خبراء يشككون بارضية التفاهم بين واشنطن وموسكو بشأن سوريا

Read this story in English W460

تحت ضغط الحصيلة البشرية للنزاع في سوريا واحتمال استخدام اسلحة كيميائية فيه، اقتربت واشنطن من موسكو بشأن تسوية سياسية للحرب الدائرة في هذا البلد، لكن عددا من الخبراء يشككون في ذلك بسبب الخلافات بين البلدين.

فقد دعت الحكومة الاميركية روسيا حامية نظام الرئيس السوري بشار الاسد للسعي الى ايجاد حل للنزاع الذي دخل سنته الثالثة وخلف ما بين سبعين الف ومئة الف قتيل بحسب وزير الخارجية الاميركي جون كيري، ويهدد بالامتداد الى المنطقة برمتها.

والتقى وزير الخارجية الاميركي الثلاثاء في موسكو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره سيرغي لافروف.

واتفقت روسيا والولايات المتحدة على حث دمشق والمقاتلين المعارضين على الجلوس الى طاولة واحدة كما دعتا الى تنظيم مؤتمر دولي حول سوريا "في اسرع وقت".

وهذا الاجتماع الذي قد يعقد في اواخر ايار في جنيف، يعيد اطلاق ما يسمى بخطة "جنيف" التي اتفق عليها في 30 حزيران 2012 بين القوى العظمى وتنص على تنظيم انتقال سياسي في سوريا، بدون البت بشكل واضح بشأن دور الاسد.

فموسكو لا تزال ترفض التخلي عنه واكدت الجمعة شحنة اسلحة لدمشق.

اما الولايات المتحدة فابدت من جهتها تغييرا طفيفا في موقفها عندما المح كيري في موسكو الى ان بلاده لم تعد تصر على رحيل الرئيس السوري كشرط مسبق لتشكيل اي سلطة انتقالية في سوريا.

ثم عاد واكد مجددا بعد ذلك في روما على ان الاسد يجب ان يرحل لكن من دون التحدث متى.

واوضح المتحدث باسم الخارجية الاميركية باتريك فنتريل "ان ما تغير هو اننا نريد مثل الروس العمل بشكل حثيث لكي يجلس الطرفان (السلطة السورية والمعارضة) على طاولة واحدة ويطبقان هذه الخطة".

وقال ستيفن سيتانوفيتش الاخصائي في شؤون روسيا في مركز الابحاث "مجلس العلاقات الخارجية" في واشنطن ساخرا "ان الاتفاق هذا الاسبوع حول عقد مؤتمر سلام يدفع صيغة جنيف لتسجيل خطوة، لكن ما هي خطوة اضافية في امر ليس له اي معنى؟".

واوضح "ان السؤال الحقيقي يكمن في معرفة ما اذا كان الروس مستعدين ليقولوا للاسد وداعميه ان الامر انتهى بالنسبة لنظامهم".

واكد ذلك سلمان شيخ مدير مركز بروكينغز في الدوحة الذي قال "تجري محاولات في هذا الوقت، لكني لا اعتقد ان مواقف (موسكو وواشنطن) تغيرت كثيرا".

واوضح شيخ لوكالة فرانس برس "حتى وان كان هذا النشاط الدبلوماسي موجودا فان الوضع على الارض هو الذي سيبقى مهيمنا".

ونفى اوباما من ناحيته عدم التحرك حيال هذا الملف مدافعا عن استراتيجية ادارته، ولفت هذا الاسبوع الى انه لا يوجد "اجوبة سهلة" لمواجهة هذه الازمة بعد ان تحدثت ادارته قبل اسبوعين للمرة الاولى عن احتمال استخدام نظام الاسد لاسلحة كيميائية.

وعلى الرغم من تأكيده ان استخدام مثل هذه اسلحة من شأنه ان يغير "قواعد اللعبة"، خفف اوباما من لهجته في تصريحات كثيرة منذ ذلك الحين مؤكدا ان الادلة على استخدام مثل هذه الاسلحة غير كافية. كما اوضح ايضا انه من غير الوارد مسبقا ارسال جنود اميركيين الى المكان.

ولا يزال يسيطر على الادارة الاميركية هاجس سابقة 2003 عندما اطلق الرئيس السابق جورج بوش الابن عملية غزو العراق بحجة وجود "اسلحة دمار شامل" لم يعثر على اي اثر لها.

ومع حث روسيا على وقف دعمها لنظام دمشق، تخشى الولايات المتحدة من عواقب سقوط مفاجىء لنظام الاسد على سوريا والمنطقة، لا سيما وانها باتت ظاهرة للعيان مع دخول اسرائيل وحزب الله على خط النزاع الراهن.

فلمواجهة مثل هذا الفراغ كما حدث في العراق في 2003، سيتعين على الولايات المتحدة ان تكون "مستعدة لانفاق الف مليار دولار (لارسال) 160 الف جندي و(تكبد) ستة الاف قتيل"، كما قال نائب الرئيس جو بايدن في حديث نشر الخميس.

وقال في ذلك الحديث "العبرة التي استخلصناها من العراق ومن الادارة السابقة .. هي انها بتوليها ادارة شؤون العراق دمرت كل المؤسسات. لم تكن هناك هيئة واحدة متبقية. لم يكن هناك حتى وزارة للاشغال العامة". مضيفا "نعلم اننا قادرون على معالجة هذا الامر ان كنا على استعداد لانفاق الف مليار دولار ونشر 160 الف جندي وتكبد ستة الاف قتيل ولكننا لا نستطيع ذلك".

التعليقات 0