إغتيال اللواء الحسن يرجىء عملية إطلاق اللبنانيين المخطوفين في سوريا "ظرفياً"
Read this story in English
علّق اغتيال رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن مبادرة إطلاق المخطوفين اللبنانيين في سوريا قبيل عيد الأضحى "ظرفياً"، وذلك عقب اتفاق نهائي توصّلت اليه أطراف عدة لإقفال ملف المخطوفين الشائك، بحسب ما أفادت معلومات صحافية.
وأشارت صحيفة "الجمهورية" في عددها الصادر اليوم الثلاثاء، الى أن "اغتيال الحسن أعاق عمليّة الإطلاق وعلّق المبادرة ظرفياً ريثما تنجلي الأمور".
وأضافت أن " إصرار المعارضة على أنّ الشهيد دفع حياته ثمناً لمواجهته نظام بشار الأسد، أغضب الخاطفين، وبالتالي حُصرت الأضرار بتعليق المبادرة ظرفيا وإرجاء تنفيذها بعد إنتاج ظروف ملائمة".
وفي السياق نفسه، أعلن (رئيس جمعية "إقرأ") الشيخ بلال دقماق رسمياً " تعليق عملية إطلاق المخطوفين من دون الخوض في التفاصيل، وقال إن "تعقيدات كثيرة عكسها اغتيال الحسن على الثورة السورية، ما جمّد المبادرة حكماً إلى أجل غير مسمى".
وكان رئيس فرع المعلومات اللواء وسام الحسن قد اغتيل يوم الجمعة الفائت أثناء عودته من اجتماع في الأشرفية فهز انفجار كبير شارع ابراهيم المنذر أدى إلى مقتل ثلاثة وجرح أكثر من مئة.
وكان للحسن الدور الأكبر في كشف شبكات التجسس الإسرائيلية ومخطط الوزير السابق ميشال سماحة بنقل المتفجرات من سوريا تمهيدا لاستعمالها في لبنان بالتنسيق مع رئيس مكتب الأمن القومي في سوريا اللواء علي المملوك واللواء "عدنان" (الذي لم تذكر عائلته).
ويحقق القضاء حاليا باحتمال علم مستشارة الرئيس السوري بثينة شعبان بالأمر.
وعقب اغتيال الحسن، مواقف متعددة قد برزت، أهمها توجيه فريق 14 آذار أصابع الإتخام الى النظام السوري معتبراً أن "نظام الأسد هو من قتل الحسن لقبض هذا الأخير على مخطط سماحة- المملوك".
ونقلت صحيفة "الجمهورية" عن مصادر مطلعة أن "المخطوفين بخير ولا خوف على حياتهم مطلقاً بل إنّ معنوياتهم مرتفعة، وكادوا يخرجون إلى الحرية لولا موجة غضب شديدة انتابَت الخاطفين في اللحظات الاخيرة بعد تبلغهم خبر اغتيال الحسن".
وأردفت المصادر أن "الامور كادت أن تفلت، لكن (عضو كتلة "المستقبل) النائب عقاب صقر دخل على الخط وأبلغ إلى المعارضة السورية عموماً والجهة الخاطفة تحديداً أن سقوط شعرة واحدة من رؤوس المخطوفين تمسّ المتضامنين مع الثورة بالصميم وتنال من كل من يدعم الثورة السورية في لبنان".
ولفت الوسيط الأساسي "أبو محمد" في اتصال هاتفي لـ"الجمهورية" نشر اليوم الثلاثاء، الى أن "ما أصاب الثورة السورية باغتيال الحسن ليس قليلا، ولذلك علينا تفهُّم الخاطفين تعليق المبادرة".
وأكد أن " أن تنفيذ بنود الاتفاق على عملية الإطلاق بدأ منذ الاسبوع الماضي، حيث بدأت شحنات المساعدات تتدفق على أرجاء حلب بعدما تعهد (رئيس الحكومة السابق) سعد الحريري تقديم مساعدات غذائية بقيمة 300000 دولار شهريا ولمدة 6 أشهر، مقابل إقفال ملف المخطوفين".
ويضيف "أبو محمد" "لم أتعرّف الى الشهيد وسام الحسن على رغم كثرة الوسطاء والاتصالات بيننا، ولكنه كان خير سند للثورة السورية واغتياله يمثّل ضربة قاسية جدا. ولذلك، نحن نحتاج لإنضاج الظروف مجددا من أجل إقفال قضية المخطوفين".
في المقابل، أشارت معلومات أخرى الى أن "المخطوفين وزّعوا في مناطق ريف حلب، وذلك لضمان سلامتهم خصوصاً مع اشتداد قصف النظام. وتضمّ كل مجموعة ثلاثة أشخاص على الاكثر، وكانت خطة إطلاقهم تقضي بتجمّعهم أولاً قبل تسليمهم إلى الجانب التركي عند معبر باب السلامة وبمواكبة لجنة المساعي الحميدة.
وقد أبدى الجانب التركي كل التسهيلات اللازمة لعبورهم نحو حدود تركيا بسلام، على أنّ اغتيال الحسن أوقف كل هذه الخطة في حين زادت الإجراءات الأمنية المتّبعة لضمان سلامتهم، ما يوحي حكماً بأنّ عملية إطلاقهم لن تحصل في القريب العاجل".
يُشار الى انه تم الافراج عن إثنين من المخطوفين الـ11 في سوريا وهما حسين علي عمر، اواخر آب، وعوض ابراهيم منذ أيام، وذلك بعد مرور أكثر من خمسة أشهر (اي في 22 ايار الفائت) على خطفهما مع عشرة آخرين في سوريا اثر عودتهم من رحلة حج الى ايران.
والى جانب هؤلاء مخطوفين، اشخاص آخرين، بينهم حسان المقداد، الذي تحركت عشيرته وقامت بخطف تركي وعدد من السوريين، رابطة الافراج عنهم باطلاق سراح ولدها، الا ان الجيش نفذ مداهمات عدة تمكن خلالها من الافراج عن هؤلاء المخطوفين والقاء القبض على عدد من آل المقداد.


