خاطفو المطرانين في شمال سوريا "مسلحون من الشيشان"
Read this story in Englishافادت مصادر في كنيستي الروم الارثوذكس والسريان الارثوذكس في مدينة حلب بشمال سوريا ووزارة الاوقاف السورية اليوم الثلاثاء، ان المسؤولين عن خطف مطرانين امس قرب المدينة هم مسلحون اسلاميون "من الشيشان".
وكان مطران حلب للروم الارثوذكس بولس يازجي ومطران حلب للسريان الارثوذكس يوحنا ابراهيم، خطفا الاثنين على يد مسلحين مجهولين في طريق عودتهما من الحدود التركية.
وقال مصدر في كنيسة السريان الارثوذكس فضل عدم كشف هويته انه "بحسب المعلومات التي حصلنا عليها، اوقفت مجموعة من المسلحين الشيشان سيارة المطرانين وانزلتهما منها، كما قتل السائق"، من دون تقديم تفاصيل عن مكان الخطف او ظروف مقتل السائق.
من جهته، اشار مصدر في مطرانية الروم الارثوذكس الى ان المطران ابراهيم "توجه باتجاه معبر باب الهوى بعد ورود انباء عن وجود كاهنين مخطوفين في تلك المنطقة" تعرضا للخطف قبل شهرين، اضافة الى "استقبال المطران بولس يازجي القادم من انطاكية".
واشار الى انه اثناء عودة المطرانين من المعبر "وقبل الوصول الى المدخل الغربي لحلب بنحو 13 كلم عند بلدة كفر داعل (ريف حلب)، اعترضت مجموعة سيارتهم وخطف المطرانان، في حين انزل السائق وشخص آخر كان برفقتهم"، قبل ان تأخذ المجموعة "السيارة مع المطرانين".
واوضح ان السائق "لقي حتفه على الطريق برصاصة في الرأس وتم تسلم جثته، لكن لم تعرف ظروف مقتله، في حين نجا الشخص الآخر".
ونقل المصدر عن هذا الناجي قوله ان الخاطفين "كانوا يتحدثون اللغة العربية الفصحى وسمات وجوههم غير سورية، واخبروه انهم مجاهدين من الشيشان".
واشار المصدر الى ان "المطران يوحنا معروف بنشاطاته في التوسط لاطلاق سراح مخطوفين من طائفته والطوائف الأخرى"، وهي عمليات شهدت ازديادا مضطردا في مختلف المناطق السورية جراء تدهور الوضع الامني في مناطق واسعة من البلاد.
وكانت وكالة الانباء الرسمية السورية (سانا) اتهمت الاثنين "مجموعة ارهابية مسلحة" بخطف المطرانين في كفر داعل.
ويستخدم نظام الرئيس بشار الاسد عبارة "ارهابيين" للاشارة الى مقاتلي المعارضة الذين يواجهون القوات النظامية في النزاع المستمر منذ عامين.
واليوم، قالت وزارة الاوقاف السورية في بيان انه "ثبت ان الذين قاموا بخطف المطرانين والاعتداء على رموز من رجال الدين المسيحي هم من المرتزقة الشيشانيين الذين يعملون تحت عباءة جبهة النصرة التكفيرية" التي بايعت تنظيم القاعدة.
ويشكل المسيحيون، وغالبيتهم من الارثوذكس، نحو خمسة بالمئة من سكان سوريا البالغ عددهم نحو 23 مليون شخص، وبقوا في شكل عام في منأى عن الاحتجاجات المطالبة باسقاط النظام السوري التي اندلعت منتصف آذار 2011.