سنودن طلب رسميا اللجوء السياسي المؤقت في روسيا وواشنطن تجدد الدعوة لطرده

طلب المستشار السابق في وكالة الامن القومي الاميركي ادوارد سنودن اللجوء السياسي الموقت في روسيا، منهيا بذلك التكهنات التي اثيرت حوله منذ وصوله الى موسكو من هونغ كونغ للفرار من القضاء الاميركي.

 وقال المتحدث باسم البيت الابيض جاي كارني "موقفنا انه ينبغي طرد سنودن واعادته الى الولايات المتحدة، ويجب عدم السماح له بمزيد من السفر الى الخارج الا للعودة الى الولايات المتحدة".

واضاف كارني ان سنودن "ليس ناشطا من اجل حقوق الانسان وليس معارضا. انه متهم بكشف معلومات سرية. لقد وجهت اليه ثلاث تهم (...) ولهذه الاسباب ينبغي اعادته الى الولايات المتحدة".

واذ اكد ان البيت الابيض لم يجر اتصالات مع السلطات الروسية الثلاثاء، اوضح كارني ان الولايات المتحدة ابلغت طلبها بوضوح الى موسكو وقال "انه موقف تبنيناه خلال مشاوراتنا مع الروس وحكومات اخرى معنية" بقضية سنودن.

ويمضي سنودن، المطلوب في الولايات المتحدة بسبب تسريبه تفاصيل عن عمليات التجسس الواسعة التي تقوم بها الولايات المتحدة، اسبوعه الرابع في قاعة الترانزيت في مطار موسكو-شيريميتييفو.

وقال اناتولي كوتشيرينا محامي سنودن والعضو في هيئة استشارية مقربة من الكرملين بعدما التقى سنودن في مطار موسكو-شيريميتييفو "لقد تم ارسال الطلب الى السلطات الروسية".

واضاف انه ساعد موكله على فهم تعقيدات القانون الروسي والاختلافات بين وضع اللجوء ووضع اللجوء السياسي واللجوء الموقت.

وصرح كوتشيرينا في مقابلة مع وكالة فرانس برس في موسكو "لا توجد طريقة اخرى لحل هذا الوضع".

واضاف ان سنودن سيبقى في المطار اثناء النظر في طلبه باللجوء، مشيرا الى ان حضور الاجتماع الذي جرى الثلاثاء لتعبئة طلب اللجوء اقتصر عليه وعلى سنودن ومترجم.

وقال ان سنودن كتب في طلبه انه يخشى على حياته في حال عودته الى الولايات المتحدة.

وصرح كوتشيرينا في تصريحات متلفزة "كتب (سنودن) انه يخشى على حياته وسلامته ويخشى من التعذيب او من تطبيق عقوبة الاعدام بحقه".

واضاف "وفي ظل هذه الظروف، وبعد ان تفهم موقفه ووضعه، يجب ان تلبي دائرة الهجرة الفدرالية طلبه بالطبع".

وصرح المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين احيط علما بطلب سنودن، الا انه قال انه لن يتدخل.

ونقلت عنه وسائل الاعلام قوله "اذا كنا نتحدث عن لجوء موقت، فهذه مسالة لا تتعلق بالرئاسة ولكن بدائرة الهجرة الفدرالية، وسيتم النظر في الطلب في الدائرة وحتى ليس على مستوى المدير".

وكان بوتين صرح في وقت سابق من هذا الشهر ان سنودن يمكنه ان يتقدم بطلب للجوء شرط امتناعه عن نشر اي تسريبات اخرى، وذكر نشطاء التقوا سنودن الجمعة انه وعد بعدم الاضرار بالولايات المتحدة.

ورغم ان الكرملين قال مرارا ان لا علاقة له بسنودن، الا ان مراقبين سياسيين قالوا ان اجتماعه بالنشطاء في المطار الذي تسيطر عليه الحكومة ما كان ليتم دون موافقة الكرملين.

وتدرس السلطات الروسية اي طلب للجوء خلال مدة تصل الى ثلاثة اشهر، بينما يستغرق النظر المبدئي في تلك الطلبات ما يصل الى خمسة ايام.

وبعد قبول الطلب، يتلقى المتقدم به وثيقة موقتة تسمح له بالعيش والتنقل في البلاد، الا ان تصريحات المحامي كوتشيرينا تشير الى ان سنودن سيبقى في المطار في الوقت الحالي.

وتمتد فترة اللجوء الموقت سنة واحدة، ويتيح ذلك نظريا لسنودن الوقت الكافي لايجاد طريقة لمغادرة روسيا ربما الى اميركا اللاتينية. ويمكن تمديد تلك الفترة كل عام لمدة 12 شهرا.

وقال كوتشيرينا ان سنودن ليست لديه خطط حاليا لمغادرة روسيا.

واوضح لفرانس برس "في الوقت الحالي يريد ان يبقى في روسيا. ولديه خيارات. ولديه اصدقاء وانصار.. واليوم اعطيته كتاب اللغة الروسية للمتبدئين. وقال انه اول هدية يتلقاها في شيريميتييفو".

ووصل سنودن الى روسيا من هونغ كونغ في 23 حزيران، ويقبع منذ ذلك الوقت في قاعة الترانزيت في مطار موسكو-شيريميتييفو. وكان اسمه على قائمة المسافرين على متن طائرة تابعة لطيران ايروفلوت الروسي متوجهة الى كوبا في 24 حزيران الا انه لم يستقل تلك الطائرة.

والاثنين قال الرئيس الروسي ان سنودن سيغادر روسيا "في اسرع وقت ممكن"، ووصفه بانه هدية غير مرغوب فيها.

الا انه اتهم واشنطن ب"حبس" سنودن في موسكو وقال ان اي بلد لم يعد يرغب في منحه اللجوء بسبب الضغوط الاميركية.

وابدت كل من فنزويلا وبوليفيا ونيكاراغوا استعدادها لاستقبال سنودن (30 عاما).

وعقب اجتماع الجمعة قال مدير منظمة العفو الدولية في روسيا سيرغي نيكيتين الذي شارك في الاجتماع بسنودن في المطار، انه من المرجح ان يحصل عميل الاستخبارات الاميركية السابق على اللجوء في روسيا.

واوضح ان "الطريقة التي نُظم بها كل شيء والاجراءات اللوجستية بهذه السرعة، ، تجعل من الواضح لنا ان هناك اهتماما من السلطات .. ولذلك فمن المرجح ان يكون القرار ايجابيا" بشان طلب سنودن.

وانتقدت واشنطن بشدة احتمال منح روسيا اللجوء الى لسنودن متهمة موسكو بانها توفر له "منبرا دعائيا".