تصاعد حدة اللهجة بين ترامب وميركل

Read this story in English W460

تصاعدت حدة اللهجة الثلاثاء بين الرئيس الاميركي دونالد ترامب الذي شن هجوما لاذعا ضد المانيا، والمستشارة انغيلا ميركل حيث وصل التوتر بين البلدين الى مستوى غير مسبوق في التاريخ الحديث.

ومنذ انتهاء قمة مجموعة السبع في صقلية حيث لم يصدر ترامب موقفا واضحا من اتفاقية باريس حول المناخ والانتقادات التي وجهها لدول في حلف الاطلسي حول تسديد مستحقاتها، لم توفر المستشارة الالمانية انتقاداتها لسياسة الرئيس الاميركي الجديد.

وكعادته اختار ترامب تويتر للرد.

وكتب في تغريدة صباح الثلاثاء "لدينا عجز تجاري هائل مع المانيا، وإضافة إلى أنهم يدفعون اقل مما يجب لحلف شمال الاطلسي والجانب العسكري. هذا امر سيء جدا للولايات المتحدة، وسيتغير".

وقبل ساعة من ذلك، اعتبرت ميركل التي عادة تنتقي كلماتها بانتباه شديد انه "من الضرورة القصوى" ان تصبح اوروبا "لاعبا نشطا على الساحة الدولية" وخصوصا بسبب السياسة الاميركية.

وأكدت المستشارة بالطبع ان العلاقة بين جانبي الاطلسي "ترتدي اهمية كبرى" لكنها اضافت "نظرا للوضع الراهن، هناك دافع اضافي كي نمسك في اوروبا مصيرنا بأيدينا".

وأضافت المستشارة على هامش استقبالها رئيس الوزراء الهندي نارندرا مودي "على اوروبا ان تصبح لاعبا ناشطا في القضايا الدولية كذلك، ولذلك أهمية قصوى باعتباري".

وأوضحت انه من الضروري ان يمتلك الاوروبيون "سياسة خارجية مشتركة" من اجل الضغط "لحل النزاع في ليبيا"، على سبيل المثال.

تابعت ميركل "اننا نفتقر الى الاداء المطلوب في بعض النقاط، خصوصا ملف سياسة الهجرة".

وجاءت تصريحات ترامب ردا على وابل الانتقادات التي وجهته لها المانيا بعد اختتامه أول جولة خارجية رسمية له الاحد والتي شملت السعودية واسرائيل وبروكسل وإيطاليا التي شارك فيها في قمة مجموعة السبع. 

وخلال جولته رفض ترامب ضغوط حلفائه من مجموعة السبع للالتزام باتفاق باريس للمناخ المبرم في 2015، وانتقد 23 من الدول الأعضاء في الحلف الاطلسي ال28 ومن بينها ألمانيا، "لتخلفها عن دفع المبالغ المستحقة عليهم" لتمويل الحلف. 

- "إضعاف الغرب" -قبل أيام وفي السعودية وقع ترامب أكبر صفقة بيع اسلحة أميركية في تاريخ بلاده بلغت قيمتها 110 مليار دولار خلال العقد المقبل وتشتمل على سفن ودبابات وأنظمة مضادة للصواريخ. 

والاثنين وجه وزير الخارجية الالماني سيغمار غابرييل انتقادات حادة لترامب قائلا ان "اي شخص يعمل على تسريع التغير المناخي من خلال اضعاف حماية البيئة، ويبيع المزيد من الأسلحة في مناطق النزاع ولا يرغب في حل النزاعات الدينية سياسيا، يعرض السلام في أوروبا للخطر".

وأضاف ان "سياسات الحكومة الاميركية القصيرة النظر تلحق أضرارا بمصالح الاتحاد الاوروبي" مضيفا ان "الغرب أصبح اصغر وأضعف". 

لكن هذا التوتر بين البلدين ليس مستجدا. فمنذ يوم انتخاب ترامب نبهته المستشارة الالمانية الى ضرورة التزام قيم الديموقراطيات الغربية، بعد حملة انتخابية تخللتها الهفوات ونقاط الجدل.

الأسبوع الماضي أطلق ترامب وابلا من الانتقادات لصادرات السيارات الالمانية الى الولايات المتحدة وقال ان "الالمان سيئون جدا" وذلك خلال اجتماع مع عدد من كبار المسؤولين الاوروبيين في بروكسل، بحسب ما اوردت مجلة دير شبيغل الاسبوعية. 

وكان ترامب بدأ في انتقاد المانيا وميركل في حملته الانتخابية العام الماضي. 

وفي ضوء اجندته الاقتصادية القومية انتقد بشكل خاص فائض التجارة الالماني الكبير مع الولايات المتحدة وهدد بفرض ضرائب جمركية للرد على ذلك. 

وبعد اجتماع فاتر مع ميركل في واشنطن في اذار الماضي - وصفه في البداية بأنه "عظيم" - شن حملة انتقادات في اليوم التالي متهما المانيا بأنها "تدين بمبالغ مالية كبيرة" لحلف شمال الاطلسي والولايات المتحدة. 

بدورها دعت ميركل ترامب اثر انتخابه الى الالتزام بالقيم الغربية الديموقراطية بعد حملته الانتخابية المثيرة للجدل. 

التعليقات 0