السفير نواف فارس..صقر من صقور النظام السوري يثير انشقاقه شكوك المعارضين

يعتبر السفير السوري في العراق نواف الشيخ فارس، الذي اعلن انشقاقه الاربعاء، من "صقور" النظام السوري، وقد اثارت رغبته بالانضمام الى "صفوف الثورة" شكوك الناشطين المعارضين الذين يلمحون الى سعي غربي لاختيار شخصيات تشكل فريقا انتقاليا مقبولا من النظام.
واعلنت دمشق الخميس اقالة اول سفير سوري في الخدمة يعلن انشقاقه منذ بدء الاضطرابات في سوريا قبل 16 شهرا. ويأتي انشقاقه بعد ايام من اعلان العميد مناف طلاس، قائد لواء في الحرس الجمهوري ونجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، انشقاقه وخروجه من سوريا.
ونواف الشيخ فارس الجراح، وهو اسمه الكامل، من المقربين من الاجهزة الامنية التي بدأ حياته المهنية فيها، قبل ان يعين محافظا ثم اول سفير لبغداد بعد اعادة العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق في 2008.
وولد الفارس في بلدة البوكمال في محافظة دير الزور في اقصى الشرق السوري على الحدود العراقية، وهو ينتمي الى عشيرة الدميم التي تشكل جزءا من قبيلة العقيدات السنية الكبيرة الموجودة في شرق البلاد، لا سيما في دير الزور، وكذلك في العراق والاردن وفي شمال المملكة العربية السعودية.
وحصل نواف الفارس على اجازة في الحقوق قبل ان يدخل كلية الشرطة ويتخرج منها ضابطا.
عين رئيسا لفرع الامن السياسي في محافظة اللاذقية (غرب) بين 1990 و1994، ثم امين فرع حزب البعث في محافظة دير الزور بين 1994 و1998، ثم محافظا للاذقية (غرب) بين 1998 و2000، ومحافظا لادلب (شمال غرب) بين 2000 و2002، ومحافظا للقنيطرة (جنوب غرب) بين 2002 و2008.
في 16 ايلول 2008، اختاره الرئيس بشار الاسد سفيرا في بغداد، ما يدل على الثقة التي كان يتمتع بها لدى النظام.
وكانت هذه المهمة تتسم بالتعقيد نظرا لانها اتت بعد ثلاثين سنة من قطع العلاقات الدبلوماسية بين سوريا والعراق بسبب دعم دمشق لطهران في الحرب الايرانية العراقية في ايام الرئيس العراقي الراحل صدام حسين.
والاربعاء، اعلن نواف الفارس انشقاقه وانضمامه الى "ثورة الشعب"، الانتفاضة الشعبية التي بدأت قبل 16 شهرا.
وقال السفير المنشق في شريط فيديو "اعلن استقالتي من مهمتي كسفير للجمهورية العربية السورية لدى العراق الشقيق. كما اعلن انسحابي من صفوف حزب البعث العربي الاشتراكي"، و"انضمامي منذ هذه اللحظة الى صفوف ثورة الشعب في سوريا".
واضاف "ادعو كل شرفاء حزب البعث الى ان يحذوا حذوي لان النظام حوله (الحزب) الى اداة لقمع الشعب وتطلعاته نحو الحرية والكرامة وغطاء لكل رذائله وموبقاته".
والخميس رأى البيت الابيض في هذا الانشقاق "مؤشرا اضافيا على يأس" نظام الاسد.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني ان هذا الانشقاق يثبت ان "محيط الاسد بدأ يراجع فرصه في البقاء في السلطة".
الا ان هذا الانقلاب لا يقنع الناشطين المعارضين على الارض في سوريا.
ويسأل شخص يقدم نفسه باسم خضر محمد على موقع "يوتيوب" على الانترنت معلقا على اعلان الانشقاق "اين كنت منذ سنة ونصف السنة؟ ام ان المبلغ لم يكن كافيا؟".
ويقول الناشط الاعلامي ابو غازي من مدينة حماة في وسط سوريا لوكالة فرانس برس "الناس يشككون بالدوافع التي حملته على الانشقاق. لعل المجتمع الدولي والنظام اللذين يشعران ببوادر تغيير في الموقف الروسي، يسعيان الى جمع شخصيات تشكل حكومة توافقية. وربما يندرج الانشقاق في هذا الاطار".
ويضيف "نريد ان نعيش في ديموقراطية حقيقية وفي دولة قانون. وهذه لا يمكن بناؤها مع اشخاص ايديهم ملوثة بالدماء وكانوا لفترة ططويلة شركاء للنظام".
ويلتقي مدير المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن مع هذا الراي، ويقول لفرانس برس "اعرف ان هذا الرجل مجرم".
ويضيف "القصة تشبه قصة مناف طلاس. اذا كان السفير انشق، فلانه يسعى الى السلطة. بينما تسعى اجهزة الاستخبارات الغربية الى اختيار شخصيات يمكن استخدامها في المرحلة الانتقالية".
وعلى موقع "فيسبوك" للتواصل الاجتماعي على الانترنت، نشر شخص قال انه من قرية نواف الفارس على اكثر من صفحة للتنسيقيات السورية معلومات مفادها ان نجل نواف الفارس، برجس، "يأتي الى السعودية ويشتري سيارات فارهة يسجلها بلوحات سورية ويبيعها بثمن غال"، و"تغض الجمارك السورية النظر عنه" بسبب موقع ابيه.
ويعلق احد متصفحي الموقع "بكرا يسووه شريف وحر وكان حامي البلد".
في المقابل، في منتدى قبيلة العقيدات على الانترنت، تؤكد نبذة عن نواف الفارس انه "رمز وقدوة" و"رفع اسم قبيلة العقيدات عاليا".
ويشيد الموقع "بتواضعه وحبه للناس".
والخميس، نشرت وكالة سانا بيانا صادرا عن الشيخ كمال الفارس الجراح، شيخ عشيرة الدميم من قبيلة العقيدات من مدينة البوكمال، جاء فيه "سمعنا عبر الاذاعات المغرضة الليلة الماضية انشقاق السفير نواف الفارس عن الوطن الام سوريا الحبيبة"، مؤكدا ان العشيرة تعتبر ان "التصرف الذي قام به السفير نواف الفارس هو تصرف شخصي"، مؤكدا ان "عشائر الدميم تؤمن بحل القضية السورية بحلول داخلية وعلى طاولة المفاوضات والحوار".