نصر الله يضيف الجيش السوري الى "المعادلة الذهبية": لتنسيق رسمي مع دمشق للتفاوض مع "داعش"

كشف الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أن "المقاومة حررت يوم انطلاق معركة فجر الجرود 20 كلم مربّعاً من الأرض اللبنانية"، داعيا الى تنسيق رسمي مع دمشق من أجل التفاوض مع "داعش"، مضيفا الجيش السوري الى المعادلة الذهبية "جيش شعب ومقاومة".

وحدّد نصرالله في خطاب ألقاه الخميس مهمّة العملية العسكرية في البعدين اللبناني والسوري، بطرد "داعش" من كامل الأرض اللبنانية وإزالة تهديدهم للأراضي اللبنانية، ومن القلمون الغربي السوري بعدما كان هؤلاء يشكّلون تهديداً على طريق حمص ــ دمشق، تأمين الحدود اللبنانية ــ السورية بالكامل، كشف مصير الجنود اللبنانيين المختطفين لدى داعش واستعادتهم.

وأكد "أننا نقاتل من أجل الأهداف في البُعدين، والمعركة لا يمكن تجزئتها أو تفكيكها". لافتا الى أن المعركتين، (فجر الجرود) التي أطلقها الجيش في الأرض اللبنانية، و(إن عدتم عدنا) التي أطلقها الجيش السوري والمقاومة في الأرض السورية، حصلتا بشكلٍ متزامن".

وشرح نصر الله كيف أن قيادة الجيش أعلنت أن ما ستعمل على تحريره هو 120 كلم مربعاً من الأرض اللبنانية، والجيش اللبناني حرّر حتى الآن 100 كلم مربّع، كاشفاً أن المقاومة حرّرت 20 كلم مربّعاً من الأرض اللبنانية هي: قلعة الحصن، قلعة يونين باتجاه معبر الزمراني، وبالتالي يبقى 20 كلم مربعاً محتلاً من الأرض اللبنانية، من أصل 140 كلم كان يحتلها داعش".

وأضاف "من الجهة السورية، أكّد أنه كان مطلوباً تحرير ما يزيد على 310 كيلومترات مربعة، وما تمّت استعادته حتى صباح أمس يزيد على 270 كيلومتراً مربعاً. وبالتالي، ما بقي تحت سيطرة داعش يقرب من 40 كيلومتراً مربعاً".

وتابع نصرالله شرح الواقع الذي وصل إليه مسلّحو "داعش" في البقعة المحاصرة، ضمن "مستديرة، 20 كيلومتراً منها داخل الأراضي اللبنانية، و40 كيلومتراً داخل الأراضي السورية"، مشيرا الى أن "أبرز نقطة فيها مرتفع حليمة قارة الاستراتيجي. ومن هذا المرتفع الذي يتوسّط الحدود بين لبنان وسوريا، والذي من المفترض أن يلتقي عليه الجيشان اللبناني والسوري"، غامزا من قناة ضرورة التنسيق العسكري بين البلدين من دون أن يذكره حرفيّاً.

وفيما أشار إلى أن المسلحين المتبقين معهم بعض عائلاتهم، أكد نصر الله أن "العشرات من المسلحين استسلموا للجيش السوري والمقاومة ولم يتم عرض صورهم بسبب الالتزام الأخلاقي معهم".

وكشف نصرالله أيضا أن المقاومة، بعد أخذ موافقة الدولة السورية، بدأت بالتفاوض مع المسلّحين، لكن مع استمرار العملية العسكرية، مؤكّداً أن جميع المسلحين يريدون التسوية، لكن قرار داعش المركزي يريد أن تستمر المواجهة، حتى لو قتل جميع المسلّحين.

وشرح نصرالله مسألة التفاوض، مؤكّداً أنها تجري على الأرض السورية، ومن دون إذن الحكومة اللبنانية، وأنه لن يكون هناك وقف لإطلاق النار قبل التوصل إلى اتفاق، وقال "عندما نتفق على كل الأمور والتفاصيل يكون وقف إطلاق النار هو البند الأول في التنفيذ".

وأوضح أن هدف التفاوض هو أن "لا يبقى داعش، لا في الأرض اللبنانية ولا في الأرض السورية"، مشددا على أن أي "اتفاق كامل سيحصل مع داعش سيكون شرطه الأول كشف مصير الجنود اللبنانيين".

وقال "المقاومة تتصرّف على أساس أننا مصير واحد وجبهة واحدة وأمن واحد ومعركة واحدة، وبالتالي لا يخطر ببال لا قيادة الجيش اللبناني ولا عائلات الجنود اللبنانيين المختطفين أنه إذا كان التفاوض في تلك الجهة فمعناه أنه يوجد أحد سيقبل بحلّ يتجاوز هذا الهدف"، تاركاً المجال أيضاً للجانب الرسمي اللبناني للبدء بالتفاوض.

لكنّ نصرالله، مرّة جديدة، عاد ليؤكّد على مسألة التواصل مع سوريا، كاشفاً أن أي اتفاق يتوصّل إليه الجانب اللبناني ستتعاون معه القيادة السورية بكلّ إيجابية، لكن "هذا شرطه الطلب الرسمي اللبناني والتنسيق العلني، وليس تحت الطاولة بل فوق الطاولة، أي أن ترسل الحكومة اللبنانية رسمياً إلى دمشق لتقول للقيادة السورية أو الحكومة السورية نحن تفاوضنا مع المسلحين... ونحن نطلب منكم رسمياً أن نتعاون لإنجاح هذه المهمة".

ووجّه الأمين العام لحزب الله رسالة إلى قيادة «اعش تحمل تهديداً مبطّناً، بأن "هذه المعركة قرارها حاسم ونتيجتها حاسمة، وليس لدينا وقت طويل لنضيّعه ونستهلكه في هذه المعركة، وبالتالي تضييع الوقت من خلال إطالة أمد المفاوضات لن يكون مجدياً".

كذلك وجّه رسالة إلى اللبنانيين، مؤكّداً أنهم "مقبلون على نصر كبير"، وأن "الحدود اللبنانية، من آخر نقطة مشتركة في الحدود مع فلسطين المحتلة وسوريا إلى طول الحدود اللبنانية السورية إلى البحر، أصبحت آمنة من الإرهابيين".

من جهة أخرى، انتقد نصر الله أداء بعض وسائل الإعلام اللبنانية التي ميّزت بين شهداء المقاومة وشهداء الجيش، بالقول إن شهداء المقاومة "قتلى"، كاشفاً أن السفارة الأميركية في بيروت هدّدت بعض الوسائل الإعلامية اللبنانية لتغيير أدائها بعد التعاطف الذي أبدته مع المقاومة في معركة جرود عرسال، من باب التخويف بمواجهة ما تواجهه المصارف من عقوبات أميركية.

وقال نصر الله إن هذا الإنجاز هو "من النتائج الممتازة جداً للمعادلة الذهبية (الجيش والشعب والمقاومة)، وهنا سنضيف إليهم الجيش السوري، والذي يريد أن يزعل فليزعل".

وخلص الى القول إن 25 أيار 2000 هو عيد التحرير الأول، والتحرير الثاني في 2017، هو عيد تحرير الحدود اللبنانية السورية.