريب، وإنّ الكلمة كانت ولا تزال للميادين الإقليمية، من سوريا إلى العراق إلى اليمن، وطالما إنّ هذه الميادين لم تقارب الحسم، أو على الأقلّ تحقيقَ المكاسب لهذا الطرف أو ذاك، فإنّ أزمة لبنان الرئاسية باقية في الثلّاجة".

ولفتت المصادر الى أن "الحراك الجاري في شأن الرئاسة لا يَعدو كونه محاولةً للحدّ مِن التجَمّد، حتى لا يفرض لاحقاً فترةَ انتظار طويلة لكي يذوب".

وأضافت "إنّ المبادرات المطروحة ربّما تكون مريحة في الشكل، لكنّها أكثر تعقيداً في المضمون"، موضحة ان "كثيرين لا يستسيغون خوض انتخابات الرئاسة بمنطق التنافس بين مرشّحَين أو أكثر كسراً للمعتاد، وإنّما الغالبية السياسية تفَضّل التوافق على انتخاب رئيس من ضمن مرشّحي المبادرات، أو مبادرات المرشحين أو من خارج هذه المبادرات".

وأكّدت المصادر عينها أنّه "يستحيل انعقاد جلسة نيابية انتخابية يتنافس فيها عون وفرنجية، لأنّ نصابَها الدستوري لن يكتمل إلّا إذا ضمنَ أحدُهما التوافق عليه، وهذا التوافق يبدو إلى الآن مستحيلاً".

وشرحت أن "عون كان ولا يزال يراهن على الميادين الإقليمية، فيما فرنجية يراهن على العواصم الإقليمية والدولية والجهات التي رشّحته، مُعتقداً أنّ في إمكانها تأمينَ التوافق الداخلي عليه، فيما هو مثل عون، يواجه داخلاً منقسماً بين مؤيّد ومعارض".

ويرى المراقبون أنّ "المتفائلين يتوقعون أن تبدأ المقاربة الجدّية للاستحقاق الرئاسي بدءاً من آذار المقبل، فيما المتشائمون يتوقّعون ذلك بدءاً من الصيف، إنْ لم يكن بعدَه".

وفي الوقت الذي يعوّل البعض على دور للثنائي الشيعي "حزب الله" وحركة "أمل" لكسرِ دوّامة المراوحة، فإنّ أفرقاء سياسيين عادوا إلى التموضع في مواقفهم الأصلية، ومِن هؤلاء رئيس "اللقاء الديموقراطي" النائب وليد جنبلاط الذي عاد إلى ترشيح النائب هنري حلو.

اما حزب "الكتائب" فأكد أمس الجمعة انه لن يرشح أحدا من 8 آذار.