البابا فرنسيس يختتم لقاءات اسيزي مع مسؤولي ديانات اخرى بدعوة الى السلام
Read this story in English
يصل البابا فرنسيس الى مقاطعة اومبريا الايطالية الثلاثاء ليختتم مع مسؤولي ديانات كبرى اخرى لقاءات اسيزي التي تحاول منذ ثلاثين عاما تشجيع السلام عبر الحوار بين الديانات.
وينتظر وصول الحبر الاعظم قبيل ظهر الثلاثاء الى المدينة بمروحية. وبعد غداء مع عدد من ضحايا الحروب، سيعقد سلسلة لقاءات على انفراد مع اسقف كانتربري جاستن ويلبي الزعيم الروحي للانغليكان وبطريرك القسطنطينية للارثوذكس برثلماوس الاول وممثلين عن الديانتين الاسلامية واليهودية.
وعند الساعة 16,00 (14,00 ت غ) سيدعى المشاركون الى صلاة من اجل السلام في وقت واحد لكن في اماكن منفصلة ليترك لكل منهم حرية الصلاة على طريقته، قبل الاجتماع مجددا في مراسم مشتركة لتلاوة رسالة سلام.
وبعد ذلك سيلقي احد ضحايا الحروب ثم بطريرك القسطنطينية وكاهن بوذي ياباني ومسلم ويهودي كلمات قبل خطاب للبابا منتظر جدا.
ويهدف هذا اللقاء السنوي ايضا الى تأكيد الديانات الكبرى ابتعادها عن دعاة الكراهية بينما يشهد الشرق الاوسط وافريقيا نزاعات مسلحة يقع مسيحيون ضحاياها، والهجمات الارهابية التي ينفذها متطرفون يقولون انهم ينتمون للاسلام.
وكان البابا اكد خلال صلاة التبشير في الفاتيكان الاحد "اليوم اكثر من اي وقت مضى نحتاج الى السلام في مواجهة الحرب التي تدور في كل مكان في العالم".
واضاف "عندما نسير على خطى القدس فرنسيس الاسيزي، رجل الاخوة والهدوء، فنحن مدعوون جميعا الى ان نقدم الى العالم شهادة قوية لالتزامنا المشترك بالسلام والمصالحة بين الشعوب".
وفرنسيس الاسيزي الذي اختار البابا ان يحمل اسمه عند انتخابه على رأس الكنيسة الكاثوليكية، عرف بدوره الداعي الى السلم خلال الحملة الصليبية الخامسة في القرن الثالث عشر عبر تحاوره مع سلطان. وهذا اللقاء خلد في لوحة في كنيسة بنيت له سيلقي البابا كلمته امامها.
- "صورة وحدة" -وكان اول لقاء بين الديانات من هذا النوع عقد قبل ثلاثين عاما بدعوة من البابا يوحنا بولس الثاني. وقد شكل اللقاء حدثا تاريخيا للكنيسة الكاثوليكية والتقارب بين الديانات التي فصلت بينها في اغلب الاحيان عقود من العداء والمجازر.
وبدأ لقاء اسيزي الاخير الاحد بحضور نحو 500 مندوب يمثلون مختلف الديانات وكذلك علمانيين. وقد عقدوا سلسلة من الاجتماعات التي تناولت مواضيع محددة مثل الارهاب والبيئة والمهاجرين والعراق. وتابعهم حوالى 12 الف شخص حضروا الى اسيزي.
وقال حاخام ميلانو الاكبر الفونسو اربيب خلال طاولة مستديرة ان الحوار بين المسيحيين واليهود "سمح بالخروج من افكار مسبقة سادت لآلاف السنين من الحقد، ووضع حدا لفكرة شعب يهودي قاتل للانبياء".
الا ان الحاخام حذر من ان "مشكلة الحوار هو انه لا يشمل سوى النخب"، مشددا على عودة معاداة السامية وعدم التسامح الديني بقوة.
من جهته، شدد حاخام تركيا الاكبر اسحق هاليفي على اهمية التعليم.
من جهته، قال محمد السماك المستشار السياسي لمفتي لبنان ان "مواجهة مسألة التطرف الديني واجب على كل المسلمين الذين عليهم تحرير ديانتهم من الخلل الذي سببه المتطرفون للاسلام باستخدامه اداة للانتقام" باسم الديانة.
وكما يحدث كل سنة، تنظيم جمعية سانت ايجيديو هذه اللقاءات كل سنة في مدينة. وتلتقط صورة جماعية خلال الاجتماع. وكانت الصورة الملونة التي التقطت في 1986 موضع اهتمام كبير.
وقال ماركو ايمبالياتسو رئيس جمعية سانت ايجيديو "يجب ان نظهر صورة وحدة" هي الرد الوحيد على الارهاب الذي "يزرع الشقاق ويسعى الى زعزعة الاستقرار بالعنف". وتابع ان لقاءات "اسيزي تريد ان تكون ردا على التشاؤم".
ويرد رئيس الجمعية بذلك على الانتقادات التي تشكك بفاعلية مثل هذه المناقشات بين شخصيات معتدلة اصلا.


