قباني حمل الجميع مسؤولية التردي في لبنان: أي محاولة للدفع بالخلاف السياسي الى الشارع هو فتنة

رأى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني أن "التردي الذي نتخبط به في لبنان" هو من مسؤولية الجميع بدءا من المواطن وصولا الى كل الأفرقاء السياسيين، معتبرا ان كل محاولة للدفع بالخلاف السياسي الى الشارع تحت أي عنوان هي مشروع فتنة في البلاد، لافتا في الوقت عينه الى اننا لسنا بحاجة الى قانون انتخابي يلغي الآخر بل يمثله.

وقال قباني اليوم الأحد في خطبة عيد الفطر في مسجد محمد الأمين في وسط بيروت: "إن التردي الذي نتخبط فيه كل يوم في وطننا لبنان، ليس مسؤوليةَ رئيس حالي أَو رئيس سابق، وليس مسؤوليةَ حكومة حالية أو حكومة مضت، إنّ هذا التردي هوَ مسئولية كل واحد منكم، هو مسئولية كل لبناني ارتضى ويرتضي الظلم في وطنه، هو مسئولية كل مواطن لم يطالِب بحقوقه ولم يقم بواجباته".

وألقى قباني في عظته مسؤولية التردي الحاصل أيضا على "كل مواطن كاره لغير طائفته أو لمن يغايره في تطـلّعه السياسي"، مشيرا الى أن "التّردي اليوم هو مسئوليةُ كل سياسي يحرض الناس ضد بعضهم، وكل زعيم يدفَع الناس لنبش القبر الذي سيرقد فيه الوطن."

وشدد قباني على أن "توريط الشارعِ اللبناني اليوم بالتقاتل في الشارع، على خلفية صراعات المنطقة من حولنا حرام وممنوع"، مؤكدا أن "مسئولية الساسة ومن جميعِ الفرقاء هي كمسئولية الجيش تماما، في منع أي محاولة للدفع بالخلاف السِياسي إلى الشارع، لأَن كل محاولة من هذا النَوع تحت أَي عنوان، ومِن أي جهَة أتت هي مشروع فتنة ومقتلَة في البلاد."

وتوجه قباني في كلمته الى اللبنانيين بالقول : "في كل مرة تقطعونَ فيها طريقا، فإنكم تدمرونَ جسوراً للتواصل بين أَطيافِكُمُ المختلفةِ في هذا الوطن، وفي كلِّ مرة تحمِلونَ فيها السلاح تهويلا فإنكم تغتالونَ وطناً بأكمَلِه، هُوَ هذا الوَطَن لبنانُ وطَنُكم، اعمَلوا له تجدونَه لكم".

وأضاف: "ها نحن اليوم على عتبة عام جديد نتهيأُ فيه لدورة جديدة للانتخاباتِ النيابية، وإن الانتخاباتِ النيابية ، هي فرصة للتّطوير وتحسين التمثيل لكم في المجلس النيابي، فلا تقبلوا بقانون سابق قد أوصلَنا إلى واقع نحن اليوم في ظلّه، ولترفضوا كل قانون يراد إسقاطه علينا اليوم من المجهول، فللسياسيينَ مصالحهم من هذا وذاك".

وجزم أن "خلاص لبنان، لا يكون إلاَّ في قانونٍ انتخابيٍ يتمثَّلُ اللبنانيونَ من خلالله تمثيلا حقيقيا وصحيحا، فلا يلغين أحد غيره في منطقة تمثيله، ولا يستأثرن أحد بحق تمثيل الفئة الذي ينتمي إليها دون غيره من أبناء تلك الفئة".

وأوضح أن "نحن لا حاجة لنا بقانون إنتخاب يلغي الآخر أو يسحقه ويختزله، او يبسط نفوذه عليه، بل نريد قانون انتخاب يؤمن التمثيل الصحيح العلمي والعملي للجميع".

ودعا قباني الى أن يكون جميع اللبنانيين تحت قبة المجلس النيابي، من أجل الإحتكتم الى المجلس لا الى الشارع"، مشددا على ضرورة أن يكون أن يكون مجلس النواب صدى حقيقيا للشعب اللبناني".