رئيس الوزراء الجديد في مالي يشكل حكومة مصغرة من التكنوقراط والعسكر

Read this story in English W460

شكل رئيس الوزراء الانتقالي الجديد في مالي شيخ ماديبو ديارا الاربعاء حكومة مصغرة مؤلفة بغالبيتها من التكنوقراط والعسكر وستواجه مهمة صعبة في السعي الى اعادة السلم في شمال البلاد الذي تحتله مجموعات مسلحة.

وهذه الحكومة التي شكلها بمرسوم الرئيس ديونكوندا تراوري وديارا تضم اربعا وعشرين وزيرا بينهم ثلاثة عسكريين مقربين من الفريق العسكري الذي اطاح الرئيس امادو توماني توري في 22 اذار الماضي، اضافة الى ثلاث نساء تتحدر احداهن من الشمال. اما الباقون فهم من التكنوقراط غير المعروفين عموما في الاوساط السياسية المالية.

ويتميز ساديو الامين سو وزير الدولة الوحيد المكلف الشؤون الخارجية والتعاون الدولي بانه مقرب من رئيس بوركينا بليز كومباوري الذي يعتبر حتى الان احد مستشاريه الخاصين. وكان يقيم في واغادوغو منذ سنوات عديدة.

ويلعب الرئيس كومباوري دورا هاما في افريقيا الغربية وخاصة كوسيط في الازمة المالية وفي المفاوضات للافراج عن رهائن غربيين خطفوا على يد مجموعات اسلامية مسلحة بينها تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي الذي يحتجز تسعة رهائن بينهم ستة فرنسيين.

وقد سلم العسكريون الثلاث المقربون من الفريق الانقلابي السابق حقائب الدفاع والداخلية والدفاع المدني. وهم الكولونيل ياموسا كامارا والكولونيل موسى سينكو كوليبالي والجنرال تيفينغ كوناتي.

وعينت في وزارة الاقتصاد والمالية والموازنة تيينا كوليبالي وعلى رأس حقيبة الوظيفة العامة والادارة والاصلاحات الادارية والسياسية مامادو ناموري تراوري المكلف ايضا العلاقات مع المؤسسات.

وكان شيخ موديبو ديارا عالم الفيزياء الفلكية المعروف عالميا والبالغ من العمر 60 عاما عين رئيسا للوزراء لمرحلة انتقالية في 17 نيسان بعد خمسة ايام من تنصيب ديونكوندا تراوري رئيس الجمعية الوطنية سابقا رئيسا انتقاليا للدولة.

وجاء تعيينهم اثر اتفاق بين المجموعة الاقتصادية لدول غرب افريقيا والفريق العسكري الانقلابي بقيادة الكابتن امادو هايا سانوغو الذي اطاح بالرئيس تراوري الذي لجأ الى دكار.

ويقضي الاتفاق باقامة نظام انتقالي حتى تنظيم انتخابات في موعد لم يحدد بعد. وقد الغى الانقلاب كامر واقع انتخابات رئاسية كانت مقررة في 29 نيسان لم يكن تراوري مرشحا اليها بعد بقائه في الحكم عشر سنوات.

وستكون اولوية حكومة ديارا السعي الى حل الازمة في شمال مالي حيث استغل متمردون من الطوارق وحركات اسلامية ومجموعات اجرامية مختلفة الانقلاب العسكري لشن هجوم صاعق واحتلال هذه المنطقة القاحلة الشاسعة منذ ذلك الحين.

وتغلبت حركة انصار الدين الاسلامية المدعومة من تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي على المتمردين الطوارق في حركة التحرير الوطنية لازاواد التي اعلنت من جانب واحد استقلال هذه المنطقة الامر الذي ادين بالاجماع.

واعلن ديارا استعداده للتفاوض مع هذه المجموعات المسلحة لكنه استبعد اي نقاش تحت تهديد السلاح.

وجاء تشكيل حكومته بعد حملة اعتقالات الاسبوع المالي من قبل الفريق العسكري الحاكم السابق لمقربين من النظام السابق او يحسبون عليه بينهم شخصيات سياسية بارزة امثال رئيس الوزراء السابق موديبو سيديبي والوزير السابق سومايلا سيسي.

وقد افرج عن معظمهم لكن كان لا يزال اثنان من انصار الرئيس ديونكوندا تراوري محتجزين مساء الثلاثاء بحسب مصادر متطابقة.

والثلاثاء دان الاتحاد الافريقي "بشدة كل محاولات التخويف والتنكيل" وطلب من الفريق العسكري "الامتناع عن اي تدخل في الحياة السياسية للبلاد".

التعليقات 0