تصفية اسرائيل لقادة الفصائل الفلسطينية سلاح ذو حدين

Read this story in English W460

يشكل استخدام اسرائيل سياسة "التصفيات المحددة الاهداف" لناشطين فلسطينيين التي تسببت بموجة العنف الجديدة في غزة، سلاحا ذو حدين يهدد باثارة نزاع واسع النطاق مع المنظمات الفلسطينية المسلحة دون تحقيق اي هدف بحسب محللين.

وقتل 23 فلسطينيا في قطاع غزة منذ بدء التصعيد العسكري الاسرائيلي الجمعة بعد استهداف الامين العام للجان المقاومة الشعبية زهير القيسي (الصورة أثناء تشييعه) الذي اتهمته اسرائيل بالتحضير لهجوم "كان سيحدث عبر سيناء".

وفي المقابل اطلقت الفصائل الفلسطينية خاصة الجهاد الاسلامي ولجان المقاومة الشعبية اكثر من 180 قذيفة على اسرائيل. وتمكن نظام "القبة الحديدية" المضاد للصواريخ المنتشر جنوب اسرائيل من اعتراض 46 منها واصيب اربعة اسرائيليين.

ووفقا للمعلق العسكري في صحيفة يديعوت احرونوت اليكس فيشمان الاسرائيلية فان هذه المواجهة ستنتهي كسابقاتها في اعادة تطبيق الهدنة الضمنية بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية في غزة.

وكتب فيشمان في تحليل نشر الاثنين "لن تقبل اسرائيل بوقف التصفيات المحددة الاهداف ولن تقبل الجهاد الاسلامي بوقف اطلاق الصواريخ انتقاما ولا عن انشطتها الارهابية. فالاتفاق سيؤدي الى مجرد تعليق اطلاق النار حتى الجولة القادمة".

وراى روني شاكيد وهو خبير في القضايا الامنية في نفس الصحيفة بانه "لم يتفاجا احد من وابل الصواريخ كرد على تصفية زهير القيسي فهذه طبيعة دوامة الارهاب التي تجلبها التصفيات المحددة الاهداف، اطلاق الصواريخ انتقاما فالرد الاسرائيلي ومن ثم الانتقام والانتقام وهكذا".

ومن جهته قال مخيمر ابو سعدة استاذ العلوم السياسية في جامعة الازهر في غزة لوكالة فرانس برس ان الفصائل المسلحة الفلسطينية "تشعر بانها مجبرة على الرد لحفظ ماء وجهها امام الراي العام الفلسطيني ولهذا في كل مرة يحدث اغتيال مستهدف نرى وابلا من الصواريخ على اسرائيل".

وبحسب فيشمان "قام الجيش الاسرائيلي مسبقا بنشر البطاريات الثلاث لنظام القبة الحديدية وغطى السماء فوق غزة باسطول من الطائرات".

وكتب عوفير شيلا في صحيفة معاريف مقالا حول فعالية نظام القبة الحديدية التي غيرت الرهان و"نجحت في امتحان صد اطلاق صواريخ اكثر كثافة من السابق".

وتابع "الحماية المعززة التي قدمتها القبة الحديدية اعطت الادارة السياسية الاسرائيلية الشعور بانها تستطيع ان تسمح بشكل اسهل بشن عملية لان الثمن الذي ستدفعه اسرائيل سيكون اقل".

ولكن شيلا شكك في فعالية الغارة الجوية مذكرا بان وزير الدفاع ايهود باراك اعترف السبت بان الهجوم قد يحصل على الرغم من موت القيسي.

واضاف "نستطيع ان نستنتج من تصريحاته بان العملية كان هدفها الردع".

وبحسب العديد من المعلقين فان الحكومة الاسرائيلية "استخلصت العبر" من الهجوم الذي ادى في 18 من اب الماضي الى مقتل 8 اسرائيليين على الحدود مع مصر والذي اتهمت اسرائيل لجان المقاومة الشعبية بالوقوف ورائه.

ويقول المحللون بان الحكومة وقتها رفضت توصية من جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) بتصفية المنظمين المفترضين للهجوم وقائيا بهدف تجنب وقوع تصعيد.

وبعد الهجوم بيوم قام الجيش الاسرائيلي بشن ضربة ادت الى مقتل امين العام اللجان في وقتها كمال النيرب واحد قادة جناحها العسكري.

ووفقا لروني شاكيد فان التصفيات فقدت فاعليتها التي كانت تتمتع بها خلال الانتفاضة الثانية (2000-2005) بسبب البنية الجديدة للجماعات في غزة "التي هي اليوم شبه عسكرية مع هيكلية وتقسيم للقيادة".

ويضيف "القيسي كان الامين العام الرابع للجان المقاومة الشعبية الذي تمت تصفيته خلال ستة اعوام ومن غير المتوقع ان يقوم خليفته رغم انه لم يتم كشف هويته حتى الان، باخذ بعض الوقت لاعادة التنظيم".

التعليقات 0