بلجيكا تواصل التحقيق بعد شهر على اعتداءات بروكسل وتكريم الضحايا

Read this story in English W460

بعد شهر على اعتداءات بروكسل، احيت بلجيكا الجمعة ذكرى ضحاياها ال32 مع تاكيد رغبتها في استخلاص العبر من هذه الهجمات غير المسبوقة في البلاد فيما اصبح العديد من مدبريها في السجون.

وتستأنف محطة مترو مالبيك حيث فجر احد انتحاريي اعتداءات 22 اذار في بروكسل نفسه، عملها الاثنين المقبل، كما اعلنت الجمعة الشركة المشغلة لشبكة المترو في خطوة رمزية.

ومع زيارة الى هذه المحطة وسط حي المؤسسات الاوروبية في العاصمة، استأنف اعضاء لجنة التحقيق البرلمانية التي شكلت في اوج الجدل حول الثغرات في اداء اجهزة الاستخبارات بعد الاعتداءات، عملهم الجمعة.

وغادروا ظهرا مبنى البرلمان الفدرالي الذي يبعد مئات الامتار عن المحطة لوضع اكليل من الزهر والوقوف دقيقة صمت في مالبيك قبل ان يتحدثوا مع موظفي الشركة المشغلة للمحطة واجهزة الاغاثة.

وقالت متحدثة باسم الشركة "انها زيارة لتفقد الموقع واحياء ذكرى الضحايا".

بانتهاء اعمال الاصلاح في محطة مالبيك مساء الجمعة، تبقى العلامة الوحيدة الظاهرة على الهجوم، في احدى اللوحات الثماني للفنان بنوا فان اينيس والمعلقة في المحطة، على ان يحجب الجزء الناقص منها عن الانظار.

وقالت شركة النقل المشترك انها تدرس مشروع رسم لوحة فنية تذكارية للفنان نفسه، على ان تنجز في حزيران.

واضافت المتحدثة "في انتظار تنفيذ هذا المشروع، ننوي اقامة جدار للذكرى حيث يمكن للناس كتابة رسائل وكلمات امل ورجاء".

وسيشارك الملك فيليب والملكة ماتيلد خلال شهر في 22 ايار/مايو في حفل لاحياء الذكرى بحضور كافة سلطات المملكة وعائلات الضحايا واجهزة الاغاثة.

ووعدت لجنة التحقيق بان تدرس بحلول نهاية السنة الطريقة التي ادارت فيها السلطات الهجمات وستسعى ايضا لتحديد اسباب تصاعد نزعة التطرف في بلجيكا.

- اصلاح الشرطة-يتوجه البرلمانيون ايضا الى مطار بروكسل-زافنتم الذي هزه اعتداءان انتحاريان قبل ساعة على وقوع تفجير المترو.

وتستعيد العاصمة البلجيكية تدريجيا وتيرة حياتها الطبيعية. وقد اسئؤنفت الجمعة المواصلات بالقطار الى مطار بروكسل، من المحطة القديمة التي اعيد تشغيلها. لكن الجديدة التي لم تنل منها الاعتداءات، تصل الى المبنى الذي استهدف وما زالت الاعمال مستمرة فيه.

والمترو الذي لا يزال يغلق حتى الان بين الساعة العاشرة مساء والسادسة صباحا، مثل المطار، لم يستعد بعد نظام عمله الكامل. ولا يزال الاف الشرطيين والجنود يتولون حماية المواقع الحساسة في بلجيكا.

ويمكن ان تؤدي "توصيات" لجنة التحقيق الى "تغيير في بنية الامن" "او حتى اصلاح جهاز الشرطة" كما قال رئيس مجلس النواب سيغفريد براكي الخميس.

وقال "يجب تبسيط الامور" فيما ظهرت ثغرات في جمع او تقاسم معلومات بين اجهزة الشرطة والاستخبارات والقضاء خصوصا بسبب عدد كبير من الاطراف الضالعة في مكافحة التطرف والارهاب في المملكة.

- وضع مشابه لضحايا الحرب-اوقعت اعتداءات بروكسل 32 قتيلا واكثر من 300 جريح. واعلنت الحكومة الجمعة انها ستمنح الضحايا وعائلاتهم وضعا مشابها لوضع ضحايا الحرب ينص على تقديم مساعدة مالية عن الضرر المعنوي الذي لحق بهم وتدابير اجتماعية مثل ضمان رواتب تقاعد وتامين صحي مدى الحياة.

وكشف رئيس الوزراء البلجيكي شارل ميشال عن سلسلة اجراءات تخفف الاعباء عن قطاع السياحة والمطاعم الذي تضرر كثيرا بعد الاعتداءات.

واظهر التحقيق ان اعتداءات بروكسل وباريس (130 قتيلا في 13 تشرين الثاني/نوفمبر) والتي تبناها تنظيم الدولة الاسلامية ارتكبتها نفس الخلية مستفيدة من دعم لوجستي في بلجيكا.

وقد اوقف صلاح عبد السلام المشتبه به الرئيسي في اعتداءات باريس والمرتبط بمنفذي اعتداءات بروكسل، في مولنبيك في 18 اذار وسلم سريعا الى القضاء الفرنسي.

واوقف محمد عبريني وهو بلجيكي مغربي (31 عاما) مقربا من صلاح عبد السلام، في 9 نيسان واقر انه الرجل الثالث الذين كان برفقة الانتحاريين اللذين فجرا نفسيهما في 22 آذار في مطار بروكسل.

واودع اسامة كريم (23 عاما) وهو سويدي من اصل سوري وقاتل سابقا في سوريا السجن بتهمة شراء الحقائب التي استخدمت في هجمات 22 آذار.

ورغم هذا التقدم في التحقيق، حذرت السلطات البلجيكية هذا الاسبوع من ان مخاطر وقوع اعتداءات جديدة ينفذها جهاديون اوروبيون عادوا من سوريا لا تزال مرتفعة.

من جانب اخر، اكد عدد من الرهائن الفرنسيين السابقين في سوريا في 2013 و2014 ان نجيم العشراوي، احد الجهاديين اللذين فجرا نفسهما في مطار بروكسل، كان بين سجانيهم ابان اختطافهم، على ما افادت مصادر قريبة من التحقيق الجمعة في باريس.

التعليقات 0