الحكومة التونسية تدافع عن طريقة تعاطيها مع احتجاجات الاسبوع الماضي

Read this story in English W460

دافع رئيس الحكومة التونسية الحبيب الصيد الاربعاء أمام البرلمان عن طريقة تعاطي حكومته مع الاحتجاجات الاجتماعية التي شهدتها البلاد الاسبوع الماضي وكانت غير مسبوقة بحجمها منذ ثورة 2011 مذكرا بأن حل معضلة البطالة "مسؤولية الجميع".

وفي 16 كانون الثاني الحالي بدأت احتجاجات على الفقر والبطالة والفساد في القصرين (وسط غرب) إثر وفاة الشاب العاطل عن العمل رضا اليحياوي (28 عاما) بصعقة كهربائية عندما تسلق عمود انارة مهددا بالانتحار احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.

ولاحقا عمت الاحتجاجات مناطق اخرى تعاني التهميش منذ عقود، وتحولت في بعضها الى اعمال عنف ومواجهات مع قوات الامن ففرضت وزارة الداخلية حظر تجول ليلا في كامل البلاد اعتبارا من 22 كانون الثاني وحتى اشعار آخر.

وعقد مجلس نواب الشعب (البرلمان) اليوم جلسة عامة "استثنائية" لمساءلة رئيس الحكومة حول "الوضع العام في البلاد".  

-"تصرف حكيم في الأزمة"-وصف الصيد احتجاجات الاسبوع الماضي وما رافقها من أعمال عنف بـ"المحنة" قائلا إن حكومته "تصرفت بشكل حكيم في الازمة" الأخيرة مشيدا بأداء قوات الأمن والجيش التي "تحلت برصانة وهدوء رغم ان الوضع كان حرجا وخطرا".

وقال "أجبِرنا على اتخاذ قرار فرض حظر التجول" بعدما "تطورت (انتقلت) العملية (الاحتجاجات واعمال العنف) من منطقة الى عدة مناطق" مشيرا الى ان هذا الاجراء قد ساعد في "تحسّن الوضع كثيرا" ما حدا بوزارة الداخلية الى تقليص فترة الحظر ساعتين منذ الاثنين ليصبح بين العاشرة ليلا (بدل الثامنة) والخامسة صباحا.

ونبه الصيد الى ان "أمن بلادنا في خطر" قائلا "بعض العصابات الارهابية" و"قطاع الطرق" و"بعض المندسين في صفوف المتظاهرين السلميين" قاموا بـ"استغلال الوضع والاحتقان الموجود لدى الشباب".

-"مسؤولية الجميع"-وأفاد ان ايجاد حلول للبطالة في تونس "مسؤولية الجميع" من حكومة وبرلمان ومنظمات ونقابات ورجال اعمال مضيفا ان حكومته "بدأت تجد حلولا" لكنها "حلول لا تهم كل الناس، انها حلول ناقصة".

وتابع "نريد ان نسمع مقترحات مجلس نواب الشعب (البرلمان)" لإيجاد حلول للبطالة التي تبلغ نسبتها اليوم 15،3 بالمئة.

واضاف ان اتخاذ اجراءات "سريعة" للحد من البطالة يستوجب اتخاذ "قرارات" تكون محل وفاق من "الجميع".

وذكر بان الاقتصاد وخصوصا قطاع السياحة "تأثر" بـ"ثلاث ضربات ارهابية" في 2015 في اشارة الى هجمات دامية تبناها تنظيم الدولة الاسلامية المتطرف واسفرت عن مقتل 59 سائحا اجنبيا و13 من عناصر الامن.

واضاف ان "الوضع في ليبيا" المجاورة الغارقة في الفوضى "يؤثر علينا" قائلا "يجب ان نتفهم انها تمر بمرحلة صعبة".

-"ثورة الفساد"-وأرجع نواب في البرلمان ومنظمات عجز الحكومات المتعاقبة في تونس عن ايجاد حلول للبطالة رغم مرور 5 سنوات على الثورة التي أطاحت مطلع 2011 بنظام الدكتاتور زين العابدين بن علي، الى "تفشي" الفساد.

وقال النائب حسونة الناصفي ان "الحاجز" بوجه الحد من البطالة هو "الادارة والتشريعات والبيروقراطية وعقول بعض المسؤولين في الدولة، والفساد والمحسوبية (...) وغياب الشفافية والخوف وحالة التردد لدى الحكومة".

وقال النائب حافظ الزواري ان "ثورة الكرامة تحولت الى ثورة فساد ورشوة وتهريب وإرهاب".

واعلنت منظمة مكافحة الفساد التونسية "أنا يقظ" في بيان اليوم "لن تنجح التنمية ولن يتطور إقتصاد تونس في ظل الفساد" معتبرة ان "غياب إرادة سياسية صادقة وإطار تشريعي وقانوني خاص بمكافحة الفساد ساهم في تفشي هذه الظاهرة".

وقالت المنظمة وهي الفرع التونسي ل"الشفافية الدولية" انه "لدى الدولة الآن خياران إثنان: إما التضحية بالفاسدين أو التضحية بتونس".

وكان ارتفاع معدلات البطالة واستشراء الفساد من ابرز اسباب الثورة التي اطاحت نظام بن علي.

التعليقات 0