قضية شي غوانغشينغ في اسوأ توقيت بالنسبة الى واشنطن وبكين

Read this story in English W460

يترتب على بكين وواشنطن العمل معا على تسوية وضع شين غوانغشينغ احد اشهر المنشقين الصينيين الذي لجأ الى السفارة الاميركية مسددا صفعة شديدة الى النظام الشيوعي قبل ايام من لقاء صيني اميركي هام.

ولزمت كل من بكين وواشنطن الصمت اذ لم تعلق اي من العاصمتين على هذا الملف الصيني الجديد. وقال محللون ان على البلدين "تسوية المشكلة" معا باقل قدر من الاضرار.

لكن قد لا يتم التوصل الى حل مقبول من قبل الجميع -- بكين وواشنطن وشين غوانغشينغ -- خلال ايام.

وقال جان بيار كابيستان من "هونغ كونغ باتيست يونيفرسيتي"، "لم يكن من الممكن ان يكون التوقيت اسوأ" معلقا على صمت الصين والولايات المتحدة بشأن القضية التي نشبت في نهاية الاسبوع الماضي بعد اعلان نبأ فرار شين الذي كان في الاقامة الجبرية.

وصرح لفرانس برس "للبلدين مصلحة في التقليل من اهمية هذه القضية وفصلها عن باقي القضايا. ولهذا السبب لم يؤكدا شيئا".

وراى ميشال بونين المتخصص في الشؤون الصينية ومقره في بكين ان "الولايات المتحدة ستحاول تسوية الامور بعيدا عن الاضواء وباكبر توافق ممكن مع الصين".

وقال "تريد (واشنطن) الاعلان عن الامور فقط عند ايجاد حل".

واكد المنشق هو جيا الاثنين ان صديقه شين غوانغشينغ موجود في السفارة الاميركية في بكين.

وقد يكون لا يزال موجودا فيها عند مشاركة وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون ووزير الخزانة تيموثي غايتنر الخميس والجمعة في الحوار الاستراتيجي والاقتصادي في بكين الذي يشمل كل مجالات التعاون بما في ذلك حقوق الانسان.

وقال كابيستان ان الصينيين "مستاؤون لكن ما عساهم يفعلون؟ لن يذهبوا لاسترداده". اما بالنسبة الى الاميركيين "فالامر محرج" و"يحاولون كسب الوقت" حتى موعد اجراء الحوار الاستراتيجي.

واضاف "مهما كان الوضع يجب ايجاد حل" وهناك ثلاثة سيناريوات لذلك: على الصينيين والاميركيين اقناع شين بان ينتقل الى المنفى في الولايات المتحدة و"يمكنه مغادرة الصين خلال اسبوع او اثنين".

لكن هذا الحل الذي سيكون الافضل لبكين وواشنطن غير واقعي. واكد هو جيا الاثنين ان شين غوانغشينغ "لا يسعى الى الحصول على اللجوء السياسي".

وقال بونين ان المنفى "سيضر بمهمته" كناشط لان "المنشقين في الخارج لا يمكنهم اعطاء دفع لقضيتهم".

والسيناريو الثاني يقضي بسماح الولايات المتحدة بمغادرة شين بعد الحصول على ضمانات صينية باحترام حقوقه.

وقال كابيستان ان "هذا الامر مستبعد" الا اذا قدمت الصين ضمانات ولم تحترمها لاحقا.

واضاف انه يمكن لشين ان "يبقى لفترة طويلة" في مقر السفارة، على غرار عالم الفيزياء الفلكية فانغ ليزي الذي بقي لاكثر من عام في السفارة الاميركية بعد "ربيع بكين" في 1989. واوضح انه يمكنه البقاء حتى موعد "مؤتمر" الحزب الشيوعي في تشرين الاول.

وقال بونين "لكن من غير الوارد ان تسلمه الولايات المتحدة للسلطات الصينية". واضاف "الجميع يعلم انه ضحية".

ولكن ببقائه في السفارة لن يتمكن شين من الادلاء ب"تصريحات مدوية".

واشار بونين ايضا الى احتمال ثالث هو تنديد السلطات المركزية في بكين بسلطات شاندونغ المحلية (شرق) التي ضايقت وعنفت شين وافراد اسرته ل19 شهرا.

وقال كابيستان ان "فرار المحامي الكفيف ونشره على الانترنت قصة الاضطهاد التي تعرض لها يعيدان الى الواجهة مسألة حقوق الانسان التي همشت من قبل الاميركيين والصينيين".

ويقول فليم كلاين من منظمة هيومن رايتس ووتش ان الدرس الذي يجب استخلاصه من فرار شين هو انه "حتى انتهاكات حقوق الانسان الاكثر محلية قادرة على (...) الحاق ضرر بالمحادثات الثنائية على اعلى مستوى".

ولبكين مصلحة في تسوية سريعة لهذا الملف.

وقال كابيستان "من مصلحة الصين الا تطول هذه القضية" مشيرا الى تولي نائب الرئيس شي جينبينغ منصب الرئاسة خلفا لهو جينتاو.

التعليقات 0