محللون: الجيش السوري الحر يوسع رقعة المواجهات مع النظام لتشتيت قواه

Read this story in English W460

يرى محللون ان استراتيجية الجيش السوري الحر تكمن حاليا في توسيع جبهة القتال عبر مهاجمة مراكز حدودية في الشمال والشرق وعبر نقل العمليات العسكرية الى دمشق وحلب اللتين تشكلان رمزا لهيبة النظام، في محاولة لتشتيت قوات هذا النظام واضعافه.

ودفع الانفجار الذي استهدف وسط العاصمة السورية الاسبوع الماضي واودى بحياة اربعة امنيين من اركان النظام، والمعارك التي اعلنها الجيش الحر في العاصمة، السلطات السورية الى اعادة نشر قواتها في العاصمة، ما ترك فراغا امنيا في مناطق اخرى تمكن المقاتلون المعارضون من الافادة منه.

ويقول الخبير العسكري البريطاني ومدير مؤسسة "آر31 للاستشارات" بول سميث لوكالة فرانس برس "ما من شك في انه كان على الحكومة تامين العاصمة".

ويرى ان "النظام اصبح من دون ادنى شك اكثر هشاشة، وهامش تحركه اصبح اضعف"، جازما بان "الوضع الآن يصب في صالح المتمردين".

ويضيف "لقد ارتفع مستوى العنف خلال الشهرين الاخيرين، واتسعت رقعته جغرافيا، وكذلك نوعية الاسلحة التي باتت الآن بحوزة المتمردين".

ويبدي المحلل في "معهد دراسات الحرب" الاميركي جوزف هاليداي رايا مشابها، مشيرا الى ان اعادة الانتشار التي نفذتها القوات النظامية في دمشق جعلت النظام ضعيفا في مختلف انحاء البلاد.

ويوضح "هذا التقليص مكن المتمردين من الاستيلاء على المعابر الحدودية" التي اعلنوا السيطرة عليها على الحدود التركية والعراقية.

ويبدي اعتقاده بان "النظام سيواصل الانكماش نحو الداخل في اتجاه دمشق، في حين سيوسع المتمردون سيطرتهم على الاطراف".

ويشكك رياض قهوجي، مدير "معهد الشرق الادنى والخليج للتحليلات العسكرية" (اينغما)، في قدرة النظام على حشد قواته، معتبرا ان "الوحدات ليست موالية كلها للنظام، وتلك الموالية صارت منهكة".

وفي وقت وضع النظام كل ثقله لتأكيد سيطرته على العاصمة وحمايتها، انسحب المقاتلون المعارضون من دمشق وحشدوا "قوتهم الكاملة باتجاه حلب"، ثاني اكبر المدن السورية، بحسب ما يقول قهوجي.

ويوضح ان "السيطرة على حلب بعد السيطرة على الحدود مع تركيا امر منطقي، لان المنطقة كلها مترابطة وقريبة من خطوط الامداد وكذلك من مقرات القيادة التابعة للمتمردين على الحدود".

ويضيف قهوجي "اعتقد ان الهدف من تحرك المتمردين الآن وضع فكرة المنطقة الآمنة موضع التطبيق، من خلال السيطرة على حلب وادلب" (شمال غرب)، الامر الذي يساعدهم على "مد سيطرتهم الى المناطق الكردية التي بدأ ابناؤها بالتحرك اخيرا".

في المقابل، يفضل الخبير العسكري في مركز الدراسات الاستراتيحية والدولية في واشنطن انطوني كوردسمان عدم اضفاء بعد استراتيجي وطني شامل على "تكتيكات آنية ومحلية تعتمدها خلايا متمردة متفرقة".

ويقول "لا نعرف صراحة ما اذا كانت السيطرة على حلب استراتيجية يتبعها احد اكبر فصائل المتمردين (الجيش الحر)، ام مجرد رد فعل على النجاح في دمشق، او اذا كانت حلب ببساطة تشكل هدفا بديهيا لم يهاجمه المتمردون من قبل لانهم كانوا اكثر ضعفا او غير مجهزين بشكل مناسب".

في هذا الاطار، يحذر سميث ايضا من ان النظام سيكون شرسا على الارجح في القتال لمنع المقاتلين المعارضين من السيطرة على حلب او اي مدينة كبرى مشابهة.

ويضيف ان النظام "يجب ان يمنع المتمردين من ان تكون لهم بنغازي"، في اشارة الى تحول بنغازي الى معقل للثوار الليبيين ضد الزعيم الليبي معمر القذافي.

ويرى انه من المبكر الحديث عن فكرة اقامة منطقة آمنة بمحاذاة الحدود، واصفا سيطرة المقاتلين المعارضين على معابر حدودية بانها رمزية الى حد كبير.

ويجمع الخبراء على ان المقاتلين المعارضين يزدادون عددا ويتطورون لناحية التسليح، في حين ان الجيش السوري النظامي "يتآكل" بسبب الانشقاقات، ومع اضطراره لخوض معارك جديدة.

ويرى كوردسمان ان الاستراتيجيات المحلية للجيش السوري الحر يمكن ان تعمل لصالحه، وتجعل من الصعب على الحكومة السورية وضع خطة شاملة للانتصار عليه.

ويضيف "هناك هجمات متطورة جدا، واخرى فاشلة، او تنطوي على اخطاء"، مشيرا الى ان "كل فصيل (معارض) يمكن ان يتطلع الى اهداف (مختلفة)، فاذا حقق هذا الهدف نجاحا سياسيا او عسكريا، يمكن لمجموعات اخرى ان تتبعه".

ويرى ان تحقيق المقاتلين المعارضين انتصارا نهائيا سيكون ممكنا من خلال شن سلسلة هجمات مماثلة متفرقة، وتحديدا حيث يمكنهم ان يجروا القوات النظامية الى رد فعل عنيف ضد المدنيين.

ويوضح كوردسمان "اذا استمر النظام في فقدان شعبيته، واذا بدا انه يفقد الثقة بقواته المسلحة، لن يكون المتمردون بحاجة الى الحاق هزيمة حاسمة بالقوات الحكومية".

ويضيف "ببساطة، عليهم حينها ان يخلقوا وضعا تشعر فيه القيادة انه من غير الممكن الدفاع عن بقائها (في السلطة)".

التعليقات 0