غارات على درعا وقوات النظام السوري تسعى لعزل مناطق سيطرة المعارضة

Read this story in English W460

ركزت قوات النظام السوري وحليفته روسيا في الساعات الأخيرة قصفها على مدينة درعا ما أرغم عشرات العائلات على الفرار، في تصعيد عسكري مستمر ضد الفصائل المعارضة في المحافظة الجنوبية.

وتسعى قوات النظام الى عزل مناطق سيطرة المعارضة في جيوب عدة ما يسهل عليها عملياتها العسكرية لاستعادة جنوب البلاد.

وتشكل محافظة درعا منذ أسبوع هدفاً لقصف عنيف تشنه قوات النظام وانضمت اليه روسيا قبل يومين، استهدف بشكل خاص ريفها الشرقي، وتسبب بمقتل 28 مدنياً على الأقل وبنزوح اكثر من عشرين الف شخص وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.

وتكتسب المنطقة الجنوبية خصوصيتها من أهمية موقعها الجغرافي الحدودي مع اسرائيل والأردن، عدا عن قربها من دمشق. وتسيطر الفصائل المعارضة على سبعين في المئة من محافظتي درعا والقنيطرة الحدودية مع اسرئيل، ويقتصر وجودها في محافظة السويداء على أطرافها الغربية.

وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس الاثنين "استهدفت قوات النظام بعد منتصف الليل أحياء سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة درعا بأكثر من 55 صاروخا من نوع أرض-أرض قصيرة المدى"، قبل أن يتدخل الطيران الحربي والمروحي.

وألقت مروحيات تابعة للنظام، وفق قوله، صباح الاثنين "أربعة براميل متفجرة على الأقل على غرب المدينة، للمرة الأولى منذ أكثر من عام".

وفي وقت لاحق، نفذت روسيا أيضاً غارات على احياء في المدينة وقاعدة عسكرية تحت سيطرة الفصائل المعارضة في جنوب غربها.

ودفعت هذه الغارات مدنيين الى الفرار ليلاً من منازلهم.

وتوجهت عشرات العائلات وفق مراسل فرانس برس، من أحياء طالها القصف الى حقول الزيتون المحيطة بالمدينة سيراً على الأقدام أو على دراجات نارية، ولجأت الى خيم أو غرف صغيرة مبنية في تلك الحقول.

وأشار المراسل الى حالة من الخوف والهلع جراء التصعيد الأخير.

وقال أحمد المسالمة (31 عاماً) بعدما فر مع عائلته من المدينة ليلاً لفرانس برس "لم نعرف ماذا حدث، كنا نائمين ولم نشعر الا والقصف بدأ بشدة والاطفال يرتجفون من الخوف"، مضيفاً "خرجنا من منازلنا ولم نعلم الى أين نذهب". 

وتابع جالسا في ظل شجرة زيتون "لا نعرف لما يضربنا النظام، للمرة الأولى يكون القصف بهذا العنف"، موضحاً "خرجنا بثيابنا وأمضينا ليلتنا بين الشجر (...) الجميع من نساء وشباب وأطفال خائفون".

- "فصل" مناطق الفصائل -يأتي تكثيف القصف على مدينة درعا بعد أسبوع من القصف المتواصل على الريف الشرقي للمحافظة. وتشارك فيه الطائرات الروسية منذ السبت برغم كون موسكو احدى الدول الضامنة لوقف اطلاق النار في المنطقة الجنوبية الى جانب الأردن المجاور والولايات المتحدة، والمعمول به منذ عام.

وتحاول قوات النظام وفق المرصد التقدم على محورين في درعا "لفصل مناطق سيطرة الفصائل المعارضة الى ثلاثة جيوب تمهيداً لتسهيل السيطرة عليها"، وهي الاستراتيجية العسكرية التي لطالما اتبعتها دمشق لاضعاف الفصائل وتشتيت جهودها قبل السيطرة على مناطقها.

وتقسم مناطق سيطرة قوات النظام المحافظة تقريباً الى جزءين تسيطر عليهما الفصائل المعارضة، وتربطهما حالياً قاعدة عسكرية خسرتها القوات الحكومية في العام 2014، وتقع جنوب غرب مدينة درعا. 

وأوضح عبد الرحمن "تسعى قوات النظام بدعم جوي روسي الى السيطرة على هذه القاعدة القريبة من الأردن، لتفصل مناطق سيطرة المعارضة بالكامل الى جزئين شرقي وغربي".

وتحاول قوات النظام كذلك التقدم على محور ثان في ريف درعا الشرقي عبر السيطرة على بلدة بصر الحرير التي تتعرض لغارات روسية وسورية وتدور فيها الاثنين معارك عنيفة. وفي حال سيطرت على هذه البلدة، يصبح بإمكان قوات النظام أن تقسم الجزء الشرقي حيث الفصائل الى جيبين.

وتعرضت بصر الحرير لقصف سوري بأكثر من 20 برميلاً متفجراً خلال الساعات الأخيرة، تزامناً مع قصف مدفعي وصاروخي على منطقة اللجاة المحاذية ما أدى الى خروج مركز للدفاع المدني من الخدمة.

وأعلن الدفاع المدني في محافظة درعا أن كوادره "لم تتمكن من الوصول الى المناطق المستهدفة من شدة وتيرة القصف".

- مفاوضات او هجوم أوسع -ونزح أكثر من عشرين ألف مدني داخل مناطق سيطرة الفصائل بحسب المرصد منذ الثلاثاء، غالبيتهم من ريف درعا الشرقي. واوضح أن عدداً منهم يقترب من الحدود مع الأردن بحثاً عن الامان.

وحذرت الأمم المتحدة من تداعيات التصعيد على نحو 750 الف شخص في مناطق سيطرة الفصائل في الجنوب في وقت أعلن الأردن عدم قدرته على استيعاب موجة لجوء جديدة.

وقال المنسق المقيم ومنسق الشؤون الإنسانية في سوريا علي الزعتري في تغريدة على موقع تويتر الأحد "يجب تفادي أي أزمة إنسانية في جنوب سوريا، عبر تجنيب المدنيين آلام القتال أولاً والاستجابة لها بسرعة من داخل سوريا وخارجها ثانياً".

وتشكل المنطقة الجنوبية محور محادثات تتولاها روسيا مع الاميركيين والاسرائيليين والاردنيين.

وأوضح المحلل المتخصص في الشأن السوري في مجموعة الأزمات الدولية سام هيلر في تصريحات لفرانس برس أن قوات النظام تهدف من خلال قصفها إلى "الضغط من أجل مفاوضات دولية او محلية، كما التمهيد لهجوم أوسع في حال لم تحرز المفاوضات تقدماً".

وتلقت الفصائل العاملة في الجنوب السوري رسالة من واشنطن، أبلغتها فيها أنها لا تنوي التدخل عسكرياً إلى جانبها في الجنوب، وفق ما قال قيادي في أحد الفصائل لفرانس برس الاحد، من دون أن يصدر أي تعليق بشأنها من واشنطن.

ورأى هيلر أن "الاميركيين لم ينخرطوا بشكل جدي في مفاوضات بشأن الجنوب، ومن غير المتوقع أن يتدخلوا عسكرياً"، مضيفاً "تدعم واشنطن جهوداً أردنية، لكنها لم تضع وزنها السياسي أو العسكري في حل للجنوب".

التعليقات 6
Thumb EagleDawn 15:56 ,2018 حزيران 25

"Syria's regime pounded rebel-held parts of the southern city of Daraa with rockets and barrel bombs"

But @mowateh says:

"_mowaten_ 18 hours ago

i dont think it's actual "barrels", more like barrel-shaped maybe.. and the "barrel bomb" name was coined by rebels for added mediatic effect"

Thumb marcus 16:38 ,2018 حزيران 25

Last time you also checked "there were no Hezbollah members in Yemen, Iraq, or Syria"

Thumb galaxy 18:17 ,2018 حزيران 25

also last time he checked there were no shia drug dealers, money launderers, kidnappers, car thieves and thugs.

Thumb lubnani.masi7i 17:22 ,2018 حزيران 25

but there was no buffer zone between your syrian army and Israel from 1967 -2015?

Thumb ice-man 19:32 ,2018 حزيران 25

Mystic MF ( My Friend )

Do you still tear up like I do when you remember sayidna al hussain, do you?

Thumb illiterate-Southern 20:02 ,2018 حزيران 25

First, I want to thank you Southern for being 'Patriotic' to your country.

Second, I must thank you for opening up my and the readers' eyes who are whining about Assad's use of barrel bombs. Your ability to explain complex situations in a manner that is undeniably simple and effective is nothing short of genius.

Because of you, I have seen myself grow to be who I am today and for this I am grateful.

Please, keep posting those gems of yours. The world is listening!