محللون: مبايعة النصرة لتنظيم القاعدة قد "يكلفها غاليا"

Read this story in English W460

يقول المحللون ان اقدام جبهة النصرة الناشطة في قتال نظام الرئيس السوري بشار الاسد، على مبايعة زعيم تنظيم القاعدة ايمن الظواهري، قد يسيء اليها وينسف بالتالي الدعم الذي تتمتع به في سوريا.

وقال بيتر هارلينغ المتخصص في الشؤون السورية في "انترناشونال كرايزيس غروب" "لقد حصدت دعما لا يستهان به اذ يمكنها ان تدعي تحقيق نتائج وخصوصا انها تجنبت عزل نفسها عن محيطها المباشر"، اي عن المدنيين.

واضاف ان "اعلان المبايعة للقاعدة سيرتد عليها لانها تنضم الى كيان غريب عن الثقافة السورية ويعتبر انه فشل في اماكن اخرى".

واوضح كولي بونزل من جامعة برينستون في الولايات المتحدة ان هذه المبايعة توضح ايضا ان النصرة "جزء من القاعدة". واضاف ان "جبهة النصرة ... لم تعد قادرة على اخفاء هذه الصلة".

وبمبايعتها أيمن الظواهري، تتيح النصرة لنظام بشار الاسد ان يؤكد بمزيد من القوة انه يقاتل "ارهابيين" يهدفون الى اقامة دولة اسلامية.

الا ان اعلان ابو محمد الجولاني لم يكن مفاجئا، فقد اضفى صفة رسمية على حالة كانت واشنطن تشتبه فيها منذ بضعة اشهر.

ولم تكن جبهة النصرة معروفة قبل بدء النزاع السوري منذ عامين، وظهرت في الاشهر الاولى للنزاع مع تبنيها تفجيرات استهدفت في غالبيتها مراكز عسكرية وامنية، ثم برزت كقوة قتالية اساسية. وادرجتها واشنطن على لائحة المنظمات الارهابية.

وقال ماتيو غيدير استاذ الحضارة الاسلامية والمتخصص في المجموعات الجهادية في جامعة تولوز-لو ميراي ان "القرار الاميركي هو الذي دفع بجبهة النصرة الى الارتماء في احضان القاعدة".

واضاف "هذا خطأ استراتيجي سيكلفهم غاليا".

وقلل بيتر هارلينغ من اهمية الصلات التي تجمع النصرة والقاعدة في العراق وراء الحدود العراقية السورية، لكنه ذكر بأن اعدادا كبيرة من المقاتلين الذين تدربوا على القتال في العراق اضطلعوا بدور اساسي في بروز جبهة النصرة.

وقد عرفت المجموعتان بعملياتهما الانتحارية والسيارات المفخخة. لكن المحللين يقولون ان النصرة تعلمت من اخطاء القاعدة في العراق، بتأكيدها على سبيل المثال انها لا تهاجم الا جنود ومسؤولي نظام بشار الاسد.

ودائما ما يلقى مدنيون مصرعهم في هذه الاعتداءات. لكن القاعدة في العراق لا تتردد في المقابل في ان تستهدف عمدا السكان وسرعان ما حصدت عداء الشعب العراقي.

التعليقات 0