أطباء بلا حدود: اللاجئون السوريون يعيشون في لبنان بخوف وغموض
Read this story in English
أعلنت المنظمة الطبية الإنسانية الدولية "أطباء بلا حدود" أن اللاجئين السوريين في لبنان "يعيشون في ظروف من الاكتظاظ ويعانون الإجهاد النفسي" معلنة أنهم لا يستفيدون من الرعاية الطبية.
وقالت المنظمة في تقرير أصدرته الجمعة من جنيف "إن لبنان استقبل عشرات الآلاف من اللاجئين الهاربين من النزاع المسلح الذي عصف بسوريا خلال الأشهر الماضية. وقد أصبح الكثير منهم يعيشون في ظروف من الاكتظاظ ويعانون الإجهاد النفسي، ويخشون على سلامتهم، ولا يستطيعون الاستفادة من الرعاية الطبية".
يشار إلى أن المفوضية الاوروبية قررت اليوم الجمعة تقديم مساعدة انسانية اضافية بقيمة 50 مليون يورو لمساعدة المدنيين السوريين العالقين وسط الازمة التي تعصف ببلادهم ولبنان من هذه الدول.
وفسر تقرير المنظمة الذي حمل عنوان "الهرب من العنف في سوريا: اللاجئون السوريون في لبنان" ظروف العيش والحالة الصحية للاجئين وأهم القضايا التي يواجهونها.
وأوضح "أن معظم اللاجئين يستقرون في مناطق ذات مستويات اجتماعية واقتصادية متدنية داخل لبنان، مما يلقي بثقل إضافي على الموارد التي كانت في الأصل محدودة جد".
وعليه بدأت بحسب المنظمة "تظهر فجوات في قدرة اللاجئين على الاستفادة من الرعاية الطبية، ولا سيما في ما يتعلق بالرعاية على مستوى المستشفيات والعلاج من الأمراض المزمنة".
وكشف التقرير أنه "من بين الخمسة آلاف لاجئ الذين قابلتهم منظمة أطباء بلا حدود، ثلاثة أرباعهم هربوا من سوريا نتيجة مباشرة للنزاع المسلح، فيما فقد 40 في المئة منهم بعض أفراد عائلاتهم جراء أعمال العنف".
وأضاف "الغالبية منهم تقول إنهم لم يجدوا الأمن الذي يبحثون عنه، فلبنان يعاني بنفسه انعدام الاستقرار نتيجة للأزمة السورية، وهو ما تثبته التوترات العنيفة الأخيرة التي شهدتها ثاني أكبر مدينة في البلاد، طرابلس".
وقال رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" فابيو فورجيوني "إنها محنة صعبة للاجئين. فبمجرد وصولهم، يكافح هؤلاء لتجاوز عواقب العنف المباشر ومن خسروهم من أفراد عائلاتهم. وبما أنهم غير قادرين على العودة إلى ديارهم، عليهم أن يواجهوا الواقع هنا. هناك بعض الأمراض التي بدأت تنتشر مجددا".
وتابع مؤكدا أن "الأمل بدأ يتلاشى بينهم، وظروف العيش في تدهور مستمر مع تواصل تدفق المزيد من السوريين إلى لبنان".
وأوضح رئيس بعثة منظمة "أطباء بلا حدود" أن "هناك مشاكل مستعصية للاكتظاظ في وادي خالد في شمال لبنان، وفي عرسال في وادي البقاع. أما في طرابلس، فأسعار الإيجار تفوق بكثير ما يستطيع اللاجئون دفعه".
ويستقبل لبنان الاف اللاجئين السوريين الهاربين من الاحداث الدامية في سوريا وتقدرهم الأمم المتحدة بنحو 40 ألفا.