انتخابات الجنوب والنبطية: نسبة اقتراع منخفضة وإشكالات محدودة رغم حماوة المعركة في بعض المناطق
Read this story in English
شهدت محافظتا الجنوب والنبطية الجولة الثالثة من الانتخابات البلدية والاختيارية التي تجري في لبنان، بمشاركة نحو 852 ألف ناخب لاختيار 3318 عضواً في 263 بلدية (فاز قرابة الخمسين منها بتزكية) و702 مختاراً. وفي جزّين ينتخب أبناء القضاء نائباً عن المقعد الذي شغر بوفاة النائب الراحل ميشال الحلو.
وبلغت نسبة الاقتراع حتى الساعة الخامسة مساء في الجنوب والنبطية 39.5%: صيدا 34% قرى صيدا 48% جزين 49% بنت جبيل 32% صور 35% مرجعيون 38% حاصبيا 39% النبطية 41%
وتضم محافظة النبطية أقضية النبطية، حاصبيا، مرجعيون وبنت جبيل، في حين تضم محافظة لبنان الجنوبي أقضية صيدا، صور، وجزين، بما فيهما من تنوّع مفترض على المستوى الطائفي والمذهبي.
فباستثناء قضاءي جزين ذات الأغلبية المسيحية، وحاصبيا حيث التداخل السني - الدرزي، تكاد تكون التنويعات الطائفية في كل منطقة الجنوب أشبه بجزر في بحر شعبي، واجتماعي، وسياسي يمسك به تحالف الثنائي حزب الله وحركة أمل.
وخلافا للمرحلتين السابقتين، فان محافظتي الجنوب والنبطية تشهدا معارك انتخابية اقل حدة بسبب النفوذ الكبير لكل من الحزب والحركة.
ويخوض التحالف المذكور الانتخابات البلدية في محافظتي الجنوب والنبطيه من خلال لوائح مشتركة تحمل إسم "التنمية والوفاء" في عملية دمج لاسمَي كتلتيهما النيابية (التنمية والتحرير التي يرأسها بري، والوفاء للمقاومة التي يرأسها النائب محمد رعد). ويراهن التحالف على "محدلة إنتخابية" تؤدي الى فوز اللوائح المدعومة من التحالف في مواجهة لوائح تضم ناشطين من المجتمع المدني والحزب الشيوعي وعدد من المستقلين في ظاهرة تشير الى تراجع قدرة أمل وحزب الله على اختصار التمثيل على الساحة الشيعية.
ففي مدينة صور، تتنافس لائحة "التنمية والوفاء" المدعومة من حزب الله وحركة امل مع لائحة غير مكتملة لحركة "مواطنون ومواطنات" التي تحمل شعار "المواطنية" وتقدم نفسها بديلا عن مشروع السلطة الحالي، وعدد من المستقلين.
وفي مدينة بنت جبيل- محافظة النبطية، ايضا، تتنافس لائحة "التنمية والوفاء" مع عدد من المستقلين، والامر ذاته يتكرر في بلدات وقرى اخرى.
ويختلف الامر في مدينة صيدا، اذ تتنافس لائحة مدعومة من "تيار المستقبل" مع لائحة "صوت الناس" المدعومة من التيار الشعبي الناصري بزعامة اسامة سعد ولائحة ثالثة من اسلاميين.
ومن سرايا صيدا قال وزير الداخلية نهاد المشنوق أن الجيش وقوى الأمن الداخلي يؤكدان أنّ الوضع تحت السيطرة وهناك إقبال جدي للإقتراع وقد تجاوزنا 17% كمعدّل لنسبة الإقتراع.
وتخلل العملية الانتخابية التي جرت حوادث أمنية متفرقة ومحدودة جدا رغم حماوة المعركة في بعض المناطق لاسيما في بلدة حولا في بنت جبيل التي تتنافس لائحة "حولا الناس" في وجه الثنائي التقلدي "أمل" و "حزب الله".
وفي حارة صيدا وقع إشكالا بين مندوبي المرشحين على خلفية تشطيب في اللوائح تطور الى تدافع بين بعضهما البعض ثم مع القوى الامنية ما ادى الى إقفال مراكز الاقتراع لمدة ربع ساعة.
كما وقع إشكال في مركز حي الأربعين في صيدا نتيجة رؤية أحد المواطنين يدفع رشوة لأحدهم مما دفع رجال الامن الى إبعاد الناخبين لحل الإشكال.
هذا وشهدت بلدة الماري في قضاء حاصبيا ضبطت الاجهزة الامنية عملية رشوة انتخابية عندما كان احد المرشحين يدفع مبلغا ماليا الى احد الناخبين.
وفي محاولة للإستفادة من تجربة الإنتخابات البلدية والإختيارية في البقاع حيث حصل منافسو أمل وحزب الله على نسب عالية من الاصوات قاربت ال 45 بالمئة كما في بعلبك وبريتال والهرمل وغيرها من المناطق التي فازت فيها لوائح "التنمية والوفاء" بصعوبة، تشير أجواء الماكينة الانتخابية لحركة أمل في الجنوب إلى أنّ "العمل جارٍ لتشجيع الجنوبيين على المشاركة في الانتخابات بهدف رفع نسبة الاقتراع". ويضيف أحد مديري هذه الماكينة الانتخابية أنّ المعارك قد تكون محسومة لصالح "لائحة التنمية والوفاء"، إلا أنّ المطلوب تحقيق رقم معيّن أكان في الفارق مع منافسين أو في الأعداد المشاركة.
وجرت المرحلتان الاولى والثانية من العملية الانتخابية في الثامن من ايار في محافظات البقاع وبعلبك - الهرمل وبيروت وفي 15 ايار في محافظة جبل لبنان.
وتجري آخر مراحل الانتخابات في 29 ايار في محافظتي لبنان الشمالي وعكار.
وعملية الاقتراع هذه هي الاولى التي تجري في لبنان منذ العام 2010، اذ لم تنظم انتخابات برلمانية منذ العام 2009 وتم التمديد مرتين للبرلمان الحالي، في وقت لم ينتخب البرلمان رئيسا جديدا للجمهورية رغم مرور سنتين على شغور منصبه بسبب الازمة السياسية.