منصور: النأي بالنفس لا تعني اللاموقف ومصلحتنا تكمن في أمن واستقرار سوريا

رأى وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور أن "سياسة النأي بالنفس "لا تعني اللاموقف، بل عدم إلزام لبنان التقيد بالموقف المتخذ"، بالإشارة الى الوضع في سوريا، لافتا الى أن قاسم لبنان المشترك مع سوريا هو الأمن والإستقرار".

وقال منصور خلال لقائه وفدا من مجلس نقابة المحررين: "سياسة النأي بالنفس ليست إبداعا لبنانيا ولا تعني اللاموقف، بل عدم إلزام لبنان التقيد بالموقف المتخذ. للبنان خصوصية معينة وهو ليس مع أي قرار تتخذه الجامعة العربية وليس ضد".

ولفت منصور الى أن "خصوصية لبنان مع سوريا تجعلنا نتخذ القرار الذي يعود بالخير إلى مصلحة لبنان أولا، وخصوصية العلاقة بين لبنان وسوريا بحكم الوضع الجغرافي والتاريخي والعائلي والتجاري والإقتصادي".

وسأل: "لنفترض أن الجامعة العربية إتخذت قرارا إقتصاديا وتجاريا بحق سوريا من خلال عقوبات جوية وإقفال حدود، هل من مصلحة لبنان وبمعزل عن السياسية التي لا تشابه بين الدولتين لبنان وسوريا فيها".

وإذ ذكَر أن "في سوريا نظام الحزب الواحد وفي لبنان تعددية أحزاب، وفي سوريا نظام رئاسي وفي لبنان نظام برلماني، وأن هناك اختلاف فيالأنظمة السياسية بين البلدين، لفت منصور الى أن " قاسمنا المشترك هو الأمن والإستقرار، وهنا تكمن مصلحتنا العليا بغض النظر عمن لا يريد علاقة مع سوريا لأسباب شخصية".

وأضاف منصور حول إقفال الحدود مع سوريا: "90 في المئة من تجارتنا الخارجية للخليج نصدرها في البر عبر البوابة السورية. وبسبب الأحداث التي تشهدها سوريا إنخفض عدد السياح الآتين في البر إلى 600 ألف سائح. أوضاع سوريا عير المستقرة تؤثر سلبا على لبنان والإستقرار في سوريا يؤثر إيجابا عليه".

وأوضح أن هناك "700 ألف سوري يعملون اليوم في لبنان والأوضاع في سوريا أثرت على الحركة الإقتصادية في لبنان"، سائلا أيضا "أي أجواء تعبر الطائرات اللبنانية للذهاب إلى الخليج؟.

ومضى يقول أن "حركة إستقلال لبنان بدأت في سوريا ونحن أخذنا إستقلالنا قبل سوريا. لبنان 10 آلاف كلم مربع وسوريا 185 ألف كلم مربع. نحن 4 ملايين لبناني، وفي سوريا 23 مليون سوري. علينا التنبه لهذه الحسابات، وليس بطريقة الكيدية لأهداف شخصية".

كما أكد منصور أن "الأشخاص والزعماء يزولون ويبقى الواقع على الأرض"، مشيرا الى أن "هناك إتفاقيات بين لبنان وسوريا، الأخوة والتعاون والأمن والدفاع"، مشددا على أن "علاقتنا مع سوريا مميزة عن جميع الدول واتمنى ألا تأخذ الأمور منحى آخر".

وحول مسألة التشكيلات الديبلوماسية قال منصور: "أرسلنا إلى مجلس الخدمة المدنية الدفعة الأولى من التشكيلات، وعددها 86 ديبلوماسيا، وخلال أيام قليلة سنرسل تشكيلات السفراء".

ولفت الى أن " لبنان لم يشهد منذ الإستقلال حتى اليوم هذا الحجم من الشواغر وسبب ذلك تراكمات سابقة، والهيكلية الإدارية في وزارة الخارجية تختلف عن الوزارات الأخرى".

وأردف: "ليس للبنان اليوم سفراء في كوريا والصين والهند وإيران وتركيا والسعودية وبولونيا وإيطاليا وإسبانيا وكندا والمكسيك والبرازيل والجزائر والمغرب وغيرها من الدول، الجهاز شل، بالاضافة الى أن عددا كبيرا من السفراء بلغ سن التقاعد".

وذكر أن "لدينا أيضا شواغر في عدد المستشارين، ونحن في صدد ملء الفراع في موظفي الفئة الثالثة، التي ستشهد هذه الفئة شواغر بنحو 60 ديبلوماسيا".

وأشار منصور الى أن"بعد التشكيلات وملء الشواغر سنطلب من مجلس الخدمة المدنية إجراء مباراة"، جازما أن "التوازن الطائفي يؤخذ بعين الإعتبار و لا نمس به مطلقا.

وتابع: "ليس هنا إعتراضات على التشكيلات من سياسيين"، مشيرا الى أن "95 في المئة منها بات منجزا".

وأشار أيضا الى "ليس هناك مركز مخصص لطائفة باستثناء دول لديها خصوصيتها في بعض السفارات. كما أن تسمية الأمين العام للوزارة كانت مفترضة في الجلسة السابقة لمجلس الوزراء إلى أرجئت إلى وقت لاحق وفي سلة متكاملة".