معوض: استمرار التقاعس الدولي حول سوريا يهدد بزوال دول في الشرق الاوسط

رأى رئيس حركة الاستقلال ميشال معوض، أن "التلكؤ الدولي اتاح لكل قوة معنية بالصراع السوري بأن تدفع بأجندتها الخاصة"، معتبرا أن "استمرار التقاعس الدولي، يهدد بزوال دولٍ في الشرق الاوسط".

وقال معوض في بيان صادر عنه اليوم الاربعاء: "يبدو فهم الاحداث التي تثير الاضطراب في سوريا اكثر تعقيداً مع مرور الزمن".

وسأل "فأي مروحة من الرؤى يجب الأخذ بها؟ هل هي انتفاضة شعبية ضد نظام ديكتاتوري؟ هل هي صراع نفوذ اقليمي بين ايران وتركيا والمملكة العربية السعودية وقطر واسرائيل؟ هل يستدل منها ملامح مخطط لاعادة رسم خريطة النفوذ في المنطقة بين اميركا وروسيا".

وأضاف "هل هي حرب مذهبية بين الشيعة والعلويين من جهة والسنة من جهة اخرى؟ وهل لا افق لها سوى السيطرة على السلطة من قبل مجموعات متطرفة تنتمي بشكل او بآخر الى تنظيم القاعدة؟"

وعليه، رأى أن "صعوبة مقاربة كهذه تُعيق المجتمع الدولي وخصوصاً الدول الغربية التي بتقاعسها تتحمل مسؤولية جسيمة عما آلت اليه الاوضاع"، موضحا انه "طيلة اكثر من ثمانية اشهر قامت مظاهرات سلمية واجهها نظام الاسد بالقمع الممنهج".

وقال أن "هذه اللامبالاة الفاضحة هي التي سمحت للنظام بعسكرة الثورة".

إذ ولفت الى أن "التلكؤ الدولي اتاح كذلك لكل قوة معنية بالصراع بأن تدفع بأجندتها الخاصة"، أشار معوض ان "بنتيجة كل ذلك، تحوّل الوضع في سوريا من اندفاع شعبي توقاً للحرية الى ازمة تكاد تكون ورطة بالغة الخطورة ليس على سوريا فحسب بل على كل المنطقة".

واعتبر ان "تعقد الازمة لا يبرر بتاتاً التقاعس، ونتائج حذر الدول الغربية ملموسة ومؤكدة"،

وشدد معوض أن "التمدد الجغرافي للصراع يحوله الى حتمية سياسية لانه بات جيو- استراتيجي"، مشيرا الى أن "اعلان الجهاد في سوريا من قبل حزب الله، وان يزيد من تعقيد الازمة، يمنع حكماً استمرار التلطي وراء هذا التعقيد".

وشرح أن الدخول الرسمي للذراع العسكرية الايرانية في المعارك يبرز وجها اقليميا مذهبيا لهذه الحرب ويكشف سعي ايران لخلق منطقة نفوذ لها متواصلة جغرافياً بين حدودها والبحر الابيض المتوسط".

وذكر ان "معركة القصير على الحدود اللبنانية-السورية تفضح هذا التطور الجديد وتشي بخطورته البالغة"، موضحا أن "الاستيلاء على هذه المدينة لا يكفل اطلاقاً بقاء نظام لا يمكن ان يستمر في كل الاحوال".

وأردف معوض: "اذا كانت هذه المعركة قد تسمح بوصل دمشق بالساحل، انما هي تهدف بالاساس الى تواصل جغرافي بين الحدود اللبنانية – الاسرائيلية والساحل العلوي السوري مرورا بمنطقة نفوذ وهيمنة حزب الله في لبنان"، مستنتجا انها "قضية اقامة منطقة نفوذ ايرانية على البحر الابيض المتوسط وبتماس مع اسرائيل، خصوصاً وان منظومة الاسد تبدو بوضوح اكثر فأكثر تبعية لايران على شاكلة حزب الله".

وتابع: "ان هذه الوقائع الجديدة تنذر، اذا استمر التقاعس الدولي، بزوال دولٍ في الشرق الاوسط كما نعرفها وفي طليعتها سوريا ولبنان الكبير، وبزوال التنوع الثقافي والديني للمنطقة لصالح مشاريع طائفية شمولية متطرفة، وبتعزيز الهيمنة الايرانية على المنطقة والتسليم بمشروعها النووي".

ورأى معوض ان "رفع الحظر عن الاسلحة لمصلحة الثوار الذين يحترمون مبادىء الديمقراطية وقيم حقوق الانسان – وهم الاكثرية- يشكل الخطوة الاولى في الاتجاه الصحيح".

وشدد معوض على ضرور ة"الغاء شرط وحدة المعارضة"، سائلا: "هل من المعقول ان يُفرض على شعب يكتشف الحرية ان يتشكل بمعارضة ذات بنية منظمة وموحدة".

وتابع: "هناك حل سياسي يؤسس في مواجهة امكانية بروز ديكتاتورية دينية على انقاض الديكتاتورية العسكرية المذهبية القائمة، لبناء دولة ديمقراطية تحترم حقوق الافراد كما تحمي هواجس الجماعات الطائفية".

وعليه، أكد معوض أن "هذا النموذج موجود في لبنان"، شارحا ان "بالرغم من ثغراته، وبعض هشاشته، وصعوبة تطويره وتحديثه، لقد امّن هذا النموذج التوازن والاعتدال كركائز للعيش المشترك".

وخلص معوض الى القول ان "التقاعس هو خيار تعميم الفوصى وتحمل تبعاتها على حدود اوروبا، و خيار هيمنة التطرف الذي سيتمدد ويتوسع حكما ".