نواب طرابلس الأربعة: أصواتهم ضرورة لبقاء الحريري في السراي
Read this story in Englishاشارت صحيفة "السفير" الى ان نواب طرابلس الاربعة في حرج من الاستشارات النيابية الملزمة لتسمية رئيس الحكومة يومي الاثنين والثلاثاء المقبلين.
واوضحت ان النواب الأربعة، الرئيس نجيب ميقاتي والوزير محمد الصفدي وأحمد كرامي وقاسم عبد العزيز، وضعوا تحت المجهر بعد موقف رئيس اللقاء الديموقراطي النائب وليد جنبلاط لمعرفة الخيار الذي سيعتمدونه في الاستشارات النيابية بين التصويت لمصلحة رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري أو لمصلحة مرشح المعارضة الرئيس عمر كرامي، أو الانكفاء بالاقتراع بورقة بيضاء.
واشارت "السفير" الى انه "قبل أسبوع كان النواب الأربعة قد توافقوا في اجتماعهم على التنسيق في الموقف الذي سيتّخذ للاستشارات التي كانت مقررة الإثنين الماضي، وعندما حصل التأجيل اتفقوا على لقاء ثان يسبق الموعد الجديد للاستشارات لموقف جديد في ضوء ما قد يطرأ، وهو ما ينتظر أن يحصل اليوم بين النواب الأربعة بعد أن باتت الخيارات واضحة، وأكثر حراجة لاعتبارات مختلفة منها المحلي الطرابلسي ومنها الوطني".
واكّدت الصحيفة انه "يوم امس الجمعة تكثّفت الاتصالات بين الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي على قاعدة محاولة البحث في القرار الذي يمكن أن يتحصّن فيه الرجلان مع النائبين كرامي وعبد العزيز، خصوصاً بعد أن بات شريكهم في الحضور الطرابلسي الرئيس كرامي هو المرشح المنافس للرئيس الحريري إلى رئاسة الحكومة، ما يزيد من حرجهم المحلّي أولاً وحرجهم السياسي ثانياً في ظل الانقسام العمودي خلف المرشحين".
واوضحت ان "الرئيس ميقاتي على وجه الخصوص قد تخفّف من الحرج في التصويت للرئيس الحريري، بعد أن وقف إلى جانبه في استحقاقات كثيرة ليكتشف بعد ذلك أن الرئيس الحريري لا يثق به ولا يحبه وفقاً لما قاله في افادته أمام لجنة التحقيق الدولي التي بثّتها محطة "الجديد".
والوزير الصفدي "كان سبقه إلى هذا الخروج من هذا الحرج خلال الانتخابات النيابية الفرعية على المقعد النيابي في المنية-الضنية عندما اعتبر تيار المستقبل آنذاك أن الصفدي ما كان ليفوز في الانتخابات النيابية لولا "المستقبل"، وهو ما تسبب آنذاك بمشكلة لم تجر معالجتها لاحقاً".
واضافت أن "الرجلين لا يستسيغان كما يبدو، التصويت للرئيس كرامي بسبب عدم وجود أي التقاء أو تنسيق محلّي بين كل منهما وبينه، بل وإن العلاقة معه نادراً ما كانت جيدة إلا على المستوى الشخصي، وإن كانت العصبية الطرابلسية تدفعهما للميل إلى تأييد ضمني لوصول الرئيس كرامي إلى رئاسة الحكومة، خصوصاً بعد أن انتفت الحساسيات السابقة معه وصار بينهم احترام واعتراف متبادلين بمكانة وحضور كل منهم".
وشدّدت على انه "لكل من الرئيس ميقاتي والوزير الصفدي عقدة داخلية تؤثّر على الخيارات المطروحة أمامهما للنقاش في اجتماعهما اليوم مع حليفيهما النائبين أحمد كرامي وقاسم عبد العزيز لاتخاذ القرار النهائي في كيفية التعاطي مع هذا الاستحقاق وحساسيته".
واشارت "السفير" الى ان "الرئيس ميقاتي محكوم بالوقوف على خاطر حليفه في "كتلة التضامن" النائب كرامي لجهة عدم التصويت للرئيس كرامي بسبب القطيعة القائمة بين "الكراميين"، وإن كان النائب كرامي أكّد مراراً أنه بالنسبة إليه طوى صفحة الخلافات مع ابن العم وأنه يحمل له كل احترام على المستوى الشخصي. لكن هذه العقدة لن يكون سهلاً على الرئيس ميقاتي تجاوزها بسهولة لأن مراعاة النائب كرامي أساسية في اعتبارات ميقاتي الذي بات يفضّل الانكفاء بالتصويت بـ"ورقة بيضاء" في الاستشارات النيابية، لكنه يرغب بالتنسيق مع الحليف الجديد الوزير محمد الصفدي الذي لديه أيضاً عقدة حليفه في "كتلة الوفاق" النائب قاسم عبد العزيز الذي يرى أن واقعه في قضاء الضنية - المنية يدفعه للتصويت للرئيس الحريري الذي ما زال يتمتع بالحضور الشعبي الأقوى في هذه الدائرة الانتخابية الشقيقة لمدينة طرابلس، وهو كان صريحاً في الاجتماع الرباعي المشترك الأسبوع الماضي عندما أكد أن أولوياته في التصويت هي مع أي من ميقاتي والصفدي إذا كان أحدهما مرشحاً ولو في مواجهة الرئيس الحريري، أما إذا كان هناك مرشح غيرهما، فإنه سيصوّت للرئيس الحريري من دون تردّد".
يُذكر أن الصفدي وصل امس الى الرياض، وكان قد زار، أمس الأول، عمان والقاهرة.