أطفال طرابلس يدفعون ثمن حرب الجبل والتبانة

Read this story in English W460

تجلس رانيا على بطانية في الشارع وتحضن اطفالها الثلاثة بعد يوم من فرارهم من المعارك العنيفة في منطقة باب التبانة التي تتواصل فيها المواجهات مع جبل محسن.

تؤكد ان "اطفالنا يدفعون الثمن". وتضيف بحسرة "تركنا المنزل الاحد حين بدأ القتال. اعتقدنا في البدء ان الامر مجرد مفرقعات لمناسبة حفل زفاف وسرعان ما بدأت قذائف الهاون تنهمر".

جمعت مع زوجها عبدالله ابنها احمد وشقيقتيه نورهان وبتول وغادروا المنطقة في سيارتهم.

لم تجد العائلة مكانا تلجأ اليه فاجبرت على البقاء في السيارة مستعينة ببطانية حمراء وسوداء على وقع رصاص القناصة في الشارع المجاور.

وثمة عائلات اخرى فرت من جولة القتال الجديدة في طرابلس التي اندلعت الاحد الفائت.

وحصيلة هذه الجولة المستمرة رغم الجهود لاحتوائها 17 قتيلا و150 جريحا، وتبدو على صلة وثيقة بالهجوم الذي تشنه القوات النظامية السورية على مدينة القصير الاستراتيجية التي تشكل معقلا للمعارضين وغير البعيدة من الحدود اللبنانية.

لكن بعض السكان في طرابلس ينفون اي علاقة لهم بالنزاع في سوريا.

وتعلق رانيا "انا مستعدة لتعليق صورة لبشار الاسد في منزلي اذا كان ذلك يوقف القتال".

وبدا الثلاثاء ان القتال تراجع فعادت العائلة الى منزلها. ولكن مع حلول الظلام تجدد القصف العنيف.

ويقول عبدالله زوج رانيا "انها حرب حقيقية. لم اشأ المغادرة في البدء ولكن لدي ثلاثة اطفال".

ويضيف "كان علينا ان نفر تحت وابل القصف، الحمد لله اننا نجونا".

داخل باب التبانة، غالبية المحال مغلقة. وحده مقهى يفتح ابوابه حيث ينصرف مسنان الى التدخين ولعب الورق.

في جوارهما سيارات مهملة تناثر زجاجها جراء الرصاص الذي لا يزال ازيزه يسمع في الشوارع.

في الجوار، اغلق السكان الشارع بحاجز بلاستيكي ازرق لحماية العابرين من رصاص القناصين.

شبان باب التبانة المسلحون يرتدون قمصانا سوداء ويعصبون جباههم بعبارات اسلامية.

يتهمون سكان جبل محسن ببدء القتال مؤكدين ان الجيش اللبناني الذي عجز حتى الان عن تهدئة الوضع بالتواطؤ مع "المنطقة الاخرى".

ويقول احد المسلحين "نحن مع الدولة اللبنانية وتحت القانون ولكن ماذا نفعل عندما يهاجمنا الجيش وسكان جبل محسن على السواء؟".

ويؤكد كمال (31 عاما) ان "سكان جبل محسن الذين يؤيدون (الرئيس السوري بشار) الاسد وحزب الله كانوا البادئين".

ويضيف "انهم منظمون ومزودون اسلحة ثقيلة، في حين اننا مجرد سكان ندافع عن انفسنا بما توفر لنا".

من جهته، يحاول ابو احمد (60 عاما) بيع القهوة لمن تبقى من الناس في الشوارع.

يقول "كلما هدأ الوضع اتي من منزلي واحاول ان ابيع ما تيسر".

ورغم استمرار الاتصالات السياسية سعيا الى التهدئة، لا يبدو السكان متفائلين.

ويقول المقاتل الشاب ابو جندل "ما دام (سكان جبل محسن) يرفضون اي حل فان القتال سيستمر".

ويضيف "لا سبيل للعيش مع اناس مثلهم ولا نخاف الاستشهاد".

في المقابل، يصعب على الصحافيين الانتقال الى جبل محسن لان عليهم ان يعبروا مناطق الاشتباكات والطرق مقطوعة فيها.

وفي اتصال هاتفي لفرانس برس مع عضو المكتب السياسي في الحزب العربي الديموقراطي علي فضة، قال "لقد فوجئنا بفتح المعركة. المنطق يقول ان لا مصلحة لنا في استمرار المعارك، فكما ترون نحن محاصرون. لسنا انتحاريين ولا نريد اي معركة لكننا سندافع عن انفسنا وهذا حق".

واضاف ان "الطرف الاخر لا يملك نوايا التهدئة. نحن نحارب جبهة النصرة والجيش السوري الحر ومجموعات تكفيرية اصولية موجودة في طرابلس".

وعن الموقف من النظام السوري قال "لي الحق ان اعبر عن رايي وموقفي السياسي لن اغيره".

التعليقات 3
Thumb primesuspect 20:32 ,2013 أيار 23

Poor kids, always on the first line of collaterals.

Default-user-icon habib (ضيف) 22:41 ,2013 أيار 23

What a disgustingly one-sided article. Aren't there children in Jabal Mohsen too? Aren't they completely surrounded on all sides?

Saalafis have turned to punishing Lebanese Alawites because they are being defeated in Qusayr. That is the sole reason for the renewed fighting.

Thumb phoenician 02:03 ,2013 أيار 24

Scum.