الكرملين يتفادى اعلان تأييد أي من المرشحين الى البيت الابيض
Read this story in English
يحرص الكرملين على عدم اعلان تأييده لاي من المرشحين للانتخابات الرئاسية الاميركية، لكن روسيا ستستفيد من النتيجة سواء كان الفائز باراك اوباما او ميت رومني، برأي خبراء.
ومنذ وصوله الى البيت الابيض نهاية العام 2008، ساهم الديموقراطي اوباما في "اعادة اطلاق" العلاقات الروسية - الاميركية التي كانت لا تزال تعاني حتى ذلك الحين من تبعات الحرب الباردة، بحسب المحلل المستقل فيودور لوكيانوف.
وبالتالي فإن اعادة انتخاب اوباما ستشجع على مواصلة التعاون الدبلوماسي، الاقتصادي والعسكري بين موسكو وواشنطن. ويقول لوكيانوف ان "اوباما يمكن تعليق آمال أكثر عليه، والحوار معه اسهل".
بدوره يرى الكسندر كونوفالوف رئيس معهد الدراسات الاستراتيجية ان "خطاب الديموقراطيين يتسم بلهجة سلمية اكبر. والسلطات الروسية تأمل بتراجع حدة الانتقادات الموجهة لها وأن تترك لتتصرف على هواها".
وفي الوقت عينه، فإن فوز الجمهوري ميت رومني المعروف بتصريحاته المعادية للروس قد يندرج ضمن الخط السياسي لموسكو، حتى انه اكثر ملاءمة لها ربما.
ويقول لوكيانوف "بالنسبة للسياسة الداخلية، من الجيد ان يكون ثمة رجل يقول ان روسيا هي العدو الاول" للولايات المتحدة، لان هذا الوضع يمنح الكرملين "ذريعة صالحة للبروغاندا" المعادية للولايات المتحدة.
من جانبه يؤكد كونوفالوف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين معتاد على الخطابات النارية تجاه الغرب ورغبة الكرملين في "الاستفادة من التهديد الغربي لشد قبضته في الداخل امر ظاهر".
الا ان انتخاب رومني رئيسا للولايات المتحدة قد يحمل ايضا فرصة لروسيا لا يمكن التغاضي عنها بحسب لوكيانوف الذي يقول انه "في حال فاز (رومني)، لن يكون لروسيا مشاكل في علاقاتها مع الولايات المتحدة، ستكون ببساطة مجمدة".
ووعد ميت رومني بعدم النظر الى روسيا من خلال "نظارات وردية"، وذلك خلال المناظرة مع باراك اوباما، مضيفا انه سيظهر مزيدا من الحزم حيال موسكو اذا ما تم انتخابه.
وغالبا ما يتهم باراك اوباما في بلاده بانه شديد "المرونة" مع روسيا، خصوصا بعد تعهده -- خلال لقاء عام 2010 مع ديمتري مدفيديف الذي كان رئيسا حينها -- بابداء مزيد من المرونة في مواجهة مشروع الدرع المضادة للصواريخ التابعة للحلف الاطلسي في اوروبا.
لكن فترة الزيارات الودية الى الولايات المتحدة التي طبعت عهد مدفيديف بين 2008 و2012 انتهت مع عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين في ايار.
وجرى اللقاء الاول لبوتين، العميل السابق في الاستخبارات الروسية، مع اوباما في حزيران في اطار قمة مجموعة العشرين في المكسيك ولم يتم استكماله بلقاء غير رسمي بين الزعيمين. وحتى الساعة، لم يعلن بوتين اي زيارة الى الولايات المتحدة.
وردا على سؤال مؤخرا بشأن المرشح الذي يؤيده، اعتبر بوتين ان تولي رومني رئاسة الولايات المتحدة -- وهو الذي يصف روسيا بالعدو الجيوسياسي رقم واحد لواشنطن -- له حسنات وسيئات.
وقال الرئيس الروسي "كون رومني يعتبرنا العدو رقم واحد، انه امر سيء. لكن مجرد ان يقول ذلك علنا وصراحة، فهذا شيء جيد".
ويرى المحلل الكسي ماكاركين من مركز التكنولوجيات السياسية ان فوز ميت رومني الذي "يمكن ان يعتمد مقاربة اكثر سلبية" تجاه موسكو "سيعزز المواقف المعادية للولايات المتحدة في روسيا".
ويؤكد ماكاركين ان هذا الوضع سيسمح للكرملين "تشديد سياساته في البلاد ومواصلة التخلص من المنظمات غير الحكومية الدولية".
ويوضح ان "بوتين حذر" ولا يبدي اي تفضيل لاي من المرشحين لان "الامر ليس من الاولويات بالنسبة اليه"، مضيفا "الاهم بالنسبة اليه هي السياسة الداخلية".
واتهم فلاديمير بوتين الذي واجه في الاشهر الماضية موجة احتجاجات غير مسبوقة، وزارة الخارجية الاميركية بتمويل منظمي التظاهرات المعارضة في روسيا كما شدد المراقبة على المنظمات غير الحكومية التي تستفيد من تمويل خارجي من خلال ارغامها على تسجيل اسمائها على اساس انها "وكلاء لجهات خارجية".
كما انهت روسيا اعتبارا من الاول من تشرين الاول انشطة وكالة المعونة الاميركية (يو اس ايد) التي تتهمها موسكو بالتدخل في الحياة السياسية الروسية.