غينغريتش يسعى لمواصلة زخمه مع بدء أول انتخابات تمهيدية للجمهوريين في الجنوب

Read this story in English W460

بدأ الناخبون في ولاية ساوث كارولينا الادلاء بأصواتهم في انتخابات تمهيدية تحمل اهمية خاصة بالنسبة للمرشحين الجمهوريين، في الوقت الذي يسعى نيوت غينغريتش لمواصلة تقدمه نحو الفوز بالبطاقة الجمهورية لتحدي اوباما.

وفتحت مراكز الاقتراع ابوابها في انحاء الولاية في السابعة صباحا (12,00 ت غ).

وفي حال فوز غينغريتش، رئيس مجلس النواب السابق على ميت رومني المرشح الذي عد في صدارة ترشيح الجمهوريين منذ فترة، ستزداد الشكوك حول قدرة رومني، الملياردير حاكم ماساتشوستس السابق، في حشد الصوت الجمهوري المحافظ لخوض الانتخابات الرئاسية بمواجهة الديموقراطي باراك اوباما في تشرين الثاني القادم.

ويفتح الفوز في اول انتخابات تمهيدية في ولاية بالجنوب الاميركي الاكثر تأييدا للصوت المحافظ الطريق امام الانتخابات التمهيدية التي تجري في ولاية فلوريدا ذات الثقل الانتخابي في 31 كانون الثاني.

وكان الخصمان الجمهوريان رومني وغينغريتش قد جابا الولاية قبل انتخاباتها التمهيدية اذ يدركان اهميتها بالنسبة للترشح الجمهوري للرئاسة، فالولاية التي تقاربت فرص فوز كليهما بها تعد بين معاقل الجنوب، ومنذ 1980 لم يفز اي جمهوري ببطاقة الترشح عن الحزب دون الفوز بها اولا.

واذا فاز غينغريتش في تمهيدية ساوث كارولينا فسيكون ذاك اول فوز له بعد انتزاع السناتور السابق المسيحي المحافظ ريك سانتوروم الفوز في ايوا وفوز رومني بنيوهامبشير.

وقال غينغريتش خلال حشد ضخم مؤيد الجمعة في اورنغبرغ "غدا سيكون يوما بالغ الاهمية"، مضيفا انه يرمي الى "احراز فوز صادم ومدو غدا".

واضاف غينغريتش "بمساعدتكم وبدعم المواطنين الصالحين الاخرين في انحاء ولاية ساوث كارولينا، سنخطو معا الخطوة الاولى الضخمة نحو ضمان ترشح شخصية محافظة لرئاسة الولايات المتحدة".

غير ان رومني يعول على حملة افضل تنظيما تتوافر لها امكانات مالية اوفر ويأمل ان تدفعه نحو الفوز سواء في ساوث كارولينا او على طول الطريق لخوض المعترك الرئاسي بمواجهة باراك اوباما في السادس من تشرين الثاني.

وقال رومني للصحافيين بينما لم يعد التكهن محسوما بفوزه ببطاقة الترشح "اعتقد انني قلت منذ البداية ان ساوث كارولينا معركة شاقة لرجل من ماساتشوستش (شمال شرق). ادركت ذلك منذ البداية، ونحن نكافح بقوة".

واذا خسر رومني هنا ستكون خسارته مؤلمة لانه ومنذ وقت ليس ببعيد توقعت استطلاعات الرأي تقدمه بقرابة 20 نقطة في الولاية قبل تقلص الفارق لصالح غينغريتش مؤخرا بل وتقدم غينغريتش متفوقا عليه مدعوما بتأييد ريك بيري الذي انسحب الجمعة من معترك الترشح.

واذا خسر ميت رومني ساوث كارولينا فستتحول آماله في القفز بسلاسة نحو اعتلاء منصة الترشح الجمهوري بمواجهة اوباما، الى ماراثون صعب يجهد فيه للتغلب على زخم خصومه الجمهوريين معولا مجددا على ادارة حملته الاكثر تعقيدا والافضل تسلحا بالموارد الثرية.

اما عضو مجلس النواب الجمهوري المخضرم رون بول الذي يؤيد تماما تقليص سلطات الحكم واداراته لصالح المبادرة الفردية للمواطنين ويعارض المساعدات الخارجية والتدخلات العسكرية لبلاده في العالم، فلديه شريحة مخلصة من الانصار، وقد اعرب عن امله ان تبعث الانتخابات التمهيدية لساوث كارولينا "برسالة لبلادنا بأننا نرغب في حكومة اقل ترهلا ونريد مزيدا من التحرر" من البيروقراطية المركزية.

اما سانتوروم، الباقي بين الساعين للترشح من الجمهوريين بخلاف رومني وغينغريتش وبول، فقد قال في مقابلة لسي ان ان أن "فوزه الضخم غير المتوقع" بأيوا اظهر قيمة رسالته المحافظة القاطعة، متوقعا "ان ينتهي الامر نزالا بينه وبين ميت رومني" على بطاقة الجمهوريين.

وكان رومني قد مني بسلسلة من الانتكاسات، فقد دعم ريك بيري محافظ تكساس غينغريتش بعد انسحابه من المعترك الخميس، بينما عادت سلطات آيوا لتراجع النتيجة بإعلان فوز سانتوروم في هذه الولاية.

واظهر استطلاع اجرته جامعة كليمسون وردت نتائجه عشية انتخابات ساوث كارولينا تقدم غينغريتش الان على رومني بست نقاط بحصوله على 32 بالمائة مقابل 26 بالمائة لحاكم ماساتشوستس السابق، بينما توقعت ان يحتل بول المرتبة الثالثة بنسبة 11 بالمائة وسانتورم الرابعة بتسعة بالمائة.

واظهر موقع ريل كلير بوليتيكس في واشنطن متوسطا لاستطلاعات الرأي للنتيجة المتوقعة لساوث كارولينا مانحا غينغريتش التقدم بنقطتين مئويتين على رومني.

كما ثمة ما يشير الى ان صدارة رومني جمهوريا على صعيد الولايات المتحدة ككل ربما في تراجع ايضا، فقد اشار معهد غالوب الجمعة الى ان فارق تقدمه وطنيا على غينغريتش تقلص إلى 30 مقابل 20 بالمائة بعد ان كان 37 مقابل 14 بالمائة قبل اسبوع فحسب.

وكان نجم غينغريتش قد صعد باداء قوي في المناظرات ما دفع بالمشاهدين في قاعة احدى المناظرات للوقوف تصفيقا له الخميس بعد ان رد ردا ناريا على سؤال تطرق لمتاعبه الزوجية اثر اتهامات ساقتها زوجة سابقة، اذ رفض غاضبا السؤال من اساسه باعتباره امرا "لا يستحق سوى اشد الاستهجان".

وفي استطلاع لآراء الناخبين قالت شيرلي مادوكس، 72 عاما، التي عملت مساعدة لنائب بالكونغرس بينما كان غينغريتش رئيسا لمجلس النواب وتعمل الان بعض الوقت لشركة تأمين في اورنجبرغ، انها تميل إلى دعم غينغريتش.

وقالت مادوكس "لقد حسمت امري ومع ذلك فقد أغيره -- ارجح صوتي لنيوت (غينغريتش)" مقرة في الوقت ذاته بما على غينغريتش من علامات استفهام بسبب ماضيه من الخيانات الزوجية وان اصبحت تأمل ان الامر "مجرد ماض ولى دون عودة".

اما ايمي دينت، في الاربعين من عمرها، فقد قالت وهي تحمل ابنتها فيلومينا البالغة شهرها السادس وهي الثامنة بين اولادها، "سانتظر حتى الساعات الاخيرة لاحسم امري".

غير ان رومني سعى لتحويل الاتهامات بعيدا عنه بأنه بنى ثروته الطائلة بينما لم يتورع في طرد العاملين لديه، حيث قال انه كان حريا ان يأتيه هجوم كهذا من الديموقراطي اوباما وليس من رفاقه الجمهوريين -- الذين يعرف حزبهم تقليديا بدعمه للتجارة الحرة وقواعد الكفاءة والبقاء للاصلح وظيفيا.

ومازال رومني يواجه دعوات خصومه بالكشف عن سجلاته الضريبية مثلما دأب المرشحون على الفعل كنوع من الشفافية.

التعليقات 0