اعتصام في ساحة الشهداء للمطالبة بإقرار "الزواج المدني الاختياري"

اعتصم مواطنون نحو المدنية" عد ظهر اليوم، في ساحة الشهداء، تحت شعار "من أجل وطن مدني ديموقراطي يحترم حقوق الإنسان الفردية والمدنية"،مطالبين، "بإقرار قانون مدني يضمن حقوق المواطنين والمواطنات ويسمح بالزواج المدني في لبنان".

وأكد المعتصمون أن "هذا التجمع هو تجمع مواطنين من أجل الحرية، تمكنوا من كسر الجدار الحديدي بين المعسكرين السياسيين في لبنان".

وقال بهجت سلامة أحد الناشطين في المجتمع المدني في الاعتصام: "اليوم، توحد اللبنانيون الذين ينتمون إلى هذين الفريقين مع مستقلين، ويتجمعون للمرة الأولى منذ عام 2005 في ساحة الشهداء، وبهدف هو تجمع مواطنين نحو الحرية".

كما المعتصمون رجال الدين بـ"الاهتمام بالشؤون الدينية حصرا ورفع أيديهم عن شؤون الناس وخياراتهم الخاصة"، وقال: "حان الوقت لنفهم ونفعل ما فعلته فرنسا منذ 224 سنة، وتركيا منذ 92 سنة وتونس منذ 56 سنة".

ويثير موضوع الزواج المدني جدلا في لبنان في الفترة الاخيرة،

ففيما طالب نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان رؤساء الطوائف في لبنان" بتشكيل لجنة لبحث الزواج المدني ودرسه بشكل مفصل بما لا يخالف الشرع ويرضي الله وينفع الناس"، جزمت هيئة التبليغ الديني في المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى أن "الزواج المدني مرفوض في نظر المؤسسة الدينية الشيعية بخلفيتها الشرعية والوطنية لاعتبارات اخلاقية وفقهية وحقوقية ووطنية".

وسبق هذا الموقف، فتوى من مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني، أعلن فيها أن "كل من يؤيد الزواج المدني هو " مرتد خارج عن الإسلام".

ما دفع عدد كبير من المغردين الى الرد عليه عبر مواقع التواصل الاجتماعي تويتر وفايس بوك، والى إنشاء عدة من صفحات يدخلها الألاف منها "تزوجنا مدني... عقبالكن".

كما أظهر هذا الموضوع تباينا بين موقف رئيس الجمهورية ميشال سليمان الذي دعا عبر "تويتر" الى "التجاوب مع التطور ومتطلبات الشعب وايجاد القوانين المناسبة لموضوع الزواج المدني"، و رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي رأى أن " لا طائل من مناقشة هذا الموضوع".

اما رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، فأعلن موقفه المؤيد لزواج مدني اختياري في لبنان، وقد قوبل هذا الموقف بترحيب كبير من المواطنين.

ولا يمكن عقد زواج مدني في لبنان، لكن يتم الاعتراف بزواج مدني معقود في الخارج. وتنظم كل طائفة من الطوائف ال18 احوال افرادها الشخصية.

ويطالب المجتمع المدني منذ زمن باقرار قانون الزواج المدني الاختياري ليس لتسهيل الزواج بين اشخاص ينتمون الى اديان مختلفة فحسب، انما ايضا بين اشخاص قد يكونون من دين واحد لكن لا يؤمنون بالارتباط الديني.

لكن الجدل حول الموضوع عاد بعد اعلان نضال درويش وخلود سكرية، وهما مسلمان من مذهبين مختلفين، انهما عقدا زواجا مدنيا في لبنان استنادا الى نص مرسوم من عهد الانتداب الفرنسي ينص على ضمان حقوق الافراد ويشير الى الزواج المدني الفرنسي.